أُريدُ الآن من الله، أن يتدخّل/ أُريدُ أن يُرسل ملائكةً بأجنحةٍ واسعة/ لتحمي المدارس من الطائرات/ كي تُواصل مَيسُ ابتسامتها إلى الأبد/ ويُواصل رأفت أمنياته.
لا شعارات ثورية بأخطاء إملائية على الحائط/ ولا شعارات ثورية صحيحة/ لا أسماء الله الحسنى مكتوبة، ولا تجديفات باهتة/ لا شهوات فالتة من تيوس الزرائب في القرى/ ولا نعاج تستلذ بالبلل.
لا شيء فعلاً في الشارع
لن أنشرَ هذه القصيدة/ قبل أن أشرحَ لزوجتي بما يليق بِصَمتِها/ أنّ إيمان فكرة خطرت لي وأنا أنظّف الذاكرة المليئة/ بأصدقاء موتى وأبناء لا أعرفهم، وأغنياتٍ رطبة، وموسيقى جافة/ونقاباتِ عمّال، وملابس داخلية، وأحاديث فاجرة وآراء وفطريّات.
عندما تستيقظ/ ملفوفاً بأثواب العتمَة والكوابيس والعَرَق/ لأنّ المِصعد/ ظلَّ يهبط إلى عالم سُفليّ /أو عندما تَنام/ وأميركا تواصل نَكح الخاصِرة الجنوبية للكُرة الأرضية/ نكاحاً لا يُنجب سِوى أولادٍ كفرةٍ وسرّاقينَ وكتبةِ أفلام سكس حَزينة.
رغم كلّ تلك الأنفة التي امتازَ بها، إلّا أنّ مساحات الصَّفاء واجتراح المفارقات المُضحِكة، تذكّركَ دائماً أنّ روح فلّاح فلسطيني قديم، علقت بثياب الرّجل، رغم سَنواتِ المَنفى والأيديولوجيات التي تزاحمت في ذهن الولد اللّاجئ.
أريد أن أكتب عن الإيدولوجيا/ التي قالت إنّ الشعب لا يخطئ/ وإنّ لديه إجابات قاطعة على المعضلات الفكرية/ التي تواظب الإنتليجنسيا على دراستها/ أريد أيضاً/ أن أسجّل هنا/ الخسارة الفادحة التي مُنيتُ بها/ وأنا أجرّ الخيبةَ عائداً من مظاهرة الأوّل من أيّار.
حين رفعت يدي لأرسل تحية من بعيد/ ظنّت المرأة التي هجرتني عندما كنت شاباً/ أنّي أود أن أُقدم لها محبّة قديمة قابلة للتجديد/ فجاءت/ كي تضحك على خفّتي/ وتتأكّد من مفعول رائحة الرغبة التي كانت تفوح كلما رأيتها/ لكنّي لم أحتمل/ فهربت.
بالأمس/صارت المخيلة أكثر فقراً/ وجائعة صارت تبكي، مثل كلبة صغيرة ظلت تركض وراءنا من زكريا إلى جبل الدهيشة/ كنتُ حاولتُ أن أقنعَ الكلبة الصغيرة بالعودة/ إلى البرية/ أو الذهاب شرقاً إلى البحر الميت/ كنت أريدها أن تموت/ دون أن أرى وجهها الحزين...
مثل ولدٍ طائش/ لا يهمُّه رأي الخالات اللواتي صرفنَ أعمارهن على الجسر بين الضفّتَين/ ولا رجال الشرطة الذين يدخّنون على كَراسٍ بلاستيكية/ ويطلقون ابتسامات تهديد سائلة/ تحت أشعّة الشمس/ ولا المسؤول الشيوعي الذي كاد أن يجعلني شهيداً من أجل الحرية.