"لا نريد تحكّماً بالأفكار"
أغنية حجر آخر في الجدار لفرقة بينك فلويد، فرقة إنكليزية شهيرة.
لم تتوقف عجلة التطور والابتكار منذ وجود الإنسان على سطح هذا الكوكب، وعبر الأجيال المتعاقبة، استمر التقدّم والتطور وأخذ يتسارع منذ بدايات القرن العشرين، لكن الشيء الذي لم يتجدد كما تجدد غيره، هو تقنيات التعليم وأساليبه.
فالمدارس الحديثة لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها التي كانت تعلّم منذ 300 سنة؛ ندخل للصف لنجد أستاذاً واقفاً أمام الطلاب الجالسين ضمن صفوفٍ من المقاعد بانتظام، يملي عليهم ما يجب أن يحفظوه وما يجب أن يتعلّموه. نظامٌ تعليميٌ قديم يعود تاريخه إلى فترة الإمبراطورية البريطانية.
لكن مع تصاعد الثورات التقنية، من انترنت وشبكاتٍ وأجهزةٍ محمولة، فإنّ أمر تذكّر الحقائق وحفظها عن ظهر قلب لم يعد مهماً كما كان. فبالنسبة للعمل في المستقبل، يجب على الطلاب اليوم أن يتعلموا كيف يفكّرون بطريقةٍ نقديةٍ بعيدةٍ عن حشو المعلومات وتكديسها.
وهذا ما فكّر به البروفيسور سوجاتا ميترا، عندما فكّر بوضع كمبيوتر على حائطٍ عام في إحدى شوارع دلهي في الهند. حيث كان يعمل لدى إحدى شركات البرمجيات الحاسوبية هناك، وقد شغل تفكيره كيف سيستطيع الأطفال هناك تعلّم التعامل مع التكنولوجيا في المستقبل.
وبسبب طبيعة عمله فقد كان قادراً على بناء واجهةٍ بسيطة لذلك الكمبيوتر الذي وضعه، لا تحتوي إلا على محركٍ بسيطٍ للبحث موصولٍ بالإنترنت قرب شركته.
ولاحظ عندها أمراً عجيباً، فالأطفال الذين لم يروا كمبيوتراً من قبل، تعلّموا ومن دون مساعدة كيف يستخدمونه ليتعلّموا أشياءً جديدة، حتى أنّهم بدأوا بتعليم بعضهم بعضاً.
وبعد أول تجربة ناجحة للـ"الفتحة في الحائط" كما سماها ميترا، قرّر ميترا أن يطوّر مشروعه الصغير هذا. فقام بتنصيب عددٍ من أجهزة الكمبيوتر في مختلف المناطق الريفية الهندية ليرى إذا ما كانت طريقة التعليم الذاتي هذه مفيدة أم لا، حيث كان في كلّ مرةٍ يسأل الأولاد سؤالاً ما أو يطلب منهم حلّ مشكلةٍ معينة.
وكانوا يعتمدون على بعضهم وعلى الحاسوب في كل مرة ليجدوا الحل المناسب لتلك المشكلة أو السؤال.
SOLE
أطلق على هذه الطريقة اسم "بيئة التعلم ذات التنظيم الذاتي" أو (SOLE). تتمحور فكرة هذه الطريقة بإعطاء كمبيوتراتٍ لمجموعاتٍ صغيرة من الطلاب وجعلهم يحلّون أسئلة معدّة مسبقاً أو يجدون أجوبةً لمشاكلهم الخاصة عن طريق عملهم سويةً؛ حيث يقوم الطلاب باختيار مجموعتهم التي يرغبون بالعمل معها، ويمكن للطلاب التجوّل والتحدث إلى بعضهم لمشاركة الأفكار بكل يسرٍ وحرية، ثم يجب على الطلاب عرض ما توصّلوا إليه وتعلّموه في نهاية الجلسة. ليقوم المدرّس بتيسير الحوار بينهم مع تعزيزٍ إيجابيٍ لهم.
