دائماً
مثل ولدٍ طائش
لا يهمُّه رأي الخالات اللواتي صرفنَ أعمارهن على الجسر بين الضفّتَين
ولا رجال مركز الشرطة الذين يدخّنون على كَراسٍ بلاستيكية
ويطلقون ابتسامات تهديد سائلة
تحت أشعّة الشمس
ولا المسؤول الشيوعي
الذي كاد أن يجعلني شهيداً من أجل الحرية،
وحين سألتُه عن الأخطاء المحتمَلة للرفيق ستالين
طردني من الاجتماع
وهدّد بأصابع نحيلة مثل أقلام رصاص مبرية جيّداً
من خطر النزعات الفردية
لكل من لم يقرأ
"قصّة الرعب والجرأة".
سأبدأ مثل ولدٍ طائش
سأتحدّث عن القراءة أكثر مما أقرأ
عن بلزاك والكونتيسة إفيلينا من انطباعات متروكة على غوغل
ودون أدنى إحساس بالمسؤولية
قد أجد رابطاً بلاغياً
بين الشعر قبل معركة أُحد وبعد غزوة منهاتن.
دائماً سأبدأ مثل ولد طائش،
كما فعلت
عندما عرفتُ أن البنتَ التي أحبها
اسمها نوال.
أنا لا أحب اسم نوال
لكني تورّطتُ في جدائلها وفمها الهائل قبل أن أعرفَ اسمها
لذا ساكون طائشاً وأقبِّلها خمسين مرّة،
وأعتذر منها مثل أي جبان
وأهرب
هي لا تستطيع أن تغير اسمها
وأنا لن أحب بنتاً اسمُها نوال.
* شاعر فلسطيني من مواليد "مخيم الدهيشة" في بيت لحم عام 1968. صدر له في الشعر: "حيث لا شجر" (1999)، و"الضحك متروك على المصاطب" (2003)، و"أن تكون صغيراً ولا تصدّق ذلك" (2007)، و"أندم كلّ مرّة" (2015)، و"شجار في السابعة صباحاً" (2017). كما صدر له في الرواية: "العجوز يفكّر بأشياء صغيرة" (2012).