وقال رئيس بلدية قفين محمود عمار، لـ"العربي الجديد": "إن مواجهات اندلعت اليوم، بين الشبان وجيش الاحتلال قرب جدار الفصل العنصري المقام على أراضي البلدة، والتي تتواصل منذ نحو أسبوع، لكن جيش الاحتلال أطلق الرصاص الحي والمطاطي اليوم، بشكل مباشر باتجاه الشبان، ما أدى لإصابة الشاب بدر برصاصة في الصدر وأخرى في الرقبة، واستشهد بعد وقت قصير خلال عملية نقله إلى المستشفى".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب بدر نافلة متأثراً بجروح حرجة للغاية، نتيجة إصابته بالرصاص الحي في الشريان الرئيسي بالرقبة.
وأصيب الشاب نافلة خلال مواجهات قرب جدار الفصل العنصري في بلدة قفين، حسب ما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي أوضح أن الطواقم الطبية تحاول إنعاشه. من جهتها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية وصول الشاب إلى مستشفى طولكرم الحكومي في وضع حرج للغاية، موضحة أنه أصيب برصاصة في الرقبة في مواجهات قفين، ما أدى إلى قطع الشريان الرئيسي. وأضافت أن الطواقم الطبية عملت على السيطرة على النزيف، لكن وضع المصاب كان حرجاً للغاية.
بدورها، أعلنت قوى العمل والفصائل الوطنية الفلسطينية في قفين إلى إضراب شامل يوم غد السبت، حدادا على روح الشهيد بدر نافلة.
على صعيد آخر، اندلعت مواجهات مساء اليوم، بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة بيت أمر شمال الخليل ولم يبلغ عن وقوع إصابات، فيما ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استولت، مساء اليوم، على تسجيلات كاميرات مراقبة في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم جنوب الضفة، علما بأن قوات الاحتلال كانت استولت أمس الخميس، على تسجيلات كاميرات المراقبة لمحال تجارية في مدينتي بيت لحم وبيت جالا.
وتتواصل المواجهات لليوم الحادي عشر على التوالي رفضا لخطة الإملاءات الأميركية، بينما اندلعت مواجهات أخرى في بلدة عزون، شرقي قلقيلية شمالي الضفة، عقب تشييع جثمان الشهيد طارق بدوان، أحد عناصر الشرطة الفلسطينية، الذي قضى برصاص الاحتلال.
وقال الناشط حسن شبيطة من بلدة عزون، وهي مسقط رأس الشهيد بدوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مواجهات اندلعت على المدخل الشمالي لعزون، بعد تشييع جثمان الشهيد، ما أوقع عشرات الإصابات بالرصاص المطاطي وبحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع".
وقال شبيطة إن نحو 15 ألفا شاركوا بتشييع جثمان الشهيد، انطلاقا من مستشفى درويش نزال الحكومي في مدينة قلقيلية، بعد وصول جثمانه من مستشفى النجاح في مدينة نابلس، وصولا إلى عزون مسقط رأسه. كما أقيمت للشهيد جنازة عسكرية من قبل الشرطة الفلسطينية وأطلقت 21 طلقة بالهواء تحية لروحه.
بعد ذلك، ألقت عائلة الشهيد بدوان نظرة الوداع عليه، وبعدها تمت الصلاة على جثمانه بعد صلاة الجمعة في مسجد عزون الكبير، وانطلق المشاركون بمسيرة جابت شوارع البلدة وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الوطنية على وقع الهتافات المنددة بجريمة الاحتلال، باتجاه مقبرة البلدة حيث ووري جثمان الشهيد الثرى هناك.
واستشهد بدوان (25 عاما) وهو رقيب أول في جهاز الشرطة الفلسطينية الخاصة، أمس الخميس، متأثرا بجراح جراء رصاص جيش الاحتلال أثناء عمله في مدينة جنين، فيما كان قد استشهد قبله بساعات الشاب يزن أبو طبيخ، خلال مواجهات مع الاحتلال شهدتها مدينة جنين أثناء هدم الاحتلال منزل الأسير أحمد قنبع.