وقد ساوى ميترا هذه الطريقة مع ما يدعى "بالذكاء السربي" الموجود لدى الحيوانات: "إنّ هذه الطريقة هي مشابهة تماماً لما يحدث عندما تقوم النملات بحمل قطعةٍ كبيرةٍ من الطعام، وأول سؤالٍ يتبادر إلى أذهاننا هو من الذي علّم أياً منها متى تسحب أو تدفع تلك القطعة؟ من الذي يقود هذه العملية؟ وبالطبع الجواب الذي سنجده: لا أحد".
فنملةٌ واحدة لا تستطيع لوحدها حمل هذه القطعة الكبيرة من الطعام، لكن مجموعة منها تستطيع حملها بكلّ سهولة ويسر، وينطبق هذا على الطريقة التي ابتكرها ميترا أيضاً.
وقد لاقت هذه الطريقة رواجاً كبيراً بين الأطفال الذين استخدموها، فقد أحبوا أن يقوموا بتدريس أنفسهم مع حصولهم على التشجيع من "ميسّرين" بدلاً من أطنان التعليمات والأوامر التي كانوا يتلقونها في المدرسة.
وقد حصل ميترا في عام 2013 على أول جائزة بقيمة مليون دولار أميركي من TED لابتكاره هذه الطريقة. وقد استخدم هذا المال لتجهيز عددٍ من مختبرات SOLE في بريطانيا والهند.
وحالياً، توجد عدة مختبرات SOLE في المناطق الفقيرة في الهند. وعندما يواجه المدرّس أو الميسّر أية مشكلة فإنّه يمكن أن يطلب المساعدة من أشخاصٍ آخرين يستخدمون هذا النظام حول العالم عبر ما يعرف بمجتمع "سحابة المدارس" أو (Schools in the Cloud).
سحابة المدارس
إنّ سحابة المدارس هي الأُمنية الكبرى التي كان يسعى إليها ميترا، حيث بزغت شمس هذه الفكرة في مؤتمر TED عام 2014 للمساعدة في تسريع أبحاث ميترا، وذلك عن طريق مساعدة المعلّمين سواءً أكانوا مدرّسين، آباء، أم قادة مجتمع لينشئوا مختبرات SOLE خاصة بهم، وبذلك سيساهموا بإغناء التجربة العالمية عن طريقة مشاركة تجاربهم وخبراتهم مع الآخرين.
فهذه المنصّة تتيح للجميع ومن أي مكان تجريب طريقة SOLE في التعلّم. وبحلول عام 2016، تمّ عقد أكثر من 16000 جلسة SOLE حول العالم، عن طريق المختبرات التي انتشرت في مختلف المناطق حول العالم مثل باكستان، وكولومبيا، واليونان.
ولعلّ واحداً من أهم الأشياء التي قدّمها هذا المشروع هو قدرة الأطفال في المناطق التي لا يتواجد فيها سوى عدد قليل من المعلّمين والمدرّسين على تعلّم أيّ شيءٍ يرغبون به باستخدام الإنترنت فقط.
سحابة الأجداد
سحابة الأجداد، أو (Granny Cloud) هو شبكة من الميسّرين، من مختلف الأعمار، من كلا الجنسين، ومن كافة أنحاء العالم، يمكنهم الوصول عبر برنامج سكايب إلى الأطفال في المناطق التي تتواجد فيها مختبرات SOLE؛ هذه المناطق متنوّعة ومختلفة من الغابات الهندية إلى أقصى الشمال. وتتألف حالياً من أكثر من 100 متطوع نشط ضمن هذه الشبكة.
تهدف هذه الشبكة إلى تحريض الفضول لدى الأطفال، تطوير الثقة، وبشكلٍ عام، الاستمتاع بالوقت عن طريق القصص، والأغاني، واستكشاف الإنترنت سويةً، والاختبارات القصيرة والمناقشات.
نجحنا من دون هذه الطريقة
وعلى الرغم من أنّ هذه الطريقة يمكن أن تساعد الطلاب في الاستفادة العظمى من هذا العصر التكنولوجي، لكنّها لا تكفيهم للنجاح في الصفوف الدراسية الخاصة بهذا العصر.
