رغم أهمية خطاب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمام مجلس الأمن، اليوم الثلاثاء، إلا أنه لن يحمل أي مفاجأة أو تصعيد، بل سيتضمن مطلباً صريحاً لمجلس الأمن بإصدار قرار بشأن رعاية متعددة لعملية السلام، وتشكيل إطار دولي من الدول الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن على أساس الشرعية الدولية وبشكل يُنهي تماماً الاحتكار الأميركي لعملية السلام، كما أكد أكثر من مسؤول فلسطيني لـ"العربي الجديد".
ويتمسك الفلسطينيون بشكل كبير بالإطار الدولي المتعدد لعملية السلام، وذلك بعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة" لإسرائيل، ونقل سفارتها إلى القدس، بشكل يزيل ملف المدينة عن طاولة المفاوضات. وتبعت ذلك محاولة أميركية أخرى لإنهاء ملف اللاجئين أيضاً، ما جعل القيادة الفلسطينية تصر أكثر من أي وقت مضى على الإطار الدولي المتعدد لعملية السلام.
ورغم علم عباس برفض إسرائيل لهذا الإطار، جملة وتفصيلاً، كما أخبره الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نقلاً عن ترامب، إلا أنه ماضٍ في هذا المطلب عبر جهوده الدبلوماسية وزياراته التي لا تنقطع لدول العالم، على أمل إيجاد حلفاء دوليين يقفون ضد "صفقة القرن"، تدعمهم قرارات مجلس الأمن. وحسب ما ورد لـ"العربي الجديد" من مصدر فلسطيني رفيع المستوى، فإن بوتين أبلغ ترامب، الذي اتصل به معزياً بسقوط الطائرة الروسية، بأنه سيلتقي عباس للتشاور معه حول الدور الروسي في الإطار الدولي المتعدد لعملية السلام. وقال المصدر "لقد طلب ترامب من بوتين أن يقول لعباس: حان الآن وقت السلام، والعودة إلى طاولة المفاوضات. فرد عليه بوتين إن الفلسطينيين لن يقبلوا برعاية أميركية منفردة، ويسعون وراء رعاية متعددة. فأجابه ترامب إن الإسرائيليين يرفضون بشدة" هذا الأمر.
وقال المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، نبيل شعث، لـ"العربي الجديد"، إن "عباس سيطلب من مجلس الأمن أن يقوم بالدعوة إلى إطار متعدد الأطراف لرعاية عملية السلام، تشارك فيه دول توازي في قوتها الأمم المتحدة". وأضاف "عباس سيكون واضحاً في خطابه لمجلس الأمن بأن تبني المجلس لقرار يدعو لإطار متعدد لعملية السلام يعتمد على شرعية الأمم المتحدة، وعلى شرعية قرارات مجلس الأمن، وفي حال تم ذلك، فإن الفلسطينيين مستعدون للذهاب إلى عملية السلام كما كانوا دوماً". وأوضح "هذه ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها عباس أن الولايات المتحدة لم تعد شريكاً نزيهاً في عملية السلام، لكنه سيؤكد أمام مجلس الأمن هذه المرة الموقف الفلسطيني الرافض لأي عملية سلام تقودها الولايات المتحدة وحدها، لأنها منحازة بالكامل لما تريده إسرائيل، وسيؤكد استعداده للعودة لطاولة المفاوضات في عملية سلام دولية مرجعيتها الشرعية الدولية فقط". وأكد شعث أن "عباس سيدعو مجلس الأمن إلى إصدار قرار بشأن الإطار المتعدد، وفتح المجال أمام الدول الدائمة العضوية وغيرها بأن تجتمع في حرم الأمم المتحدة وتتفق على تشكيل إطار دولي، مرجعيته الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، لتنطلق بعد ذلك عملية السلام. هذا هو القرار الذي تريده القيادة من مجلس الأمن"، موضحاً أن عباس "سيطلب من مجلس الأمن أيضاً تأكيد قراراته السابقة حول أساس الحل في الشرق الأوسط، وسيذكره بقراراته التي لم تنفذها إسرائيل".
اقــرأ أيضاً
وسبق لعباس أن عبّر عن استغرابه، خلال خطابه أمام المجلس المركزي الفلسطيني في 14 الشهر الماضي، من عدم تنفيذ أي من قرارات مجلس الأمن الخاصة بالقضية الفلسطينية منذ القرار 181 الذي صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني 1947، قائلاً "لمن نشكي... أكيد نشكي لله... بس تحت لا يوجد أحد. أنا ما عندي حل، وذلك أمر يجب أن نفكر فيه. ولا قرار أممياً تم تنفيذه. لدينا 86 قراراً من مجلس الأمن و705 من الجمعية العامة، فيما استخدم الأميركيون حق النقض (الفيتو) 43 مرة ضدنا". وحول الدول التي يمكن أن تشكل نواة الإطار المتعدد لعملية السلام، قال شعث "جميع الدول التي تواصلنا معها أخيراً، سواء بزيارات مباشرة من عباس أو خلال لقاءات معه، أو عبر لقاءات ثنائية رفيعة المستوى، مثل روسيا والصين واليابان وكوريا والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا والهند، مستعدة لأن تكون جزءاً من الإطار المتعدد". وأضاف "بوتين أكد أنه موافق على الإطار، وطلب أن يكون واضحاً أن هذا الإطار سيشمل الولايات المتحدة الأميركية، وليس وحدها". وحسب شعث، فإن "تشكيل إطار دولي متعدد لعملية السلام ليس بالأمر المستحيل، إذ تم التوصل إلى اتفاق مع إيران وذلك عبر إطار ضم الولايات المتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا، فضلاً عن أنه تم تشكيل الرباعية الدولية، التي تضم أميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بالطريقة ذاتها. وقبل نحو عامين كانت هناك المبادرة الفرنسية التي شاركت فيها 74 دولة. ويجب ألا ننسى الإطار الدولي الذي شُكل في مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991. بالتالي فإن مثل هذا الإطار ليس أمراً جديداً".
