يبحث المواطن عن حريته وحقوقه، يظن أنها من أساسيات حياته، يطالب بتحصيلها، وكلما حصل على حق، طالب بالمزيد من الحقوق.
ينظر الحاكم إلى المواطن باعتباره كياناً هامشياً في دولته، ينكر عليه أن يتطلع إلى حق أو حرية، وكلما سلبه حقاً، طلب سلب المزيد.
يرفض المواطن تسلط الحاكم، لقد صبر طويلاً على من يحكمونه، علهم يفيقون أو يتعقلون، يكتشف لاحقاً أنهم في غيهم يعمهون، وفي ظلمهم مستمرون، يجهر بمطالبه ويكسر طوق صمته، يتهم الحاكم بالديكتاتورية والفساد، يعلو صوته بغية مطالبه، يضع روحه على كفه في مواجهة الحاكم وزبانيته وجلاديه.
يدهش الحاكم من مطالب المواطن، يرى أنه منح مواطنيه أكثر مما يستحقون، يظن أنه دللهم وأن الدلال أفسدهم وجعلهم يرغبون في المزيد، يفيق على صوت المواطنين الغاضبين، يغضب الحاكم ويستدعي حاشيته ويطالبهم بالإسراع بإسكات تلك الأصوات، تقف البطانة في حضرته محاولة تطييب خاطره تارة، ونفاقه في كل الأحوال.
تنطلق حشود المواطنين في الشوارع، يزيد الحشد ساعة بعد ساعة، يشعر المواطنون بقوتهم كلما زاد عددهم، تزيد قدرتهم على التعبير، وترتفع نبرات هتافاتهم، ويرتفع معها سقف مطالبهم، كلما زاد العدد كلما ارتفع سقف الطموح.
يطلق الحاكم جنوده في الشوارع تطارد المواطنين المحتشدين، تزيد ضراوة المطاردة ساعة بعد ساعة، كلما تفرقت الحشود زادت رغبة الجنود في استمرار المطاردة، وتصاعدت وحشيتهم في عقاب المحتشدين.
يكتشف المواطنون أن الحاكم لا يعبأ بحريتهم ولا بدمائهم، يدركون أن جنوده لا يحاولون إسكات أصواتهم فقط، وإنما إزهاق أرواحهم، تصيب الرهبة البعض، ويهرب آخرون، بينما يتشبث أغلبيتهم بالأمل، وتبدأ المواجهة القاسية.
يشعر الجنود أن محاولاتهم لا تؤتي ثمارها، يفاجئهم أن بعض المواطنين المحتشدين لا يخشونهم، ولا يرهبون هراواتهم ولا رصاصاتهم. يفيق بعضهم، ويتوحش آخرون، بينما يقتنع أغلبيتهم أن قضيتهم خاسرة، وأن المواجهة لن تحسم لصالحهم.
يدخل المواطنون مرحلة جديدة من الصراع، هو صراع بقاء بالأساس، كلما زادت حدة القمع، زاد اقتناعهم بضرورة إزالة الحاكم، يتعالى هتافهم بإسقاطه، كان الهتاف قائماً، لكنه لم يكن سائداً، مع تواصل القمع يسود هتاف "يسقط النظام".
يتشكك جنود في أن النظام الذي يعملون لصالحه، ويحرصون على بقائه، سيحميهم من غضب الحشود، يردد كثير منهم أن الصراع لا يعنيهم، يبدأ بعضهم في ترك الساحة، حتى أن البعض يكتشف أن هتاف "يسقط النظام" بات يوشك على التحقق.
تواصل الشعوب السعي للتحرر، ويواصل الحكام السعي لاستعبادهم.
ينظر الحاكم إلى المواطن باعتباره كياناً هامشياً في دولته، ينكر عليه أن يتطلع إلى حق أو حرية، وكلما سلبه حقاً، طلب سلب المزيد.
يرفض المواطن تسلط الحاكم، لقد صبر طويلاً على من يحكمونه، علهم يفيقون أو يتعقلون، يكتشف لاحقاً أنهم في غيهم يعمهون، وفي ظلمهم مستمرون، يجهر بمطالبه ويكسر طوق صمته، يتهم الحاكم بالديكتاتورية والفساد، يعلو صوته بغية مطالبه، يضع روحه على كفه في مواجهة الحاكم وزبانيته وجلاديه.
يدهش الحاكم من مطالب المواطن، يرى أنه منح مواطنيه أكثر مما يستحقون، يظن أنه دللهم وأن الدلال أفسدهم وجعلهم يرغبون في المزيد، يفيق على صوت المواطنين الغاضبين، يغضب الحاكم ويستدعي حاشيته ويطالبهم بالإسراع بإسكات تلك الأصوات، تقف البطانة في حضرته محاولة تطييب خاطره تارة، ونفاقه في كل الأحوال.
تنطلق حشود المواطنين في الشوارع، يزيد الحشد ساعة بعد ساعة، يشعر المواطنون بقوتهم كلما زاد عددهم، تزيد قدرتهم على التعبير، وترتفع نبرات هتافاتهم، ويرتفع معها سقف مطالبهم، كلما زاد العدد كلما ارتفع سقف الطموح.
يطلق الحاكم جنوده في الشوارع تطارد المواطنين المحتشدين، تزيد ضراوة المطاردة ساعة بعد ساعة، كلما تفرقت الحشود زادت رغبة الجنود في استمرار المطاردة، وتصاعدت وحشيتهم في عقاب المحتشدين.
يكتشف المواطنون أن الحاكم لا يعبأ بحريتهم ولا بدمائهم، يدركون أن جنوده لا يحاولون إسكات أصواتهم فقط، وإنما إزهاق أرواحهم، تصيب الرهبة البعض، ويهرب آخرون، بينما يتشبث أغلبيتهم بالأمل، وتبدأ المواجهة القاسية.
يشعر الجنود أن محاولاتهم لا تؤتي ثمارها، يفاجئهم أن بعض المواطنين المحتشدين لا يخشونهم، ولا يرهبون هراواتهم ولا رصاصاتهم. يفيق بعضهم، ويتوحش آخرون، بينما يقتنع أغلبيتهم أن قضيتهم خاسرة، وأن المواجهة لن تحسم لصالحهم.
يدخل المواطنون مرحلة جديدة من الصراع، هو صراع بقاء بالأساس، كلما زادت حدة القمع، زاد اقتناعهم بضرورة إزالة الحاكم، يتعالى هتافهم بإسقاطه، كان الهتاف قائماً، لكنه لم يكن سائداً، مع تواصل القمع يسود هتاف "يسقط النظام".
يتشكك جنود في أن النظام الذي يعملون لصالحه، ويحرصون على بقائه، سيحميهم من غضب الحشود، يردد كثير منهم أن الصراع لا يعنيهم، يبدأ بعضهم في ترك الساحة، حتى أن البعض يكتشف أن هتاف "يسقط النظام" بات يوشك على التحقق.
تواصل الشعوب السعي للتحرر، ويواصل الحكام السعي لاستعبادهم.