وذكر تكتل "شباب وشابات تعز" أنه سيستمر في الاعتصام حتى تلبية مطالبه من قبل الحكومة الشرعية، والتي وصفها بالمتخاذلة حتى الآن تجاه جميع قضايا المدينة، وفي مقدمتها التحرير والجرحى.
وتتصدّر قضية جرحى تعز صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لنشطاء وسياسيين وصحافيين تضامناً مع الجرحى الذين لم يستطيعوا مغادرة المحافظة للعلاج في الخارج نتيجة للحصار المفروض من قبل الحوثيين وأنصار صالح على منافذ المدينة، وغموض موقف الحكومة الشرعية تجاه قضية الجرحى.
وفي السياق، قال وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبدالرقيب فتح، أنه منذ بداية الحرب التي فرضتها قوات الانقلابيين على الشعب اليمني، وضعت اللجنة خطة متكاملة بالتنسيق مع المنظمات والجهات الإغاثية في التحالف العربي، للعمليات الإغاثية المختلفة، ومنها معالجة الجرحى.
Twitter Post
|
وأوضح في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الخطة "ترتكز على ثلاثة محاور، هي معالجة الجرحى داخلياً وخارجياً للحالات الحرجة، وتأهيل المستشفيات وتجهيزها بالمستلزمات العلاجية والدوائية، والتعاقد مع عدد من المستشفيات الخاصة، لمواجهة الحالات الميدانية الطارئة".
وأضاف فتح: "معاناة الجرحى في تعز، ليس سببها التقصير وإنما إعاقة المليشيا المسلحة لتنفيذ ما خططنا له، وأن حصار المليشيات المسلحة لكل منافذ مدينة تعز جعل المدينة الأكثر تضرراً والأقل استفادة".
وبيّن الوزير أن هناك صعوبات عدة تواجه الجهود المبذولة في ما يتعلق بالجرحى في تعز، ومن تلك الصعوبات عدم القدرة على نقل الجرحى إلى عدن، رغم التعاقد مع أربعة مستشفيات خاصة هناك.
وذكر أنه تم التعاقد مع اثنين من المستشفيات الخاصة داخل مدينة تعز من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالإضافة إلى التعاقد مع أربعة مستشفيات في عدن من قبل المركز نفسه، مشيراً إلى أنه يتم تزويد مستشفيات تعز بالعلاجات عبر منظمة الصحة العالمية، والصليب الأحمر الدولي، بتمويل من مركز الملك سلمان أيضاً.
ولفت الوزير إلى أن الجهود ستبقى بسيطة نتيجة للحصار واستمرار القتل اليومي الممنهج الذي يمنع أي جهد منظم لإنقاذ ومعالجة الجرحى داخل المدينة وخارجها، متهماً المنظمات الأممية بأنها لا تقوم بدورها لإنقاذ المدينة ومعالجة جرحى القتال والقصف اليومي.
في السياق نفسه، وجه محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى بـ"اللجنة الثورية"، التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثي)، بعلاج جرحى المقاومة الشعبية في محافظة تعز اليمنية، في مستشفيات العاصمة صنعاء، والمناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وقالت وكالة الأنباء "سبأ" التابعة للحوثيين، إن الحوثي خاطب الجهات المعنية بتشكيل لجنة وإعداد آلية تسهل وصول الجرحى للعلاج في المناطق الخاضعة لسيطرة قواته.
ويأتي ذلك بعدما أطلق النائب عن حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، شوقي القاضي، دعوة للرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، وزعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، طالبهما فيها بالتدخّل السريع لمعالجة جرحى مقاومة تعز، قائلاً إن "حكومة هادي ودول التحالف خذلتهم".
وكتب القاضي إلى صالح والحوثي على موقع "فيسبوك" أن "الدين والشيم والأخلاق وصفات الرجولة والشهامة تحتّم عليكم معالجة جرحى تعز، في مستشفيات عاصمتنا صنعاء، وعلى حساب خزانة دولتنا التي تسيطرون عليها".
Twitter Post
|
ويؤكد نشطاء ومهتمون بملف جرحى محافظة تعز أن 60 في المائة من الجرحى يحتاجون لتلقي الرعاية الكاملة، فيما 35 في المائة يحتاجون للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج وإجراء عمليات جراحية، إضافة إلى أن 5 في المائة من المتبقين يحتاجون لبعض الأدوية الضرورية.
ومنذ أشهر ومئات الجرحى في تعز لا يستطيعون مغادرتها لتلقي العلاج في الخارج نتيجة الحصار الذي تفرضه مليشيات الانقلابيين على منافذ المدينة، إضافة إلى منع السلطات الأمنية في محافظة عدن، والمتمركزة على منافذها الرئيسة، دخول أبناء المحافظة، وبينهم الجرحى، وقد أقدمت خلال مايو/ أيار الماضي، على ترحيل عدد من جرحى محافظة تعز إلى مدينة التربة جنوبي تعز، دون أن تكلف الحكومة الشرعية نفسها تقديم أبسط المتطلبات لهم.