فهناك البعض من المعلمين ممن يعتقدون بأنّ جعل الطلاب يستخدمون الحواسيب في الامتحان يعني أنّهم لن يتعلّموا حقاً، لكن ميترا يعمل على تغيير هذا الاعتقاد.
"فكلنا تعلمنا بالطريقة التقليدية ونجحنا في حياتنا، فما حاجتنا إلى هذه الطريقة؟"
ومن هنا تأتي فكرة ميترا، فلا يجب على الطلاب أن يتعلّموا بعد اليوم عن طريق الحفظ والتذكّر، ويقترح أنّ على المدارس أن تعلّم الطلاب كيف يجدون الحلول لمشاكلهم والأجوبة لأسئلتهم بدلاً من تحفيظهم الأجوبة الجاهزة وإملائها إملاءً.
لتنجح هذه الطريقة، يجب علينا أنّ نغير أنظمة الامتحان في العالم، لكنّ هذه الفكرة ليست بالأمر السهل، فهي تحتاج إلى تكاتف الجهود وتعاون مختلف هيئات التعليم ومؤسساته.
وقد لاقت هذه الفكرة نجاحاً كبيراً كما رأينا، وقد دعمتها مؤسساتٍ عدة من أبرزها TED.
فوجود هذا النظام من عدة قرونٍ لا يعني أبداً أنّه يجب علينا معاملته كثابتٍ من ثوابتنا، بل يجب علينا تطويره دائماً أو البحث عن بديلٍ أفضل له باستمرار، فآن الأوان لأن يصبح تعليمنا متناسباً مع التكنولوجيا المعاصرة، لاستخدامها في خدمتنا وتطوير جيلنا ومستقبلنا.
فعلينا أن نعطي طلابنا القدرة على اختيار ما يهمّهم وتعليمهم كيف يجدونه، بدلاً من حشوهم بآلاف السطور والمعلومات التي غالباً ما تضرّهم بدلاً من أن تنفعهم، ولعلّ هذه المشكلة هي من أهم المشاكل المعاصرة فيما يتعلق بالقطاع التعليمي، فكأنّنا نسينا المقولة الشهيرة التي تقول: "كل زائدٍ ناقص".
أغنية حجر آخر في الجدار لفرقة بينك فلويد، فرقة إنكليزية شهيرة.
لم تتوقف عجلة التطور والابتكار منذ وجود الإنسان على سطح هذا الكوكب، وعبر الأجيال المتعاقبة، استمر التقدّم والتطور وأخذ يتسارع منذ بدايات القرن العشرين، لكن الشيء الذي لم يتجدد كما تجدد غيره، هو تقنيات التعليم وأساليبه.
فالمدارس الحديثة لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها التي كانت تعلّم منذ 300 سنة؛ ندخل للصف لنجد أستاذاً واقفاً أمام الطلاب الجالسين ضمن صفوفٍ من المقاعد بانتظام، يملي عليهم ما يجب أن يحفظوه وما يجب أن يتعلّموه. نظامٌ تعليميٌ قديم يعود تاريخه إلى فترة الإمبراطورية البريطانية.
لكن مع تصاعد الثورات التقنية، من انترنت وشبكاتٍ وأجهزةٍ محمولة، فإنّ أمر تذكّر الحقائق وحفظها عن ظهر قلب لم يعد مهماً كما كان. فبالنسبة للعمل في المستقبل، يجب على الطلاب اليوم أن يتعلموا كيف يفكّرون بطريقةٍ نقديةٍ بعيدةٍ عن حشو المعلومات وتكديسها.
وهذا ما فكّر به البروفيسور سوجاتا ميترا، عندما فكّر بوضع كمبيوتر على حائطٍ عام في إحدى شوارع دلهي في الهند. حيث كان يعمل لدى إحدى شركات البرمجيات الحاسوبية هناك، وقد شغل تفكيره كيف سيستطيع الأطفال هناك تعلّم التعامل مع التكنولوجيا في المستقبل.
وبسبب طبيعة عمله فقد كان قادراً على بناء واجهةٍ بسيطة لذلك الكمبيوتر الذي وضعه، لا تحتوي إلا على محركٍ بسيطٍ للبحث موصولٍ بالإنترنت قرب شركته.
