رمضان المخيمات... سوريون يختبرون واقعاً أكثر قساوة
عبد الله البشير
عبد الله البشير
يتزامن شهر رمضان هذا العام مع أزمة كورونا، وهذا حال كل العالم. لكنّ الواقع أكثر قساوة على النازحين السوريين في المخيمات، إذ إنّهم بالكاد يستطيعون تأمين الطعام لأسرهم. وكل ما يحلمون به في هذا الشهر هو استعادة طقوسهم القديمة.
في كلّ عام، يأمل النازحون السوريون أن يمارسوا طقوسهم المعتادة خلال شهر رمضان، إلا أن ذلك لا يتحقق. ما زالوا في المخيمات، يُكافحون لتأمين قوت يومهم ويستذكرون أياماً مضت، ويحلمون أن تعود. يستيقظ الحاج عبده بعد صلاة الفجر ويتّجه إلى أزهاره التي زرعها في محيط خيمته، يتفقدها ويسقيها. هكذا يبدأ يومه بتفاؤل، متطلعاً لما هو أفضل على الرغم من قساوة الحياة في المخيم. قساوة سلبت النازحين فرحة شهر رمضان وروحانياته. يقول الحاج عبده النازح من ريف حماة الشرقي، ومدير مخيم أخوة سعدة في قاطع مخيمات أطمة الجنوبي، لـ"العربي الجديد": "أبدأ يومي بجولة تفقدية في المخيم، وأحث النازحين على الاهتمام بالنظافة. ومع بداية شهر رمضان، كنّا قد أنهينا بناء مسجد، وصرت أجمع الأطفال فيه وأحاول إعطاءهم بعض الدروس حتى صلاة الظهر. بعدها أعود إلى البيت وآخذ قيلولة وقت الظهيرة، ثم أذهب إلى السوق لشراء بعض الحاجات اليومية، وبالكاد أشتري شيئين أو ثلاثة، كون غالبية الحاجات الأساسية في السوق باتت للعرض لا أكثر. الفقير يتفرج عليها فقط. بدلاً من شراء اللحم يشتري الحمّص، وبدلاً من شراء بعض الخضار يكتفي بالبقدونس والخسّ. كان الله في عوننا وعون الناس هنا". يتابع الحاج عبده: "يعيش النازحون حالياً في المخيم واقعاً مأساوياً في ظل غلاء الأسعار. على سبيل المثال، يبلغ سعر ربطة البقدونس 300 ليرة سورية (0.6 دولارات). والنازح الذي ليس لديه معيل خارج سورية يكون وضعه مأساوياً، خصوصاً في حال كانت عائلته تتكون من ستة أو سبعة أشخاص".
ذكريات جميلة
يعود الحاج عبده بذاكرته إلى سنوات مضت، مقارناً بينها وبين الواقع اليوم: "سابقاً، كانت الحياة أجمل. ومن عادتنا في القرية خلال شهر رمضان أن ندعو بعضنا البعض لتناول الإفطار كل يوم في بيت. اليوم، يحتار الشخص منا كيف يؤمن طعام الإفطار لعائلته". ويقول إنه "في السابق، كانت الأسرة كلها تجتمع في شهر رمضان. المغتربون يعودون لقضاء شهر رمضان مع العائلة. لكن اليوم، العائلة الواحدة مشتتة بين الدول، ولا يجمعنا سوى الهاتف المحمول. كما أن جرائم النظام حرمت الناس من أقرب الناس إليهم، والأب من ابنه، والأم من ابنها، وفرقت الناس". وفي ما يتعلق بكورونا وشهر رمضان، يقول: "نحمد الله أنه لم تسجل إصابات في المناطق المحررة. طبعاً، نأخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة، ونعيش حياتنا على نحو شبه طبيعي". وعن أمنياته لرمضان المقبل، يقول الحاج عبده: "ليست المشكلة في بيوتنا المدمرة، فهي يمكن أن تعوض. لكن الذكريات التي كانت تربطنا بالبيت والحارة، والتي تربطنا بالقرية والحقول، لا تعوض. كانت لي ذكرى مع كل حجر وكل زاوية في البيت، ونأمل أن نعود لقريتنا في رمضان المقبل بل أن يتحقق ذلك قبل نهاية رمضان الحالي".
