تنوعت طرق تعبير السوريين المقيمين في تركيا، لرفض الانقلاب، إذ قلّما عبر سوري، من أكثر من مليونين هنا، عن تأييده لحكم العسكر، بحيث اعتبروا أنفسهم معنيين بالدفاع عن الشرعية، نظراً لحسن التعامل الذي لاقوه، على مدار نحو خمس سنوات، من الأتراك.
وكان لافتاً خروج الأسر السورية بأكملها إلى الساحات وحمل بعضهم الأعلام التركية والهتاف باللغة التركية، إلى حد يصعب معه تمييزهم عن الأتراك.
في ساحة "تقسيم" الشهيرة بإسطنبول، التقى "العربي الجديد" السيدة الحلبية "أم صبحي" وثلاثة من أولادها، وسألناها عن سبب الخروج إلى الساحة، رغم أن الحدث تركي والسوريين ضيوف ولا علاقة لهم بالأحداث السياسية، فقالت: "ليس صحيحاً أن لا علاقة لنا، بل نحن معنيون بالدفاع عن الرئيس والوقوف مع الأتراك في محنتهم ضد العسكر، فهم أهلنا واستقبلونا في بيوتهم، وقت أن أغلق العرب الحدود في وجوهنا" على حد تعبيرها.
وتتابع أم صبحي، بلكنتها الحلبية: "خيو إش بدو يصير فينا لو راح أرضوغان وإجو العسكر؟ إشي نسيتو كيف كانوا يهددوا وبدن يقلعونا"، مشددة على أن الخروج معهم إلى الساحات أقل طرق رد الجميل.
وفي شارع وطن بمنطقة أكسراي، افترش بعض الشباب السوريين الأرض والحدائق العامة بين الشباب الأتراك الذين يرابطون حتى الصباح. وقال عبد الغني أمير الشام، من مدينة معرة النعمان في إدلب، لـ"العربي الجديد": "أنا وبعض أصدقائي السوريين نبقى هنا حتى الصباح مع الأتراك".
ويتابع: "مثلنا مثل الأتراك، بل على العكس، لو نجح الانقلاب فقد يكون الثمن الذي ندفعه أكبر، وقد يصل إلى طردنا من تركيا أو تسليمنا لنظام بشار الأسد، يلّي بصير على الشعب التركي بصير علينا لأننا بتنا منه".
وكان العديد من المواطنين الأتراك افترشوا الأرض والعشب، في إسطنبول وأنقرة وغيرهما من المدن التركية، في إطار تلبيتهم نداء التصدي لمحاولة الانقلاب، والحفاظ على الديمقراطية.
ولم يزل الشعب التركي، رغم بدء الدوام منذ أمس الاثنين، ينزل مساء للشوارع الرئيسة والميادين العامة، بل وينام بعضه حت الصباح، التزاماً بالدعوة التي مازالت سارية المفعول، تفادياً لحركات ارتدادية للانقلاب الفاشل الذي جرى ليل الجمعة الماضية.