بعد سيطرته على أجزاء من مدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي الشرقي، يواصل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) معاركه مع "وحدات حماية الشعب" الكردية، مدعومة بفصائل تابعة للجيش الحر في بعض أحياء المدينة.
وأكّد مصدر محلي رفض الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد"، "أن مدينة عين العرب تشهد اليوم السبت حرب شوارع، يخوضها الطرفان باستماتة، فيما بات "داعش" يسيطر على أكثر من نصف المدينة بشكل كامل"، مرجحاً "سقوط المدينة قريباً، ما لم تحصل مفاجأة".
وأضاف المصدر، أنّ "لا معلومات مؤكدة عن المعارك الجارية الآن، ولا عن أعداد القتلى لدى الطرفين، كما أنه لم يعرف مصير المدنيين المتبقين والمحاصرين في المدينة".
في الأثناء، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّ "مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، قد نفّذوا ليل الجمعة - السبت، عمليات عدة في الأحياء الشرقية بمدينة عين العرب، دارت إثرها اشتباكات عنيفة، وذلك في محاولة من مقاتلي الوحدات التسلل داخل المنطقة، كذلك فقد قصفت طائرات التحالف العربي - الدولي، تجمعين لتنظيم "داعش"، في الأحياء الشرقية والجنوبية لمدينة عين العرب".
ونجح عناصر "داعش" أمس في التوغّل داخل المربع الأمني لمدينة عين العرب، الذي يضم مقرات للإدارة الذاتية والمنظمات المدنية والأحزاب الكردية، في حين أفاد مدير مركز "التآخي" للديمقراطية والمجتمع المدني، ميرال بروردا، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأن "سبب مواصلة التنظيم تقدمه في المدينة يعود إلى تأمينه لطرق إمداد بالمقاتلين والعتاد من مناطق شيوخ وجرابلس والرقة".
وبدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" معركته للاستيلاء على عين العرب في منتصف الشهر الماضي، إذ سيطر في الأيام الأولى على ستين قرية كردية في ريف المدينة، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة نحو الأراضي التركية، قُدّرت حصيلتها الأولية بمئتي ألف مدني.
وأحدث هجوم "داعش" على مدينة عين العرب موجة غضب عارمة لدى الأكراد في تركيا المجاورة، إذ خرجوا في تظاهرات طالبت بتدخل الحكومة التركية لحماية المدينة الكردية في سورية، تخللها اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب التركية، وقتل على إثرها عدد من المحتجين.
في السياق ذاته، نقلت وكالة "الأناضول" عن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قوله أمس الجمعة، إن من "يتهمون تركيا بالصمت حيال المجازر والمذابح، من خلال الإيحاء بأن هناك نوعاً من التعاون بين تركيا و"داعش" هم مجرد مفترين"، سائلاً "أولئك الذي يخرجون اليوم من أجل عين العرب، ويقومون بالتخريب في المدن التركية، عن موقفهم عندما كان (الرئيس السوري بشار) الأسد يقصف السكان في حلب وحمص ودمشق واللاذقية، طوال ثلاث سنوات ونصف السنة".
وأضاف داود أوغلو "مثلما وقفنا بجانب فلسطين، وأراكان (في ميانمار)، والصومال، ومثلما ساندنا إخواننا الآتين من العراق، وكما وقفنا بجانب البوسنة، وكوسوفو، وأذربيجان، والقرم، فإننا نحن أيضاً من سيساند عين العرب، الحسكة، عفرين". وخلص إلى القول "ليس مهماً بالنسبة لنا إن كان المحتاج لمساعدتنا تركياً أو كردياً أو عربياً، بل المهم بالنسبة لنا كونه إنساناً، إن نصرة المظلومين ومساعدة المتضررين هو دين في رقابنا".