بات من الطبيعي في العالم العربي أن يُلام الإعلام على كُلّ شيء. فجأةً، تُصبح كلّ الآفات في لبنان من صنع الإعلام وبسببه... على الأقل هكذا يُريد السياسيّون الذين يُخالفون القانون، ويتحدّث عنهم الإعلام.
رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، من هؤلاء السياسيين. فبعد أن كان الأخير رأس حربةٍ في سلب اللبنانيين حقّهم في الانتخاب، بحجّة غياب الأمن، عبر التمديد للمجلس النيابي، لام بري الإعلام على مواقفه. وذلك في انتهاكٍ واضحٍ لجميع معايير الديمقراطيّة والانتخابات حول العالم.
ففي حديثه خلال لقاءاته الأسبوعيّة، انتقد بري الحملات الإعلاميّة ضدّ النواب المُمدّد لهم، وقال: "كنّا ومازلنا مع حريّة الإعلام ودوره الوطني، ولكن يجب أن تقف هذه الحرية عند حدود كرامة الآخرين".
وكانت حملات على وسائل التواصل الإجتماعي في لبنان قد انطلقت رفضاً للتمديد، شتم عبرها اللبنانيّون النواب وتحدّثوا عن انتهاكهم للحقوق الدوليّة في ممارسة حقّ الانتخاب. كما كانت بعض القنوات الإعلاميّة اللبنانيّة قد اختارت وصف النواب بـ"النائب المُمدّد له".
يُريد بري إعطاء الإعلام حُريّته إذاً، ولكن تلكَ التي تُعجبه وتُفصّل على مقاسه فقط. أي إنّ رئيس البرلمان اللبناني لم ينزعج من شتم نائب لبناني للمتظاهرين رفضاً للتمديد، ولا لانتهاك القوى الأمنيّة حقّ التظاهر السلمي عبر الاعتداء على المتظاهرين بالشتم والضرب، بل انزعج من الحملات الإعلاميّة التي ترفض التمديد.