النزوح الحادي عشر
عاش حسين الخضر أبو عبد الله قصّة عذاب طويلة وتجربة مريرة خلال النزوح. ويقول لـ"العربي الجديد" إن "النزوح قاسٍ، ورمضان في كل عام يأتي علينا أقسى من السابق. الخيم التي نعيش فيها منذ أعوام مهترئة، ولدي خيام تحتاج إلى نحو 200 ألف ليرة سورية (نحو 390 دولاراً) حتى يتم تجديدها، وبالكاد أمضينا فيها فصل الشتاء. منذ أيام، استيقظت من النوم واتكأت على الخيمة بالخطأ لتتمزق على الفور". يضيف: "فقدنا الروحانيات وأجواء رمضان بسبب ما نعيشه، وفي ظل قلة الموارد وغياب الدخل. وهذا أمر ليس بالسهل خصوصاً بالنسبة لرب الأسرة. عائلتي مكونة من 21 شخصاً". ويتحدث أبو عبد الله عن مرارة النزوح، قائلاً: "هذا النزوح رقم 11 بالنسبة لي ولعائلتي، إلى أن وصلت منطقة أطمة. نزحتُ من ريف حماة الشرقي إلى قصر علي وبعدها إلى الرويضة ثم إلى ريف إدلب الجنوبي، ثم إلى الدريبية فالمشيرفة فاللويبدة، وبعدها إلى سنجار. وكان النزوح الأخير إلى أطمة حيث أقيم حالياً. وفي كل نزوح، لك أن تتصور كم كانت الكلفة. فُقدت الرحمة في الوقت الحالي بين النازحين، فلو كنا نرحم بعضنا بعضاً لما وصلنا لهذا الوضع المأساوي".
يتابع أبو عبد الله أن "الأجواء حارة في الوقت الحالي. ليس لدينا مروحة والمياه التي نشربها ساخنة. وبالنسبة للطعام، نطهو ما يكفينا فقط لأن الزيادة ستفسد فلا مكان لحفظها. شهر رمضان شهر خير وبركة، وأتمنى أن يحن بعضنا على بعض كنازحين، وأن يساعد المقتدر الفقير. أتمنى أن تحدث هذه الأمور، كما أتمنى أن أكون في بلدي في رمضان المقبل، حتى لو على تراب داري وأنقاضه، فالمهم أن نعود لكرامتنا. هنا، هدر جزء من كرامتنا. عندما تأتي منظمة لتقدم لنا يد العون نشعر بهذا الأمر، كونها تلتقط لنا عشرات الصور خلال إعطائنا أي شيء".
اقــرأ أيضاً
الركبان جوع أو ركوع
في مخيم الركبان لا نهاية للحصار المفروض من قبل النظام السوري وروسيا على نحو 12700 نازح. يتحدث الناشط الإعلامي عمر الحمصي عن واقع المخيم خلال شهر رمضان، ويقول لـ"العربي الجديد": "يعاني أهالي المخيم منذ أربعة أشهر من حصار أقسى بكثير من السابق. النظام يشدد الحصار بشكل كبير على المواد الغذائية والخضار والأدوية، ويحاول أن يرفع أسعار المواد التي تصل إلى المخيم. المتحكم بالأسعار هم ضباط النظام الذين يسمحون بتهريب المواد الغذائية إلى المخيم، وبكميات قليلة جداً، فيرفعون سعرها على التجار ليضطروا إلى رفع السعر على النازحين". ويردف الحمصي: "فرن الخبز يعمل مرة واحدة في الأسبوع. وفي بقية الأيام، لا يتوفر الخبز. كان هذا قبل قبل رمضان وما زال مستمراً. الخضار غير متوفرة، ومن النادر أن تدخل كميات قليلة ولا أحد يستطيع شراءها. بعض الأهالي زرعوا خضاراً شتوية، فيما يحاول آخرون زراعة بعض الخضار الصيفية وبكميات قليلة. الأدوية أيضاً غير متوفرة والوضع حرج صحياً بعد إغلاق النقطة الطبية في الأردن. ومن يغادر إلى مناطق النظام يأخذهم النظام إلى منطقة الواحة في منطقة مثلث ظاظا، يعالجهم في دمشق ومن ثم يعيدهم إلى هذه المنطقة".
