حمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته إلى تل أبيب، رسائل القمة العربية الإسلامية السعودية، إلى رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، ومفادها أن العرب وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز، معنيون وجادون في رغبتهم بالسلام. وقال ترامب في متحف إسرائيل في القدس المحتلة، عائداً من بيت لحم المحتلة أيضاً، إن "الفلسطينيين معنيون بالسلام".
وذكرت الصحف الإسرائيلية أن "السعودية والعرب لم يشترطوا تحقيق نتائج ووضع جدول محدد مسبقاً للمفاوضات ونتائجها، لبدء التطبيع، بل اكتفوا بتحويل بعض مناطق (ج) من الضفة الغربية إلى مناطق (ب)، وبدء تحرّك سياسي أياً كان". ويبدو أنهم انطلقوا من القول الشعبي "الحركة بركة".
ردّ نتنياهو على العرب مجتمعين، وعلى الفلسطينيين المنقسمين، بقوله قبالة أسوار القدس في يوم احتفال الاحتلال بمرور خمسين عاماً على إتمام الاحتلال، إن "القدس هي عاصمتنا الأبدية وعاصمة الدولة اليهودية، وإن الحائط الغربي (حائط البراق) وجبل الهيكل (الحرم القدسي) سيبقيان تحت السيادة الإسرائيلية، وإن إسرائيل ستبقى في أي اتفاق سلام صاحبة السلطات الأمنية الكاملة في الأرض المحتلة". ورد ديوان نتنياهو على نبأ طلب الإدارة السعودية بترقية مناطق (سي) إلى مناطق (بي)، بتكذيب الخبر جملة وتفصيلاً.
وفيما يواصل العرب رقصهم على إيقاع ترامب وقدراته الفائقة والأكيدة بإبرام الصفقة المثلى، قال 78 في المائة من الإسرائيليين في استطلاع للرأي العام، إنهم "لا يعتقدون بأن ترامب سينجح في مسعاه"، وأكد 46 في المائة منهم، قناعتهم بأن "نتنياهو غير ملتزم أو جاد في مسعاه نحو السلام".
لكن هذا كله يبدو كصوت صارخ في البرية لا حياة فيها لمن تنادي، إذ يسير العرب اليوم نحو التطبيع مع إسرائيل، بعد أن قرروا مقايضة السلاح بالاستثمار بتصفية القضية الفلسطينية نهائياً وتحويلها إلى شأن ثنائي، بين الفلسطينيين وإسرائيل، مع الضغط على الفلسطينيين لتقديم مزيد من التنازلات، كأنه لا يكفي ما قدمته سلطة أوسلو من هذه التنازلات حتى اليوم.
وتفيد التجربة الفلسطينية والعربية من التطبيع بين إسرائيل والأردن وبين إسرائيل ومصر، بأن من يطبّع يفقد حتى صلاحية أن يكون وسيطاً "نزيهاً" ومحايداً، بل ويفقد حقه في مراجعة خطه ونهجه السياسي، ويصبح عرضة للابتزاز الإسرائيلي الدائم بأنه مقصّر في التطبيع، ونحن أمة لا تحبّ أن يقال إن أبناءها مقصرون لا في إغاثة الملهوف ولا في إغاثة المحتل.
وذكرت الصحف الإسرائيلية أن "السعودية والعرب لم يشترطوا تحقيق نتائج ووضع جدول محدد مسبقاً للمفاوضات ونتائجها، لبدء التطبيع، بل اكتفوا بتحويل بعض مناطق (ج) من الضفة الغربية إلى مناطق (ب)، وبدء تحرّك سياسي أياً كان". ويبدو أنهم انطلقوا من القول الشعبي "الحركة بركة".
ردّ نتنياهو على العرب مجتمعين، وعلى الفلسطينيين المنقسمين، بقوله قبالة أسوار القدس في يوم احتفال الاحتلال بمرور خمسين عاماً على إتمام الاحتلال، إن "القدس هي عاصمتنا الأبدية وعاصمة الدولة اليهودية، وإن الحائط الغربي (حائط البراق) وجبل الهيكل (الحرم القدسي) سيبقيان تحت السيادة الإسرائيلية، وإن إسرائيل ستبقى في أي اتفاق سلام صاحبة السلطات الأمنية الكاملة في الأرض المحتلة". ورد ديوان نتنياهو على نبأ طلب الإدارة السعودية بترقية مناطق (سي) إلى مناطق (بي)، بتكذيب الخبر جملة وتفصيلاً.
وفيما يواصل العرب رقصهم على إيقاع ترامب وقدراته الفائقة والأكيدة بإبرام الصفقة المثلى، قال 78 في المائة من الإسرائيليين في استطلاع للرأي العام، إنهم "لا يعتقدون بأن ترامب سينجح في مسعاه"، وأكد 46 في المائة منهم، قناعتهم بأن "نتنياهو غير ملتزم أو جاد في مسعاه نحو السلام".
لكن هذا كله يبدو كصوت صارخ في البرية لا حياة فيها لمن تنادي، إذ يسير العرب اليوم نحو التطبيع مع إسرائيل، بعد أن قرروا مقايضة السلاح بالاستثمار بتصفية القضية الفلسطينية نهائياً وتحويلها إلى شأن ثنائي، بين الفلسطينيين وإسرائيل، مع الضغط على الفلسطينيين لتقديم مزيد من التنازلات، كأنه لا يكفي ما قدمته سلطة أوسلو من هذه التنازلات حتى اليوم.
وتفيد التجربة الفلسطينية والعربية من التطبيع بين إسرائيل والأردن وبين إسرائيل ومصر، بأن من يطبّع يفقد حتى صلاحية أن يكون وسيطاً "نزيهاً" ومحايداً، بل ويفقد حقه في مراجعة خطه ونهجه السياسي، ويصبح عرضة للابتزاز الإسرائيلي الدائم بأنه مقصّر في التطبيع، ونحن أمة لا تحبّ أن يقال إن أبناءها مقصرون لا في إغاثة الملهوف ولا في إغاثة المحتل.