ألقت القبضة الأمنية المفروضة على سيناء بظلالها على طلاب الجامعة الوحيدة هناك، إذ يعاني طلاب جامعة سيناء من عزلة فرضتها عليهم السياسة الأمنية المتبعة من الجيش بقطع شبكات الإنترنت والهواتف المحمولة بشكل دوري ومستمر منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو/تموز الماضي.
يقول الطالب بكلية الطب جامعة سيناء، أحمد محمود لـ"العربي الجديد": إن خطوط الهواتف المحمولة وشبكات الإنترنت خارج نطاق الخدمة تماماً في معظم أنحاء محافظة شمال سيناء بما فيها حي المساعيد بمدينة العريش التي تقع فيه مقر جامعة سيناء الخاصة.
ويتسبب الأمر في معاناة كبيرة للطلاب، ولا سيّما للمغتربين القادمين من محافظات خارج سيناء، إذ يصعب عليهم التواصل مع العائلة والزملاء سواء هاتفياً أو باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما يثير قلق الأسر على ذويهم من الطلاب الذين يدرسون في جامعة سيناء في ظل توتر الظروف الأمنية هناك وتواصل أعمال القصف والقتل والاعتقال.
محمود الذي يدرس بكلية الطب يؤكد أن أخبار أسرته وأهله تنقطع عنه بمجرد أن ينتقل من محل إقامته بمحافظة الدقهلية شمال مصر، إلى مدينته الجامعية بشمال سيناء، لكن الأمر لم يقتصر على ذلك فقط إنما يواجه صعوبات في دراسته أيضاً، خاصة أنه يدرس بكلية عملية تحتاج منه أن يجري أبحاثاً ويطلع على مكتبات الكتب المتوافرة على شبكة الإنترنت، "الأمر بات صعباً للغاية منذ الثالث من يوليو الماضي/تموز" بحسب محمود.
المعاناة من الظروف الخدمية والأمنية السيئة للطلاب في سيناء التي يطلق عليها المصريون عادة "أرض الفيروز"، دفعتهم إلى المشاركة في حملة بعنوان "سيناء خارج التغطية"، وقالوا إن الحملة هدفها كسر العزلة والتعتيم الإعلامي عما يحدث في سيناء، وقد لاقت الحملة تفاعلاً كبيراً من جانب الشباب والنشطاء في سيناء.
كما دشن الطلاب والنشطاء "هاشتاج" على صفحات التواصل الاجتماعي يحمل الشعار نفسه، وقال الطالب علي محمود: "أهلي مقيمون في العريش وجامعتي بالقاهرة، وبقيت أكره السفر للعريش بسبب سوء شبكات الاتصالات وقطعها، اليوم نحن في عام 2014، لكن في سيناء نعيش في عام 1900".
فيما كتب الطالب أحمد في الهاشتاج: "كل ما تعرفونه عن سيناء هو الإرهاب لأن الإعلام لا يتحدث عن سيناء إلا بالإرهاب، سيناء التي لا يمر يوم عليها إلا ويقصف فيها منزل أو تحرق فيها مزرعة أو يعتقل فيها موطن، تعيش اليوم منعزلة عن العالم في ظل قطع الشبكات والإنترنت وتعتيم إعلامي بشكل كامل".