أما الناشط الإعلامي عماد غالي، فيؤكد لـ"العربي الجديد" أن الوضع المعيشي صعب جداً داخل مخيم الركبان في الوقت الراهن، علماً أنه محاصر بشكل كامل منذ 9 فبراير/ شباط عام 2019 من قبل النظام". يضيف: "منذ شهر، اشتد الحصار على المخيم أكثر من الشهور السابقة. في الوقت الحالي الطحين والسكر شبه معدومين، وإن توفرا تكون أسعارهما باهظة جداً، وسعر الكيلو غرام الواحد من السكر يصل إلى نحو 2000 ليرة سورية". ويختم غالي قائلاً: "الوضع الإنساني يتفاقم من سيئ إلى أسوأ، وهذا قبل شهر رمضان. النظام يلاحق المهربين الذين يحاولون إدخال المواد الغذائية للنازحين في مخيم الركبان، والوضع صعب لدرجة لا توصف".
مخيم الهول
تحوّل مخيم الهول إلى سجن كبير. الخروج منه ليس بالأمر السهل، والأوضاع الإنسانية للنازحين فيه أسوأ ما يكون. وفي تقرير أصدره المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد الوفيات في المخيم من يناير/ كانون الثاني 2019 وحتى 28 إبريل/ نيسان 2020 بلغ بسبب الأوضاع الإنسانية 567 شخصاً، من بينهم 478 طفلاً دون سن 18. وفي شهر رمضان، لا تقلّ معاناة النازحين عن باقي الأشهر. يقول النازح من ريف دير الزور الشرقي عبد الكريم أبو جمعة (59 عاماً) لـ"العربي الجديد": "حالنا هنا يرثى له. الحرارة بدأت ترتفع بشكل ملحوظ في المخيم. وعلى الرغم من كبر سني وجفاف الحلق الذي أعانيه بسبب الحرّ، سأواصل الصيام. أفتقد المياه الباردة عند الفطور مساء، وليس لدي براد لحفظ الطعام".
يضيف أبو جمعة: "اليوم، نترقب المنظمات كي تساعدنا ولو بشيء يسير. نشتري البقوليات هنا، ومنها العدس، فلا قدرة لدينا على شراء اللحوم. أجول على البسطات بين الخيم وفي السوق لشراء ما يتوفر من الخضار الرخيص. لا أعلم إلى متى سنبقى هنا في هذا السجن الكبير، الذي لا نستنشق الهواء فيه، بل نستنشق الغبار والألم". ويقول أبو جمعة: "أحنّ إلى بيتي ولولدي البعيدين في أوروبا. هذه السنة السادسة وهما بعيدان عني وعن أمهما، وأحن إلى أن أرى أسرتي مجتمعة على مائدة واحدة نتحدث فيها، ونفرح باجتماعنا. كل ما أرجوه هو لم الشمل من جديد ولو لمرة واحدة في رمضان".
