ولا يمكن تفسير وفهم المجازر التي بدأها بشار الأسد مجدداً في التاسع عشر من الشهر الحالي في حملته على درعا، بدون الضوء الأخضر الذي منحته إياه إسرائيل علناً، ولم تخفه الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، ولا حتى قادة إسرائيل الذين اشترطوا ولا يزالون شرطاً واحداً فقط هو إخراج القوات الإيرانية من الأراضي السورية.
عادت الصحف الإسرائيلية، وذكّرت أمس مثلاً، بالتنسيق بين وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ونظيره الروسي، سيرغي شويغو في لقائهما الأخير، حيث كرر ليبرمان شروط إسرائيل بعدم انتهاك قوات الأسد عند وصولها للجنوب السوري لشروط اتفاق فك الاشتباك بين قوات الاحتلال وبين الجيش السوري من العام 1974. في هذا السياق أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت، أمس، إلى أن إسرائيل لن تعارض عودة الأسد للجنوب وللحدود معها.
إلى ذلك، يؤكد استدعاء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوط، الخميس بشكل مفاجئ لواشنطن، قبيل اللقاء المرتقب بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الطرفين الأميركي والروسي على وشك إتمام تفاصيل معالم سورية للمرحلة المقبلة وعلى رأس ذلك تثبيت ترسيم الحدود الحالية، مع إبقاء الجولان السوري تحت الاحتلال الإسرائيلي.
هذه التطورات مع ما صاحبها من إغلاق أردني للحدود أمام النازحين السوريين، تؤكد أن مرحلة الحسم النهائية لجهة منح نظام الأسد شرعية إسرائيلية وأميركية وعربية باتت على الأبواب، وهي تنتظر فقط التوافق على تفاصيل إدارة "المعركة" عند الحدود مع الجولان، وهل تتم بعملية اكتساح عسكري مصحوب بجرائم القتل والتهجير أم سيتم تكريسها بفرض أميركي لاتفاقيات استسلام على قوى المعارضة بتنسيق مع كل من الأردن وإسرائيل.