عاد شبح الإصابة بفيروس كورونا ليتربص بالطواقم الطبية في المغرب، بعد تسجيل تسع إصابات جديدة، ما أثار حالة من الاستنفار لدى السلطات الطبية بمدينة طنجة (شمال)، في حين تظل الحصيلة مرشحة للارتفاع.
وكشف المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية بطنجة، عن إصابة تسعة أفراد من الطاقم الصحي، هم خمسة أطباء وأربعة ممرضين بفيروس كورونا، في حين يتم ترقب نتائج التحاليل المخبرية الخاصة بعشرات المخالطين الذين يعملون جميعا بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة.
وطالب المكتب الإقليمي للنقابة، في بيان، الثلاثاء، بضرورة محاصرة البؤرة الوبائية في المستشفى، والحرص على عدم انتقال العدوى إلى باقي المؤسسات الصحية، لما يشكله ذلك من خطورة على الصحة العامة، ويقوض كل المجهودات المبذولة خلال الفترة الماضية.
في السياق ذاته، طالب الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للصحة (اتحاد عمالي مستقل)، محمد عريوة، مديرية وزارة الصحة بطنجة بالكشف عن حقيقة ما وقع، وقال لـ"العربي الجديد"، إنه كان يفترض بالمندوبية تقديم توضيحات، وإجراء تحقيق بشأن الإصابات المسجلة في صفوف الطواقم الطبية، والكشف عن مدى توفير وسائل الوقاية من الفيروس.
وقال المسؤول النقابي: "منذ بداية تفشي فيروس كورونا نبهنا وزارة الصحة إلى الخطر الذي يتربص بالعاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين ومهندسين وتقنيين وعمال نظافة وحراس الأمن، والمتواجدين في الصفوف الأولى، وضرورة توفير جميع وسائل الحماية لهم"، كاشفا عن تسجيل نحو 16 إصابة في صفوف الطاقم الطبي، وحالتي وفاة منذ تسجيل أول إصابة بكورونا في 2 مارس/ آذار الماضي.
واستنكر الاتحاد العمالي تراخي إدارة المستشفى في التعاطي مع الوضع الوبائي، وعدم التقيد بالتعليمات والضوابط التي تفرضها الخطة الوطنية لمواجهة جائحة كورونا، محملا إياها كامل المسؤولية عن توفير شروط الحماية والسلامة المهنية المنصوص عليها داخل مراكز العلاج والمستشفيات، وخاصة احترام مسارات العلاج، وتحييد المرضى المصابين عن باقي المستفيدين من خدمات المستشفى، مع التأكد من عدم إصابتهم قبل نقلهم إلى مصالح الاستشفاء والولوج للمركبات الجراحية.
وطالبت النقابة بتوفير مستلزمات الحماية الأساسية لجميع العاملين بالمستشفيات العمومية والمراكز الصحية على مستوى الإقليم (المحافظة)، من كمامات ومعقمات وقفازات طبية ومطهرات، مع عدم التمييز في توزيعها بين المشتغلين.
وقررت وزارة الصحة، عبر مديريتها الجهوية بطنجة، توقيف العمل مؤقتا في قاعات الإنعاش والتخدير التابعة للمستشفى الجهوي محمد الخامس، والتي تخص التدخلات غير المستعجلة إلى وقت لاحق، وذلك على خلفية تأكد إصابة أطباء جراحين وممرضين بفيروس كورونا أمس الإثنين.