وقّعت شركة جازبروم الروسية اليوم الأربعاء اتفاقاً طال انتظاره لتزويد الصين بالغاز الطبيعي، ورفض الرئيس التنفيذي للشركة، التي تسيطر عليها الدولة، الكشف عن قيمة الاتفاق، ولكن بحسب تقديرات غير رسمية تصل قيمة الصفقة إلى 400 مليار دولار.
وحسب رويترز فأن الصفقة تتضمن توريد 38 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنوياً، عبر خط أنابيب جديد بين البلدين.
وتقدر قيمة الصفقة بما يزيد عن 400 مليار دولار.
وشهد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ توقيع الصفقة في شنغهاي بين شركة جازبروم الحكومية وشركة البترول الوطنية الصينية(سي.إن.بي.سي).
وقال بوتين إن بلاده سوف تستثمر 55 مليار دولار في التنقيب عن الغاز ومد خط أنابيب إلى الصين.
وكانت بعض التقارير الغربية قد شككت في إمكانية إنجاز الصفقة، جراء عدم توقيع الرئيس فلاديمير بوتين صفقة الغاز مع الصين في مستهل زيارته أمس الثلاثاء، والتي تستمر حتى اليوم الأربعاء.
وقال المتحدث باسم جازبروم الروسية في تصريحات صباح اليوم الأربعاء رداً على حملة التشكيك: "ستعرفون كل شيء في الوقت المناسب، لا تقفزوا إلى النتائج".
ويرى خبراء أنّ العلاقة مع الصين في ظل المواجهة مع الغرب باتت تتسم بأهمية كبيرة، وقال نائب مدير معهد الشرق الأقصى في أكاديمية العلوم الروسية سيرجي لوزيانين في تصريحات سابقة، أنّ الشراكة مع الصين اكتسبت مضموناً جديداً بالنسبة إلى روسيا في ضوء المواجهة السياسية العنيفة مع الغرب حالياً.
وكانت روسيا قد هددت بخفض إمدادات الغاز إلى أوكرانيا في يونيو/حزيران المقبل إذا لم تتلقّ مدفوعات مسبقة بحلول نهاية مايو/ أيار الجاري. وتلبّي إمدادات جازبروم 30 بالمائة من الغاز المستهلك في أوروبا، ونصف هذه الكمية تقريباً يمر عبر الأراضي الأوكرانية.
وتعدّ الصين الشريك التجاري الأهم بالنسبة إلى روسيا، حيث يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 80 مليار دولار في العام، ويتوقع خبراء أن يتجاوز حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين مستواه مع الدول الأوروبية.
ولكن في المقابل أكد مسؤولون روس أن توطيد العلاقات الاقتصادية مع الصينيين لا يعني مقاطعة الأوروبيين.
وتشير تقديرات في صناعة الغاز إلى أن السعر في الاتفاق ربما يبلغ نحو 350 دولارا لكل ألف متر مكعب. ويبلغ المتوسط في غرب أوروبا 380 دولارا.
وقالت مصادر في جازبروم إن الصين عرضت دفع أكثر مما تدفعه مقابل إمدادات الغاز من تركمانستان والذي يبلغ نحو تسعة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بينما بلغ أقل عرض من روسيا حوالي 9.67 دولار.
وكانت هناك نقطة شائكة أخرى تمثلت فيما إذا كانت الصين ستدفع مبلغا كبيرا مقدما للمساهمة في تمويل تكلفة البنية التحتية.
وقال أليكسي ميلر الرئيس التنفيذي لجازبروم إن تلك المسألة لا تزال دون حل لكن بوتين قال إن الصين ستدفع 20 مليار دولار لأعمال التطوير والبنية التحتية وإن صيغة السعر مماثلة للأسعار الأوروبية المرتبطة بالقيمة السوقية للنفط والمنتجات النفطية.
وقال محللون إن عوامل سياسية أوسع لعبت على الأرجح دورا في المفاوضات.
وسيتم نقل الغاز عبر خط أنابيب جديد يربط حقول الغاز في سيبيريا بمراكز الاستهلاك الرئيسية في الصين قرب الساحل.
ويمثل الاتفاق نصرا رمزيا كبيرا لبوتين في مسعاه لتأسيس شراكة جديده في آسيا في حين يحاول العملاء في أوروبا تقليص الاعتماد على الغاز الروسي في أعقاب الأزمة في أوكرانيا.