ولاحظ عندها أمراً عجيباً، فالأطفال الذين لم يروا كمبيوتراً من قبل، تعلّموا ومن دون مساعدة كيف يستخدمونه ليتعلّموا أشياءً جديدة، حتى أنّهم بدأوا بتعليم بعضهم بعضاً.
وبعد أول تجربة ناجحة للـ"الفتحة في الحائط" كما سماها ميترا، قرّر ميترا أن يطوّر مشروعه الصغير هذا. فقام بتنصيب عددٍ من أجهزة الكمبيوتر في مختلف المناطق الريفية الهندية ليرى إذا ما كانت طريقة التعليم الذاتي هذه مفيدة أم لا، حيث كان في كلّ مرةٍ يسأل الأولاد سؤالاً ما أو يطلب منهم حلّ مشكلةٍ معينة.
وكانوا يعتمدون على بعضهم وعلى الحاسوب في كل مرة ليجدوا الحل المناسب لتلك المشكلة أو السؤال.
SOLE
أطلق على هذه الطريقة اسم "بيئة التعلم ذات التنظيم الذاتي" أو (SOLE). تتمحور فكرة هذه الطريقة بإعطاء كمبيوتراتٍ لمجموعاتٍ صغيرة من الطلاب وجعلهم يحلّون أسئلة معدّة مسبقاً أو يجدون أجوبةً لمشاكلهم الخاصة عن طريق عملهم سويةً؛ حيث يقوم الطلاب باختيار مجموعتهم التي يرغبون بالعمل معها، ويمكن للطلاب التجوّل والتحدث إلى بعضهم لمشاركة الأفكار بكل يسرٍ وحرية، ثم يجب على الطلاب عرض ما توصّلوا إليه وتعلّموه في نهاية الجلسة. ليقوم المدرّس بتيسير الحوار بينهم مع تعزيزٍ إيجابيٍ لهم.
وقد ساوى ميترا هذه الطريقة مع ما يدعى "بالذكاء السربي" الموجود لدى الحيوانات: "إنّ هذه الطريقة هي مشابهة تماماً لما يحدث عندما تقوم النملات بحمل قطعةٍ كبيرةٍ من الطعام، وأول سؤالٍ يتبادر إلى أذهاننا هو من الذي علّم أياً منها متى تسحب أو تدفع تلك القطعة؟ من الذي يقود هذه العملية؟ وبالطبع الجواب الذي سنجده: لا أحد".
فنملةٌ واحدة لا تستطيع لوحدها حمل هذه القطعة الكبيرة من الطعام، لكن مجموعة منها تستطيع حملها بكلّ سهولة ويسر، وينطبق هذا على الطريقة التي ابتكرها ميترا أيضاً.
وقد لاقت هذه الطريقة رواجاً كبيراً بين الأطفال الذين استخدموها، فقد أحبوا أن يقوموا بتدريس أنفسهم مع حصولهم على التشجيع من "ميسّرين" بدلاً من أطنان التعليمات والأوامر التي كانوا يتلقونها في المدرسة.
وقد حصل ميترا في عام 2013 على أول جائزة بقيمة مليون دولار أميركي من TED لابتكاره هذه الطريقة. وقد استخدم هذا المال لتجهيز عددٍ من مختبرات SOLE في بريطانيا والهند.
وحالياً، توجد عدة مختبرات SOLE في المناطق الفقيرة في الهند. وعندما يواجه المدرّس أو الميسّر أية مشكلة فإنّه يمكن أن يطلب المساعدة من أشخاصٍ آخرين يستخدمون هذا النظام حول العالم عبر ما يعرف بمجتمع "سحابة المدارس" أو (Schools in the Cloud).
سحابة المدارس
إنّ سحابة المدارس هي الأُمنية الكبرى التي كان يسعى إليها ميترا، حيث بزغت شمس هذه الفكرة في مؤتمر TED عام 2014 للمساعدة في تسريع أبحاث ميترا، وذلك عن طريق مساعدة المعلّمين سواءً أكانوا مدرّسين، آباء، أم قادة مجتمع لينشئوا مختبرات SOLE خاصة بهم، وبذلك سيساهموا بإغناء التجربة العالمية عن طريقة مشاركة تجاربهم وخبراتهم مع الآخرين.
