روحاني ينفي أي نوايا عدوانية وطائرة أميركية غامضة بطهران

18 ابريل 2014
من الاستعراض العسكري اليوم (عطا كيناري، فرانس برس، Getty)
+ الخط -
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم، مجدداً، سياساته المعتدلة وتواصله مع الغرب خلال عرض عسكري في يوم الجيش الوطني للبلاد، فيما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن طائرة أميركية كانت متوقفة في مطار "مهر آباد" الإيراني، من دون أن تتمكن من تحديد أسباب الزيارة ومن كان على متنها.

وتطرق روحاني إلى المفاوضات المستمرة بين إيران والقوى الغربية حول برنامج طهران النووي، مؤكداً بحسب تصريحات نقلتها وكالة "أسوشييتد برس" أن إيران أظهرت عدم وجود نوايا عدوانية من جانبها تجاه أي دولة، حتى الولايات المتحدة، التي كانت تعد لفترة طويلة عدو البلاد.

وأضاف "خلال المحادثات أعلناها للعالم ونقولها مجدداً: نحن لا نسعى إلى الحرب، نحن نسعى إلى المنطق، نحن نسعى إلى المحادثات".

كذلك تناول عمليات التواصل الدبلوماسي التي تقوم بها إيران قائلاً إن "دعم القوات المسلحة وشعبنا الشجاع عززا من تفويض المسؤولين المكلفين بإجراء المباحثات على الجبهة الدبلوماسية".

ولم يأت روحاني على ذكر إسرائيل، إلا أنه قال إن إيران "لن تغزو أي دولة" على الرغم من أنها "ستقاوم أي غزو".

وأكد روحاني أيضاً لدول الجوار سعي إيران إلى علاقات أفضل معهم، قائلاً إن "الجيران يجب أن يعلموا أن الجيش يدعم السلام والاستقرار".

وتأتي تصريحات روحاني، بحسب "أسوشييتد برس" على نقيض صارخ لسلفه محمود أحمدي نجاد. ومنذ انتخابه في يونيو/ حزيران الماضي، تعهد روحاني بتسوية النزاع النووي مع الغرب، وبوقف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل الذي يخشى الغرب أن يسفر عن تصنيع قنبلة نووية.

وتنفي طهران التهمة، قائلة إن أنشطتها النووية معنية بأغراض سلمية فقط، كتوليد الكهرباء وعلاج مرض السرطان. كما تؤكد حقها في تخصيب اليورانيوم وفق القانون الدولي.
وتوصلت إيران وست قوى عالمية (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا) إلى اتفاق مؤقت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وضع حدوداً لمستويات التخصيب في طهران مقابل تخفيف بعض العقوبات.

ولا تزال المحادثات مستمرة من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي يلغي جميع احتمالات استخدام الجمهورية الإسلامية لقدراتها وإمكاناتها لامتلاك سلاح نووي.

واستعرضت إيران في العرض العسكري نظم دفاعها الجوي، وتضم نظماً صاروخية أرض - جو، متوسطة إلى عالية الارتفاع، روسية الصنع من طراز إس 200، المصممة لتقوم بمهمة أساسية هي تتبع واستهداف وتدمير صواريخ كروز والطائرات.

كذلك عرضت مقاتلات أميركية الصنع من طراز إف 4 وإف 14، وروسية الصنع من طراز ميغ 29 وسوخوي 24، إضافة إلى مقاتلة إيرانية الصنع من طراز صاعقة، وأيضاً طرازات أحدث من صواريخ أرض - جو متوسطة المدى، وهي فجر 5 ونازيات وزلزال.

في غضون ذلك، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر اليوم عن أنه تم رصد طائرة أميركية في مطار "مهر آباد" يوم الثلاثاء الماضي، تعود إلى مصرف "يوتاه"، وهو مصرف لديه 13 فرعاً في الولايات المتحدة.

وأوضحت الصحيفة ان الطائرة كانت تحمل علماً أميركياً صغيراً وكانت متوقفة في المطار بشكل ظاهر للعيان. لكن الصحيفة أوضحت أنها لا تملك تفاصيل عن الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة.
ونقلت الصحيفة عن أحد مديري المصرف، ويدعى بريت كينغ، قوله "ليس لدينا فكرة عن أسباب وجود الطائرة في المطار".

وأوضح أن المصرف يعمل بمثابة الوصي للمستثمرين الذين لديهم حصة مالية في الطائرة، وأن المصرف يحقق في الموضوع.

بدورها، قالت ادارة الطيران الاتحادية إنه ليس لديها معلومات عن المستثمرين في الطائرة أو الذين يشغّلونها، فيما قال مسؤولون في مطار مهر آباد إن الطائرة لشخصيات مهمة "في أي بي".
ورفض مكتب وزارة الخزانة لمراقبة الأصول الأجنبية، المنفذ للعقوبات ضد إيران، التعليق على وجود الطائرة هناك.

وبموجب قانون الولايات المتحدة، فإن أي طائرة أميركية تحتاج إلى موافقة مسبقة للسفر إلى إيران للحيلولة دون انتهاك خليط معقد من القواعد.

ورفض مسؤولون إيرانيون أيضاً التعليق على الغرض من الزيارة الطائرة أو هويات الركاب. وقال متحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، حميد بابايي: "ليس لدينا أي معلومات في هذا الصدد".

ورجح عدد من المسؤولين الاتحاديين السابقين، ممن اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، أن وجود طائرة أميركية ترفع العلم متوقفة في وضح النهار يشير، إلى أنها جزء من رحلة تجارية مشروعة. وأشاروا إلى أن الطائرة التي يسهل التعرف عليها ليس من المرجح أن تكون جزءاً من زيارة دبلوماسية سرية.

وجاء الكشف عن الطائرة فيما أفادت وكالة "فرانس برس" أن قاضياً فدرالياً أميركياً وافق على الدعوى المقدمة من الإدارة الأميركية، التي تقضي ببيع ناطحة سحاب تملكها إيران في مدينة مانهاتن في نيويورك. وتأتي هذه الدعوى بهدف اعادة الأموال إلى الأسر التي تضررت جراء هجمات تُتهم إيران بالوقوف خلفها.