إسرائيل لم تفِ بتعهدها ببناء حي للمشردين في غواتيمالا

11 ديسمبر 2019
غواتيمالا تتبنى خطاً مؤيداً لإسرائيل بدون تحفظ(فرانس برس)
+ الخط -
تسود الأوساط الرسمية في غواتيمالا خيبة أمل كبيرة في أعقاب عدم وفاء إسرائيل بتعهدها ببناء حي سكني لمواطني الدولة اللاتينية الذين تشردوا في أعقاب انفجار أحد البراكين في البلاد قبل عام.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم الأربعاء، أن ما فاقم الإحباط لدى الحكومة الغواتيمالية حقيقة أن سارة نتنياهو، زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجهت إلى هناك ووضعت حجر الأساس للمشروع السكني بمشاركة عدد كبير من المسؤولين الغواتيماليين.

ويذكر أن غواتيمالا تحرص على تبني مواقف مؤيدة لإسرائيل، حيث كانت الدولة الثانية التي قامت بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة بعد الولايات المتحدة الأميركية، علاوة على أنها أدرجت، أخيراً، "حزب الله" اللبناني ضمن التشكيلات الإرهابية بناء على طلب تل أبيب.


وأشارت "يديعوت أحرنوت" إلى أن إسرائيل لم تقم بتحويل أي مبلغ لتدشين الحي، الذي لم يتم بناء أي منزل فيه، مشيرة إلى أن الحي كان يفترض أن يضم 45 منزلا فقط.

كما أشارت إلى أن سارة نتنياهو أطلقت على الحي الذي لم يدشن "يروشليم هحدشا"(أي القدس الجديدة)، في إشارة لقرار غواتيمالا بنقل سفارتها للقدس.

ولفتت الصحيفة إلى أن سارة نتنياهو التي قامت في ذلك الوقت بأول زيارة رسمية لها للخارج ترأست وفداً يضم موظفين كبارا من الخارجية الإسرائيلية تعهدت بشكل واضح ببناء الحي، حيث اقتبست الصحيفة كل ما جاء في خطابها أثناء حفل وضع حجر الأساس للمشروع.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن السفير الإسرائيلي في غواتيمالا، متتياهو كوهين، التزم في حينه ليس فقط ببناء الوحدات السكنية، بل أيضاً بشراء الأرض التي سيقام عليها وتدشين مرافق الخدمات في الحي.

وحسب الصحيفة، فإن وسائل الإعلام الغواتيمالية تشن حالياً حملة انتقادات على إسرائيل بسبب عدم احترامها لتعهدها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة الغواتيمالية قولها إن إسرائيل مهدت لتنصلها من تعهدها ببناء الحي عبر طرح شروط "غريبة" مثل الإصرار على تشكيل لجنة أهلية لتلقي الأموال المخصصة للبناء، بالإضافة إلى طلب قائمة بأسماء العائلات التي ستقطن في الحي، وقائمة أخرى من المطالب.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول غواتيمالي قوله: "نحن لم نعد نريد بناء هذا الحي، لقد أقامت إسرائيل الكثير من الضجيج حوله وفي النهاية لم تفعل شيئا".


وحسب الصحيفة، فإن إسرائيل تواصل توظيف التعهد ببناء الحي في إبراز دورها في مساعدة غواتيمالا، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أشارت إلى هذا المشروع في إطار ترحيبها برئيس غواتيمالا المنتخب حديثاً أليخاندرو غياماتي، الذي أنهى أمس زيارة لإسرائيل.

لكن السلوك الإسرائيلي لم يحل دون مواصلة غياماتي، الذي لم يتولَ بعد منصبه الجديد، تبني خط مؤيد لإسرائيل بدون تحفظ. ففي خلال زيارته للقدس المحتلة شدد غياماتي على أنه لن يبقي فقط السفارة الغواتيمالية في القدس المحتلة، بل إنه سيعمل على إقناع المزيد من دول العالم بنقل سفاراتها إليها.

يذكر أنه سبق لهندوراس التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إسرائيل أن عبرت العام الماضي عن خيبة أملها من عدم وفاء نتنياهو بتعهداته بتقديم مساعدات لها.

دلالات