فهذه المنصّة تتيح للجميع ومن أي مكان تجريب طريقة SOLE في التعلّم. وبحلول عام 2016، تمّ عقد أكثر من 16000 جلسة SOLE حول العالم، عن طريق المختبرات التي انتشرت في مختلف المناطق حول العالم مثل باكستان، وكولومبيا، واليونان.
ولعلّ واحداً من أهم الأشياء التي قدّمها هذا المشروع هو قدرة الأطفال في المناطق التي لا يتواجد فيها سوى عدد قليل من المعلّمين والمدرّسين على تعلّم أيّ شيءٍ يرغبون به باستخدام الإنترنت فقط.
سحابة الأجداد
سحابة الأجداد، أو (Granny Cloud) هو شبكة من الميسّرين، من مختلف الأعمار، من كلا الجنسين، ومن كافة أنحاء العالم، يمكنهم الوصول عبر برنامج سكايب إلى الأطفال في المناطق التي تتواجد فيها مختبرات SOLE؛ هذه المناطق متنوّعة ومختلفة من الغابات الهندية إلى أقصى الشمال. وتتألف حالياً من أكثر من 100 متطوع نشط ضمن هذه الشبكة.
تهدف هذه الشبكة إلى تحريض الفضول لدى الأطفال، تطوير الثقة، وبشكلٍ عام، الاستمتاع بالوقت عن طريق القصص، والأغاني، واستكشاف الإنترنت سويةً، والاختبارات القصيرة والمناقشات.
نجحنا من دون هذه الطريقة
وعلى الرغم من أنّ هذه الطريقة يمكن أن تساعد الطلاب في الاستفادة العظمى من هذا العصر التكنولوجي، لكنّها لا تكفيهم للنجاح في الصفوف الدراسية الخاصة بهذا العصر.
فهناك البعض من المعلمين ممن يعتقدون بأنّ جعل الطلاب يستخدمون الحواسيب في الامتحان يعني أنّهم لن يتعلّموا حقاً، لكن ميترا يعمل على تغيير هذا الاعتقاد.
"فكلنا تعلمنا بالطريقة التقليدية ونجحنا في حياتنا، فما حاجتنا إلى هذه الطريقة؟"
ومن هنا تأتي فكرة ميترا، فلا يجب على الطلاب أن يتعلّموا بعد اليوم عن طريق الحفظ والتذكّر، ويقترح أنّ على المدارس أن تعلّم الطلاب كيف يجدون الحلول لمشاكلهم والأجوبة لأسئلتهم بدلاً من تحفيظهم الأجوبة الجاهزة وإملائها إملاءً.
لتنجح هذه الطريقة، يجب علينا أنّ نغير أنظمة الامتحان في العالم، لكنّ هذه الفكرة ليست بالأمر السهل، فهي تحتاج إلى تكاتف الجهود وتعاون مختلف هيئات التعليم ومؤسساته.
وقد لاقت هذه الفكرة نجاحاً كبيراً كما رأينا، وقد دعمتها مؤسساتٍ عدة من أبرزها TED.
فوجود هذا النظام من عدة قرونٍ لا يعني أبداً أنّه يجب علينا معاملته كثابتٍ من ثوابتنا، بل يجب علينا تطويره دائماً أو البحث عن بديلٍ أفضل له باستمرار، فآن الأوان لأن يصبح تعليمنا متناسباً مع التكنولوجيا المعاصرة، لاستخدامها في خدمتنا وتطوير جيلنا ومستقبلنا.
فعلينا أن نعطي طلابنا القدرة على اختيار ما يهمّهم وتعليمهم كيف يجدونه، بدلاً من حشوهم بآلاف السطور والمعلومات التي غالباً ما تضرّهم بدلاً من أن تنفعهم، ولعلّ هذه المشكلة هي من أهم المشاكل المعاصرة فيما يتعلق بالقطاع التعليمي، فكأنّنا نسينا المقولة الشهيرة التي تقول: "كل زائدٍ ناقص".