تتواصل احتفالات العراقيين بـ"عيد النوروز"، والتي تزيد فعالياتها ليلا من خلال طقوس إشعال النيران على قمم الجبال والأماكن المرتفعة، والرقص حتى ساعات متأخرة.
وأعلنت الحكومة العراقية عن عطلة رسمية بدأت مساء الثلاثاء وتستمر حتى الأحد المقبل، فيما هنأ رئيس الوزراء العراقي الأكراد في رسالة مصورة باللغة الكردية، في سابقة هي الأولى من نوعها في العراق.
وقالت حكومة كردستان في أربيل، إنها استقبلت أكثر من 70 ألف سائح من محافظات العراق المختلفة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وما زال العدد يتصاعد للمشاركة في الاحتفالات التي تجري بمحافظات الإقليم.
وقال سركوت محمد، لـ"العربي الجديد"، إنه يحتفل مع عائلته وأصدقائه، ويتمنى أن يكون العام الجديد أفضل من العام المنتهي، "تعبنا كثيرا من الموت والحزن والقلق والخوف والترقب. نريد أن نعيش بضع سنوات في أمن وسلام. نحن نستحق هذا بالتأكيد".
وتقول عطف عثمان (42 سنة): "نحاول صنع السعادة بأي طريقة، حتى وإن لم تتوفر كل عناصرها، والنوروز مناسبة طيبة، وليس شرطا أن تكون كرديا كي تحتفل بها، فالإنسانية أكبر من أن تختصر في دين أو لغة".
ويتزامن عيد النوروز هذا العام في العراق، مع أزمة كبيرة بين إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد، أعقبتها حملة عسكرية للحكومة استعادت فيها بالقوة السيطرة على المناطق المتنازع عليها في شمال البلاد، والتي تضم خليطا من العرب المسلمين والمسيحيين، إضافة إلى أكراد وتركمان وآشوريين وأيزيديين وطوائف أخرى؛ تتشارك جميعها الاحتفال بالمناسبة، التي يطلق عليها باقي سكان العراق اسم "عيد الربيع".
ووضعت قوات الأمن العراقية عناصرها في حالة التأهب بمدن كركوك وسهل نينوى وأجزاء من ديالى وصلاح الدين، فضلا عن أمن إقليم كردستان، لتنظيم مراسم الاحتفالات الشعبية.
و"نوروز" باللغة الكردية كلمتان منفصلتان هما (نو) ومعناها جديد، و(روز) وتعني يوم، وهو أول أيام العام الجديد بحسب التقويم الكردي، وأول شهور العام الكردي يدعى أيضاً نوروز، وهو يُصادف يوم 21 من شهر مارس/آذار من كل عام.
وهذا التقويم الذي يعتمده الأكراد يعود إلى حكم الميديين في الألف الرابع قبل الميلاد، ويصادف التحول الطبيعي في المناخ ودخول فصل الربيع، الذي يعد فصل الخصوبة وتجدد الحياة في ثقافات العديد من الشعوب، لكنه يحمل لدى الأكراد بعداً قومياً.