في سياق آخر، أصيب ثلاثة شبان بالرصاص المعدني، بينهم ناشطة إسرائيلية، و28 آخرون بالاختناق، بينهم 10 أطفال، خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم، شرقي قلقيلية، والمناهضة للاستيطان والتي خرجت تنديدا بـ"مؤامرة القرن" وبجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها ارتقاء أربعة شهداء من مختلف المحافظات الفلسطينية.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم، مراد شتيوي، في تصريح له، بأن جنود الاحتلال باغتوا المواطنين أثناء صلاة الجمعة، في مسجد عمر بن الخطاب، بإطلاق قنابل الغاز والصوت والأعيرة المعدنية والإسفنجية، ما أدى إلى إصابة شابين عولجا ميدانيا، فيما تم نقل الناشطة الإسرائيلية المصابة بيدها إلى أحد مستشفيات الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 لتلقي العلاج.
وأضاف أنه جرى تسجيل وقوع 28 إصابة بالاختناق، بينها 10 أطفال، ستة منهم من عائلة واحدة، بعد استهداف منازل المواطنين بقنابل الغاز، عولجت جميعها ميدانيا من قبل طاقم الهلال الأحمر الفلسطيني. وأكد شتيوي اعتقال جنود الاحتلال للشاب محمد رشدي عامر أثناء خروجه من منزله لأداء صلاة الجمعة، واقتادوه إلى جهة مجهولة، مؤكدا اندلاع مواجهات عنيفة استخدم جيش الاحتلال خلالها الرصاص الحي الذي أصاب أبراج كهرباء الضغط العالي التي تزود القرية بالكهرباء.
من جانب آخر، أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال المسيرة المركزية في قرية بلعين، غربي رام الله وسط الضفة الغربية. وخلال إحياء الذكرى الخامسة عشرة للمسيرة الأسبوعية في بلعين، انطلقت مسيرة عقب صلاة الجمعة من وسط القرية باتجاه جدار الفصل العنصري الجديد، المقام على أراضي القرية، رغم الأحوال الجوية الماطرة، إذ ردد المشاركون، وهم بالمئات، الشعارات الوطنية المنددة بـ"مؤامرة القرن" وبجرائم الاحتلال المتكررة ضد الشعب الفلسطيني، وفق ما أفاد به المنسق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، راتب أبو رحمة، في حديث لـ"العربي الجديد".
وخلال المسيرة رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ومجسما لخريطة فلسطين مكتوب عليها "فلسطين ليست للبيع، القدس ليست للبيع"، وصور الأسير الناشط جوناثن بولاك، ولافتة مكتوب عليها "صفقة القرن لن تمر".
وأشار أبو رحمة إلى أنه بعد وصول المشاركين إلى منطقة جدار الفصل العنصري، قاموا بإشعال الإطارات المطاطية وألقوا بعضها خلف الجدار، فيما قمعت قوات الاحتلال المشاركين بالمسيرة وألقت باتجاههم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أوقع عشرات الإصابات.
وأكد أبو رحمة رسالة المسيرة، اليوم، بضرورة تفعيل ظاهرة المقاومة الشعبية لإسقاط "صفقة القرن"، والتأكيد على أنه ما دام الاحتلال والجدار موجودين فإن مسيرة بلعين مستمرة.
وإلى الشرق من الضفة الغربية، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، تمت معالجتها ميدانيا، وجرى اعتقال اثنين خلال مواجهات اندلعت، اليوم الجمعة، مع قوات الاحتلال عند المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، عقب مسيرة رافضة لـ"صفقة القرن"، وفق ما أفاد به الصحافي عادل أبو نعمة لـ"العربي الجديد".
كذلك اندلعت مواجهات في مخيم العروب، شمال الخليل جنوبي الضفة، ومواجهات أخرى في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل ولم يبلغ عن وقوع إصابات.