ذكريات جميلة
يعود الحاج عبده بذاكرته إلى سنوات مضت، مقارناً بينها وبين الواقع اليوم: "سابقاً، كانت الحياة أجمل. ومن عادتنا في القرية خلال شهر رمضان أن ندعو بعضنا البعض لتناول الإفطار كل يوم في بيت. اليوم، يحتار الشخص منا كيف يؤمن طعام الإفطار لعائلته". ويقول إنه "في السابق، كانت الأسرة كلها تجتمع في شهر رمضان. المغتربون يعودون لقضاء شهر رمضان مع العائلة. لكن اليوم، العائلة الواحدة مشتتة بين الدول، ولا يجمعنا سوى الهاتف المحمول. كما أن جرائم النظام حرمت الناس من أقرب الناس إليهم، والأب من ابنه، والأم من ابنها، وفرقت الناس". وفي ما يتعلق بكورونا وشهر رمضان، يقول: "نحمد الله أنه لم تسجل إصابات في المناطق المحررة. طبعاً، نأخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة، ونعيش حياتنا على نحو شبه طبيعي". وعن أمنياته لرمضان المقبل، يقول الحاج عبده: "ليست المشكلة في بيوتنا المدمرة، فهي يمكن أن تعوض. لكن الذكريات التي كانت تربطنا بالبيت والحارة، والتي تربطنا بالقرية والحقول، لا تعوض. كانت لي ذكرى مع كل حجر وكل زاوية في البيت، ونأمل أن نعود لقريتنا في رمضان المقبل بل أن يتحقق ذلك قبل نهاية رمضان الحالي".
النزوح الحادي عشر
عاش حسين الخضر أبو عبد الله قصّة عذاب طويلة وتجربة مريرة خلال النزوح. ويقول لـ"العربي الجديد" إن "النزوح قاسٍ، ورمضان في كل عام يأتي علينا أقسى من السابق. الخيم التي نعيش فيها منذ أعوام مهترئة، ولدي خيام تحتاج إلى نحو 200 ألف ليرة سورية (نحو 390 دولاراً) حتى يتم تجديدها، وبالكاد أمضينا فيها فصل الشتاء. منذ أيام، استيقظت من النوم واتكأت على الخيمة بالخطأ لتتمزق على الفور". يضيف: "فقدنا الروحانيات وأجواء رمضان بسبب ما نعيشه، وفي ظل قلة الموارد وغياب الدخل. وهذا أمر ليس بالسهل خصوصاً بالنسبة لرب الأسرة. عائلتي مكونة من 21 شخصاً". ويتحدث أبو عبد الله عن مرارة النزوح، قائلاً: "هذا النزوح رقم 11 بالنسبة لي ولعائلتي، إلى أن وصلت منطقة أطمة. نزحتُ من ريف حماة الشرقي إلى قصر علي وبعدها إلى الرويضة ثم إلى ريف إدلب الجنوبي، ثم إلى الدريبية فالمشيرفة فاللويبدة، وبعدها إلى سنجار. وكان النزوح الأخير إلى أطمة حيث أقيم حالياً. وفي كل نزوح، لك أن تتصور كم كانت الكلفة. فُقدت الرحمة في الوقت الحالي بين النازحين، فلو كنا نرحم بعضنا بعضاً لما وصلنا لهذا الوضع المأساوي".
يتابع أبو عبد الله أن "الأجواء حارة في الوقت الحالي. ليس لدينا مروحة والمياه التي نشربها ساخنة. وبالنسبة للطعام، نطهو ما يكفينا فقط لأن الزيادة ستفسد فلا مكان لحفظها. شهر رمضان شهر خير وبركة، وأتمنى أن يحن بعضنا على بعض كنازحين، وأن يساعد المقتدر الفقير. أتمنى أن تحدث هذه الأمور، كما أتمنى أن أكون في بلدي في رمضان المقبل، حتى لو على تراب داري وأنقاضه، فالمهم أن نعود لكرامتنا. هنا، هدر جزء من كرامتنا. عندما تأتي منظمة لتقدم لنا يد العون نشعر بهذا الأمر، كونها تلتقط لنا عشرات الصور خلال إعطائنا أي شيء".
