قال رئيس الحكومة اللبنانية المكلف حسان دياب، إنّ "الأمور سائرة كما يجب" في ما يخصّ تشكيل الحكومة المقبلة، وذلك بعد لقاء جمعه بالرئيس اللبناني ميشال عون، في قصر بعبدا، عصر اليوم الثلاثاء، عرض خلاله نتائج الاستشارات النيابية غير الملزمة، واللقاءات التي يجريها لتأليف الحكومة.
ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية، عن دياب قوله، في تصريح للصحافيين بعد اللقاء مع عون: "استقبلنا فخامة الرئيس وقد أتينا لمعايدته ومعايدة جميع اللبنانيين، وإن شاء الله كل عام وأنتم بخير. لقد تكلمنا في الإطار العام وكان هناك تجاوب كامل. وكل ما أستطيع قوله: إن شاء الله خير ونحن لا زلنا في اليومين الأولين، وإن شاء الله الأمور سائرة كما يجب".
Twitter Post
|
والأحد الماضي، احتشد آلاف المحتجين في ساحتي رياض الصلح والشهداء، وسط العاصمة اللبنانية بيروت، رفضاً لتكليف دياب وزير التربية السابق بتشكيل الحكومة المقبلة، على اعتبار أنّه ليس رجلاً اختصاصياً قادراً على حل الأزمات التي تعاني منها البلاد، خاصة الاقتصادية منها، ويطالبون بمحاسبة الطبقة السياسية بشكل كامل.
ويصر المحتجون على تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
الحريري: الحكومة ستكون "حكومة جبران باسيل"
إلى ذلك، وصف رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، في حديث أجراه مع إعلاميين، الحكومة المقبلة بأنها "حكومة الوزير جبران باسيل".
وقال في تصريحات نقلتها "الوكالة الوطنية للإعلام"، اليوم الثلاثاء: "لن أترأس أي حكومة يكون فيها باسيل يروح يدبر حالو، إلا إذا اعتدل هو ورئيس الجمهورية".
وأضاف الحريري: "لا يمكن أن أعمل مع من يهاجمني على الدوام وبيربحني جميلة، ولم ألتق الرئيس المكلف قبل يوم واحد من تكليفه، كما أشيع، إنما قبل أسبوع في اطار المشاورات التي كنت أجريها".
وتابع: "الرئيس (رئيس البرلمان) نبيه بري يعلم أنني لا ألعب بالنار، إنما تعودت على إطفائها، ولست نادماً على الإطلاق"، مضيفاً: "لا أقبل بشيطنة السنة واتهامهم بسرقة البلد، ولم أسمّ الرئيس المكلف، ولا تغطية له، ولا ثقة إذا اقتضى الأمر".
Twitter Post
|
وعبّر الحريري، في وقت سابق، عن عدم رغبته بتولّي رئاسة الحكومة، وتأييده حكومة تكنوقراط.
وكان الحريري قد قدّم استقالته، في 29 أكتوبر/تشرين الأول، إلى الرئيس عون، مشيراً إلى أنها تأتي بعدما وصل إلى طريق مسدود، ونزولاً عند رغبة الشعب اللبناني، الذي خرج في تظاهرات حاشدة غير مسبوقة ضدّ الفساد والسرقة والأزمة الاقتصادية المستفحلة.
وبدأ اللبنانيون، في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انتفاضة غير مسبوقة، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتوجّه الحكومة إلى فرض ضرائب جديدة.
بدوره، هنأ بري، اليوم الثلاثاء، اللبنانيين عموماً والطوائف المسيحية خصوصاً بأعياد الميلاد، آملاً "أن يستولد اللبنانيون من وحي ولادة المخلص قيم الوحدة والمحبة والخلاص للوطن من أزماته والعبور به نحو شاطئ الأمان والاستقرار"، وفق ما نقلت عنه "الوكالة الوطنية للإعلام".
وفي رسالة الميلاد، أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أنّ "شعب لبنان ينتظر من المسؤولين السياسيين هدية الميلاد، حكومة جديدة من أصحاب الاختصاص والكفاءة يضعون البلاد على طريق الخلاص الاقتصادي".
وقال: "عبر الشعب عما يعاني من أوجاع وما يتطلب من إصلاحات وذلك في ثورة إيجابية لم تهدأ منذ 70 يوماً، ونرجو أن تظل كذلك وألا تصبح ثورة سلبية هدامة، الثورة الإيجابية تتعاون مع الجيش والقوى الأمنية وتحترمها وتخفف الأعباء عن كاهل المواطنين في حقهم للتنقل وللعمل"، وفق ما أوردت "الوكالة الوطنية للإعلام".
Twitter Post
|
وقال: "بوركت هذه الثورة الحرة غير المرتهنة لأحد؛ فلا تخيبوا آمالها أيها السياسيون فهي لا تسعى سوى للصالح العام".
وأكد أنّ "شعبنا لن يرضى بقبول سوء الحكم الذي ساد منذ التسعينات مع انتشار الفساد والهدر وتفاقم العجز وارتفاع الدين العام وازدياد الفقر وتوسع رقعة البطالة"، وقال: "مآسينا تأتي من أن حكامنا يرفضون تداول السلطة منذ عشرات السنين بل يتحاصصونها ويسرفون في الصرف ويراكمون الديون، فأوصلوا الدولة إلى الانهيار الاقتصادي والمالي وأوقعوا أكثر من ثلث الشعب اللبناني في الفقر".