ربع مليون فلسطيني يصلّون الجمعة الأخيرة لرمضان في المسجد الأقصى
محمد محسن
واستشهد شابان فلسطينيان، في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أحدهما استشهد بزعم تنفيذه عملية طعن في البلدة القديمة من القدس، والآخر خلال محاولته اجتياز السياج الفاصل للوصول إلى القدس.
واستشهد الشاب يوسف وجيه (18 عاما) وهو من بلدة عبوين بمحافظة رام الله والبيرة، برصاص قوات الاحتلال بعد إصابته صباح اليوم، بزعم تنفيذه عملية طعن في البلدة القديمة من القدس.
بينما استشهد الفتى الفلسطيني عبد الله لؤي غيث الذي يبلغ من العمر (16 عاما) صباح اليوم الجمعة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب شاب آخر خلال محاولتهما اجتياز السياج الفاصل من بيت لحم باتجاه مدينة القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
في غضون ذلك، انتهت صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان الفضيل في المسجد الأقصى بمشاركة أكثر من 260 ألف مصل حسب دائرة الأوقاف الإسلامية، وسط إجراءات احتلالية مشددة حولت البلدة القديمة من القدس ومحيطها إلى ثكنة عسكرية، وفي ظل أجواء من الحر الشديد.
وكانت قوات الاحتلال عززت من تدابيرها العسكرية على جميع الحواجز والمعابر المؤدية إلى مدينة القدس المحتلة، وأغلقت أبواب البلدة القديمة والأقصى لساعات في أعقاب عملية طعن قالت قوات الاحتلال إن شابا فلسطينيا في التاسعة عشرة من عمره من الضفة نفذها وأصاب خلالها مستوطنين جراح أحدهما خطيرة.
واضطر آلاف المصلين للسير على أقدامهم لعدة كيلو مترات قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى القدس القديمة للصلاة في الأقصى بسبب إغلاق جميع محاور الطرق المؤدية إليه بالحواجز العسكرية التي نصبت على مداخل أحياء واد الجوز، الطور، وسوق المصرارة.
فيما تلقت عيادة الطوارئ التابعة للأوقاف عشرات الحالات قبيل صلاة الظهر منها إصابات بكسور ورضوض نتيجة السقوط عن جدار الفصل العنصري شمالي القدس المحتلة، وصفت إصابة إحداها بالخطيرة ونقلت إلى مشفى المقاصد في القدس وهي لشاب في أواخر العشرينيات من عمره وهو طالب كلية طب في جامعة النجاح ومن سكان بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية.
وأفاد بكر عبيد المسعف في عيادة الأقصى لـ"العربي الجديد"، بأن الشاب أصيب بكسور في القفص الصدري، وكسر آخر في إحدى فقرات العمود الفقري، إضافة إلى تمزقات شديدة بيديه بفعل الأسلاك الشائكة التي نصبت على جدار الفصل العنصري، حيث سقط من هناك وعن ارتفاع نحو 8 أمتار، مشيرا إلى أن العيادة قدمت الإسعاف الأولي لنحو 30 شابا أصيبوا بجروح ورضوض عدا حالات نقص السكري وارتفاع ضغط الدم بسبب حرارة الجو التي وصلت في القدس اليوم الى نحو 38 درجة، وبلغت أعداد من تلقوا الإسعاف في عيادة الطوارئ إلى 120 حالة.
بينما قدر مسعفون وأطباء تطوعوا لخدمة المصلين في مختلف العيادات الطبية داخل الأقصى أعداد من تلقوا الإسعافات اليوم بأكثر من 420 حالة.
من ناحية أخرى، ندد رئيس الهيئة الإسلامية العليا، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، خلال خطبة الجمعة اليوم، بقيود الاحتلال على المصلين الفلسطينيين، التي حالت دون وصول الآلاف من المواطنين للقدس والأقصى، واعتداء جنود الاحتلال على المصلين صباح اليوم عند حواجزه العسكرية المنتشرة حول القدس.
وتطرق الشيخ صبري إلى صفقة القرن فجدد رفض الشعب الفلسطيني لها وإصراره على إسقاطها.
في هذه الأثناء، تشهد أسواق البلدة القديمة من القدس ازدحامات شديدة بأعداد هائلة من المصلين، بعضهم توجه إليها للتسوق، والبعض الآخر شق طرقاتها القديمة إلى خارج أسوار المدينة المقدسة، حيث كانت تنتظرهم حافلات لسفريات عمومية، ومن بينها حافلات لشركة "إيغد" الإسرائيلية قامت بنقلهم إلى حواجز الاحتلال على مشارف المدينة المقدسة، وسط مرافقة شرطية، في وقت أغلقت مساحات واسعة حول تلك الحواجز لمنع دخول المركبات الخاصة إليها.