الركبان جوع أو ركوع
في مخيم الركبان لا نهاية للحصار المفروض من قبل النظام السوري وروسيا على نحو 12700 نازح. يتحدث الناشط الإعلامي عمر الحمصي عن واقع المخيم خلال شهر رمضان، ويقول لـ"العربي الجديد": "يعاني أهالي المخيم منذ أربعة أشهر من حصار أقسى بكثير من السابق. النظام يشدد الحصار بشكل كبير على المواد الغذائية والخضار والأدوية، ويحاول أن يرفع أسعار المواد التي تصل إلى المخيم. المتحكم بالأسعار هم ضباط النظام الذين يسمحون بتهريب المواد الغذائية إلى المخيم، وبكميات قليلة جداً، فيرفعون سعرها على التجار ليضطروا إلى رفع السعر على النازحين". ويردف الحمصي: "فرن الخبز يعمل مرة واحدة في الأسبوع. وفي بقية الأيام، لا يتوفر الخبز. كان هذا قبل قبل رمضان وما زال مستمراً. الخضار غير متوفرة، ومن النادر أن تدخل كميات قليلة ولا أحد يستطيع شراءها. بعض الأهالي زرعوا خضاراً شتوية، فيما يحاول آخرون زراعة بعض الخضار الصيفية وبكميات قليلة. الأدوية أيضاً غير متوفرة والوضع حرج صحياً بعد إغلاق النقطة الطبية في الأردن. ومن يغادر إلى مناطق النظام يأخذهم النظام إلى منطقة الواحة في منطقة مثلث ظاظا، يعالجهم في دمشق ومن ثم يعيدهم إلى هذه المنطقة".
أما الناشط الإعلامي عماد غالي، فيؤكد لـ"العربي الجديد" أن الوضع المعيشي صعب جداً داخل مخيم الركبان في الوقت الراهن، علماً أنه محاصر بشكل كامل منذ 9 فبراير/ شباط عام 2019 من قبل النظام". يضيف: "منذ شهر، اشتد الحصار على المخيم أكثر من الشهور السابقة. في الوقت الحالي الطحين والسكر شبه معدومين، وإن توفرا تكون أسعارهما باهظة جداً، وسعر الكيلو غرام الواحد من السكر يصل إلى نحو 2000 ليرة سورية". ويختم غالي قائلاً: "الوضع الإنساني يتفاقم من سيئ إلى أسوأ، وهذا قبل شهر رمضان. النظام يلاحق المهربين الذين يحاولون إدخال المواد الغذائية للنازحين في مخيم الركبان، والوضع صعب لدرجة لا توصف".
مخيم الهول
تحوّل مخيم الهول إلى سجن كبير. الخروج منه ليس بالأمر السهل، والأوضاع الإنسانية للنازحين فيه أسوأ ما يكون. وفي تقرير أصدره المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد الوفيات في المخيم من يناير/ كانون الثاني 2019 وحتى 28 إبريل/ نيسان 2020 بلغ بسبب الأوضاع الإنسانية 567 شخصاً، من بينهم 478 طفلاً دون سن 18. وفي شهر رمضان، لا تقلّ معاناة النازحين عن باقي الأشهر. يقول النازح من ريف دير الزور الشرقي عبد الكريم أبو جمعة (59 عاماً) لـ"العربي الجديد": "حالنا هنا يرثى له. الحرارة بدأت ترتفع بشكل ملحوظ في المخيم. وعلى الرغم من كبر سني وجفاف الحلق الذي أعانيه بسبب الحرّ، سأواصل الصيام. أفتقد المياه الباردة عند الفطور مساء، وليس لدي براد لحفظ الطعام".
يضيف أبو جمعة: "اليوم، نترقب المنظمات كي تساعدنا ولو بشيء يسير. نشتري البقوليات هنا، ومنها العدس، فلا قدرة لدينا على شراء اللحوم. أجول على البسطات بين الخيم وفي السوق لشراء ما يتوفر من الخضار الرخيص. لا أعلم إلى متى سنبقى هنا في هذا السجن الكبير، الذي لا نستنشق الهواء فيه، بل نستنشق الغبار والألم". ويقول أبو جمعة: "أحنّ إلى بيتي ولولدي البعيدين في أوروبا. هذه السنة السادسة وهما بعيدان عني وعن أمهما، وأحن إلى أن أرى أسرتي مجتمعة على مائدة واحدة نتحدث فيها، ونفرح باجتماعنا. كل ما أرجوه هو لم الشمل من جديد ولو لمرة واحدة في رمضان".
دلالات