أعلنت دائرة الهجرة والمهجرين في إقليم كردستان العراق، الثلاثاء، عودة المئات من عوائل الأنبار النازحة إلى الإقليم إلى مناطقهم الأصلية بشكل طوعي بعد تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع اعلان محافظ أربيل، نوزاد هادي، أن إقليم كردستان "لن يجبر أحدا على مغادرة أراضيه"، في رد غير مباشر على حملات في كربلاء وبابل والنجف وكركوك لطرد النازحين، تقوم بها قوات الشرطة والمليشيات بأوامر من حكومات تلك المحافظات.
وقال مدير دائرة الهجرة والمهجرين في قضاء سوران بمحافظة أربيل، عباس أمير، في تصريح صحافي، إن "استعادة مناطق محافظة الأنبار من سيطرة مسلحي داعش أدى إلى عودة كثير من الأسر التي نزحت في السابق. عادت نحو 1500 عائلة نازحة من الأنبار إلى قضاء سوران إلى ديارها".
وتابع أن أكثر من 4500 عائلة وصلت إلى سوران، جاء قسم كبير منهم من محافظة الأنبار وقسم من نينوى، إضافة إلى بعض الأسر من المسيحيين والأيزيديين جرى إسكانهم في مخيمات.
وأشار إلى أن القضاء لا يزال يأوي نحو 3000 أسرة نازحة، حيث لا تزال الأسر التي جاءت من نينوى تنتظر تحرير مناطقها للعودة إليها من جديد.
ويقع قضاء سوران على بعد نحو 500 كلم عن محافظة الأنبار، وهي أبعد منطقة وصلتها الأسر النازحة في إقليم كردستان العراق.
ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن حكومة الإقليم، فإن نحو مليوني نازح عراقي ولاجئ سوري يقيمون في الإقليم داخل المخيمات وخارجها، معظمهم جاء بعد 2014، بسبب دخول مسلحي داعش إلى مناطقهم.
وقال محافظ أربيل، عاصمة إقليم كردستان، نوزاد هادي، للتلفزيون الحكومي، الثلاثاء، إن "النازحين هم الذين اختاروا إقليم كردستان، وليس هناك أي قرار لإجبارهم على مغادرة الإقليم".
وأضاف هادي أن "معظم النازحين جاؤوا من المناطق الغربية، ونحن نتفهّم أن الأوضاع في محافظة الأنبار غير مستقرة إلى الآن، والحكومة المحلية في الأنبار، والنازحون أنفسهم هم الذين يقررون موعد العودة إلى مناطقهم، وسنتعاون معهم على الدوام".
وكان عدد من المحافظات الجنوبية، فضلا عن مدينة كركوك، قد سلمت إخطارا للعوائل النازحة تطالبهم بالمغادرة خلال مدة أقصاها شهر، فيما نفذت مليشيات وقوات من الشرطة عمليات دهم وتفتيش وتضييق كبيرين على النازحين في تلك المحافظات، وهو ما عدّته رئاسة البرلمان العراقي "إجراءات غير دستورية ولا إنسانية".
وتقدر بعثة الأمم المتحدة في العراق، عدد النازحين الفارين من مناطق الصراع بنحو أربعة ملايين نازح، يتواجدون في مناطق عدة داخل البلاد، إضافة إلى مليون عراقي خرجوا إلى دول الجوار، مثل تركيا والأردن، فضلا عن لبنان ودول أوروبية مختلفة.
وتتوقع منظمات محلية موجة نزوح كبيرة لسكان الموصل الذين يقدر عددهم بنحو مليوني مواطن مع بدء العمليات العسكرية المنتظرة للقوات العراقية والتحالف الدولي لاستعادتها من تنظيم الدولة.