قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الأحد، إن "الجهد ينصب على تعزيز العمل العربي المشترك، وبلورة رؤيا قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهنا جميعاً مشتركين"، وبيّن في تصريحات صحافية، على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، المقرر انعقادها الأربعاء القادم: "الملك سيحمل الهمّ العربي إلى واشنطن".
ومن المقرر أن يزور ملك الأردن، عبد الله الثاني، واشنطن، للقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في وقت لاحق من الشهر القادم. وشدد الصفدي على أن "الأمور تسير بشكل إيجابي، يوجد حس كبير بالتضامن، وإدراك لحاجة تعزيز العمل العربي المشترك"، لافتاً إلى أن البنود المدرجة على القمة تناقش مجمل القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إضافة إلى العراقية والسورية والليبية واليمنية.
وكان الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، قد أكد في مؤتمره الصحافي اليومي، على هامش الاجتماعات التحضيرية، أن الرسالة التي سيحملها الملك، خلال زيارته إلى واشنطن، والتي سيزورها بصفته رئيسًا للقمة العربية، أن "الأمة العربية تنشد السلام، وأن الأمة العربية ذات مصداقية عالية في سعيها للسلام (..) نأمل أن يكون هناك التزام ومصداقية من قبل إسرائيل في هذا الشأن".
وقال المومني: "غياب الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية سبب رئيس ومباشر للعديد من النزاعات في الشرق الأوسط (..) الحلّ العادل أُسّس له بقرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي، ومبادرة السلام العربية".
وفي الشأن السوري، لفت إلى أن بحث قضية إعادة النظر في تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية غير مطروح على جدول أعمال القمة، وقال ردًّا على ذلك السؤال: "القمة تنصبّ على دعم العملية السياسية التي من شأنها جلب الاستقرار، ونجاح العملية السياسية يؤسس للعديد من النجاحات، بما فيها عودة من يمثّل سورية ليشغل مقعدها في الجامعة العربية". وقال المومني: "نتطلع لليوم الذي تعود فيه سورية إلى الجامعة العربية".
وفي ما يتصل بالغارات الإسرائيلية المتكررة على سورية، قال: "أي اعتداء على سورية مدان، وكذلك التدخل في الشؤون الداخلية".
ويعقد وزراء الخارجية العرب، غدًا الإثنين، اجتماعهم التحضيري للقمة، فيما من المقرر أن تجتمع اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران، اجتماعًا خاصًّا على هامش الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب، وبحضور الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، وسيعهد للجنة المكونة من المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، صياغة الموقف العربي حيال التدخلات الإيرانية في المنطقة، والذي سيرفع لاجتماع القادة.
المجلس الاقتصادي الاجتماعي
واختتمت اجتماعات المجلس الاقتصادي الاجتماعي، على المستوى الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بإقرار عشرة مشاريع قرار سيتم رفعها للقادة العرب خلال القمة. وتتعلق تلك المشاريع بالتجارة العربية، ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وتطورات الاتحاد الجمركي العربي.
وقالت المتحدّثة باسم الاجتماعات التحضيرية، السفيرة في وزارة الخارجية الأردنية، ريم علاء الدين، إن اجتماع الأمانة العامة كلّف بالبدء في إعداد مسودة بروتوكول خاص بالاتحاد الجمركي، لأغراض البدء في تطبيقه بحدوده الدنيا على مستوى القانون الجمركي العربي الموحد، فيما رفع إلى القمة مشروع حول اقتصاد المعرفة، والبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار، وتحقيق الأمن الغذائي، بالإضافة إلى الموافقة على الاستراتيجية العربية لتربية الأحياء المائية.
كما أقر المجلس إعلان القاهرة للمرأة العربية، والاستراتيجية العربية للنهوض بالمرأة 2030، بصفتها وثيقة الاستراتيجية المرجعية في المنطقة العربية للنهوض بأوضاع المرأة، وتمكينها سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وحمايتها من جميع أشكال العنف في أثناء النزاعات المسلحة والحروب والإرهاب، تماشيًا مع الأجندة الدولية للتنمية المستدامة 2030، وبصفة خاصة؛ الهدف الخامس المعني بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين بحلول عام 2030.
وأكّد الوزراء المشاركون في الاجتماع ضرورة توفير الدعم الكامل واللازم للدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين، وإقامة مشاريع تنموية في هذه الدول للتخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن اللجوء، داعين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء هذه الأزمة.