رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة، يوم أمس الأربعاء، للمرة الأولى في نحو عشر سنوات، معبّراً عن اعتقاده بأن الاقتصاد الأميركي تغلّب إلى حد كبير على تداعيات الأزمة المالية العالمية في الفترة بين عامي 2007 و2009.
القرار، ورغم أن رئيسة الاحتياطي الفدرالي الأميركي جانيت يلين، حاولت التقليل من "أهميته"، إلا أنه انعكس بشكل جلي، وطالت تداعياته حتى قطاع المصارف العربية.
ورفعت لجنة السياسة النقدية بالبنك سعر الفائدة الأساسي ربع نقطة مئوية إلى نطاق بين 0.25 و0.50%، لتنهي جدلاً طويلاً بشأن ما إذا كان الاقتصاد قوياً بما يكفي لتحمّل رفع تكاليف الاقتراض.
رفع سعر الفائدة من طرف المركزي الأميركي، سرعان ما ظهرت انعكاساته على الأسواق المالية، سوق الذهب وأسعار النفط. حيث هبطت أسعار الأخير للعقود الآجلة بأكثر من 3% يوم أمس الأربعاء، مرتدة عن جلستين من المكاسب، بعد أن أظهرت بيانات حكومية قفزة مفاجئة في مخزونات الخام في الولايات المتحدة، بالإضافة لقرار رفع سعر الفائدة.
واستمرت ارتدادات القرار، اليوم الخمس، على سوق النفط، بعد تسجيل انخفاض أسعاره في العقود الآجلة في التعاملات الآسيوية، مواصلة نزيف الخسائر الحادة التي سجلها الخام في الجلسة السابقة، بسبب القرار.
وهبط سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم يناير/ كانون الثاني في العقود الآجلة استحقاق شهر، 12 سنتاً إلى 35.40 دولاراً للبرميل بحلول الساعة السادسة و13 دقيقة بتوقيت غرينتش، بعد أن أنهى تعاملات أمس الأربعاء على هبوط بنحو 5%.
اقرأ أيضاً: منتجو أوبك متشائمون من أسعار النفط في 2016
وبخصوص أسواق المال، قفزت الأسهم الأميركية، يوم أمس الأربعاء، بعد إعلان رفع سعر الفائدة.
وأنهى مؤشر "داو جونز" الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى جلسة التداول في بورصة "وول ستريت" مرتفعاً بـ224.18 نقطة أو 1.28% إلى 17749.09 نقطة، في حين صعد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الأوسع نطاقاً 29.66 نقطة أو 1.45% ليغلق عند 2073.07 نقطة.
وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا مرتفعاً 75.78 نقطة أو 1.52% إلى 5071.13 نقطة.
وحققت بورصة طوكيو انتعاشة بدورها، بعد قرار المركزي الأميركي، حيث ارتفعت الأسهم اليابانية إلى أعلى مستوى لها في أكثر من أسبوع، اليوم الخميس.
وأغلق مؤشر "نيكي" لأسهم الشركات اليابانية الكبرى مرتفعا 1.6% عند 19353.56 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ الثامن من ديسمبر/ كانون الأول.
وهبط الذهب، اليوم الخميس، متخلياً عن بعض المكاسب التي حققها الليلة الماضية في تعاملات متقلّبة في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار.
وهوى الذهب نحو 10% هذا العام، وكان من الأسباب الرئيسية وراء ذلك الغموض الذي اكتنف توقيت رفع أسعار الفائدة ومخاوف من أن تؤثر هذه الخطوة على الطلب على المعدن الأصفر الذي لا يدر فائدة.
اقرأ أيضاً: تراجع النفط وتحسن الدولار بعد القرار الأميركي برفع الفائدة
وهبط الذهب في العقود الفورية 0.6% إلى 1066.20 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة السادسة و9 دقائق بتوقيت غرينتش.
وكان المعدن الأصفر ارتفع قبل قرار المركزي الأميركي، أمس الأربعاء، وتمكن من الاحتفاظ بمعظم المكاسب التي حققها بعد بيان البنك، حيث أنهى تعاملات أمس مرتفعاً %1.2.
قال مصرف الإمارات المركزي، في بيان اليوم الخميس، إنه قرر رفع سعر الفائدة على شهادات الإيداع بواقع 25 نقطة أساس بأثر فوري.
وجاء الإعلان صباح اليوم عقب قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الليلة الماضية رفع سعر الفائدة الأساسي للمرة الأولى في نحو عشر سنوات.
وانعكس القرار على القطاع المصرفي العربي بدوره، حيث قال مصرف الإمارات المركزي، في بيان اليوم الخميس، إنه قرر رفع سعر الفائدة على شهادات الإيداع بواقع 25 نقطة أساس بأثر فوري.
القرار نفسه اتخذه مصرف البحرين المركزي، يوم أمس الأربعاء، برفع سعر فائدة الودائع لليلة واحدة - وهو سعره الرئيسي للفائدة - بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.50% من 0.25% بأثر فوري.
ورفع المصرف أيضاً سعر فائدة الودائع لمدة أسبوع الى 0.75% من 0.50% بينما قرر إبقاء سعر "الريبو" وفائدة الإقراض عند 2.25%.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السعودية، يوم أمس، إن مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) قررت رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) بواقع 25 نقطة أساس، وذلك بعد دقائق من قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي رفع سعر الفائدة القياسي.
وأوردت الوكالة في تقرير نشر في موقعها الإلكتروني "قررت مؤسسة النقد العربي السعودي رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس من 25 نقطة أساس إلى 50 نقطة أساس وإبقاء معدل اتفاقيات إعادة الشراء عند 200 نقطة أساس، على أن يسري مفعول هذا القرار فورا".
وذكرت بأن القرار جاء عقب قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي زيادة أسعار الفائدة الأميركية.
وأمام كل هذه الانعكاسات، سبق وصرحت رئيسة الاحتياطي الفدرالي الأميركي جانيت يلين، يوم أمس، بأنه يجب عدم المبالغة في تقييم آثار أول زيادة لمعدلات الفائدة قررها المصرف المركزي الأميركي.
إلى ذلك، برر مجلس الاحتياطي، في بيان سياسته الذي تبنته اللجنة بالإجماع، قرار رفع سعر الفائدة، بأن اللجنة "ترى أنه كان هناك تحسن ملحوظ في ظروف سوق العمل هذا العام، وهي على ثقة كبيرة بأن التضخم سيرتفع في الأمد المتوسط إلى مستواه المستهدف البالغ 2%".
وأوضح المجلس أن سعر الفائدة هو مجرد بداية لتشديد "تدريجي" للسياسة النقدية، وأنه عند اتخاذ قراره بشأن الخطوة التالية سيولي أهمية لمراقبة التضخم الذي يبقى منخفضا كثيرا عن المستوى.
اقرأ أيضاً: 12.7 مليار دولار عجزاً في موازنة قطر لعام 2016