وسيكون المطلب الفلسطيني بالإطار المتعدد لرعاية عملية السلام اختباراً حقيقياً لمدى نجاح الاتصالات والزيارات التي يقوم بها عباس وأعضاء القيادة، إذ سافر عباس أكثر من 40 مرة خلال 2017. وبعد قرار ترامب بشأن القدس، لم يتوقف عباس عن القيام بزيارات خارجية لحشد الدعم نحو إطار متعدد لعملية السلام، وهو زار مصر، وتركيا وقطر والسعودية وفرنسا. ومنذ مطلع العام الحالي استأنف عباس جولاته في الدول العربية والأجنبية، والتي بدأها في القاهرة، حيث شارك في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس في 16 يناير/ كانون الثاني الماضي، ثم إلى بروكسل للقاء قادة ووزراء الاتحاد الأوروبي، تلتها زيارة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي في 27 يناير، وبعد ذلك زار العاصمة الأردنية عمان، فيما التقى بوتين في 11 فبراير/ شباط الحالي، ووصل إلى نيويورك، أمس الإثنين، لإلقاء خطاب أمام مجلس الأمن اليوم، ولقاء عدد من قادة الدول.
ويتمسك الفلسطينيون بشكل كبير بالإطار الدولي المتعدد لعملية السلام، وذلك بعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة" لإسرائيل، ونقل سفارتها إلى القدس، بشكل يزيل ملف المدينة عن طاولة المفاوضات. وتبعت ذلك محاولة أميركية أخرى لإنهاء ملف اللاجئين أيضاً، ما جعل القيادة الفلسطينية تصر أكثر من أي وقت مضى على الإطار الدولي المتعدد لعملية السلام.
ورغم علم عباس برفض إسرائيل لهذا الإطار، جملة وتفصيلاً، كما أخبره الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نقلاً عن ترامب، إلا أنه ماضٍ في هذا المطلب عبر جهوده الدبلوماسية وزياراته التي لا تنقطع لدول العالم، على أمل إيجاد حلفاء دوليين يقفون ضد "صفقة القرن"، تدعمهم قرارات مجلس الأمن. وحسب ما ورد لـ"العربي الجديد" من مصدر فلسطيني رفيع المستوى، فإن بوتين أبلغ ترامب، الذي اتصل به معزياً بسقوط الطائرة الروسية، بأنه سيلتقي عباس للتشاور معه حول الدور الروسي في الإطار الدولي المتعدد لعملية السلام. وقال المصدر "لقد طلب ترامب من بوتين أن يقول لعباس: حان الآن وقت السلام، والعودة إلى طاولة المفاوضات. فرد عليه بوتين إن الفلسطينيين لن يقبلوا برعاية أميركية منفردة، ويسعون وراء رعاية متعددة. فأجابه ترامب إن الإسرائيليين يرفضون بشدة" هذا الأمر.
وسبق لعباس أن عبّر عن استغرابه، خلال خطابه أمام المجلس المركزي الفلسطيني في 14 الشهر الماضي، من عدم تنفيذ أي من قرارات مجلس الأمن الخاصة بالقضية الفلسطينية منذ القرار 181 الذي صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني 1947، قائلاً "لمن نشكي... أكيد نشكي لله... بس تحت لا يوجد أحد. أنا ما عندي حل، وذلك أمر يجب أن نفكر فيه. ولا قرار أممياً تم تنفيذه. لدينا 86 قراراً من مجلس الأمن و705 من الجمعية العامة، فيما استخدم الأميركيون حق النقض (الفيتو) 43 مرة ضدنا". وحول الدول التي يمكن أن تشكل نواة الإطار المتعدد لعملية السلام، قال شعث "جميع الدول التي تواصلنا معها أخيراً، سواء بزيارات مباشرة من عباس أو خلال لقاءات معه، أو عبر لقاءات ثنائية رفيعة المستوى، مثل روسيا والصين واليابان وكوريا والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا والهند، مستعدة لأن تكون جزءاً من الإطار المتعدد". وأضاف "بوتين أكد أنه موافق على الإطار، وطلب أن يكون واضحاً أن هذا الإطار سيشمل الولايات المتحدة الأميركية، وليس وحدها". وحسب شعث، فإن "تشكيل إطار دولي متعدد لعملية السلام ليس بالأمر المستحيل، إذ تم التوصل إلى اتفاق مع إيران وذلك عبر إطار ضم الولايات المتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا، فضلاً عن أنه تم تشكيل الرباعية الدولية، التي تضم أميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بالطريقة ذاتها. وقبل نحو عامين كانت هناك المبادرة الفرنسية التي شاركت فيها 74 دولة. ويجب ألا ننسى الإطار الدولي الذي شُكل في مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991. بالتالي فإن مثل هذا الإطار ليس أمراً جديداً".