يقف عامل النظافة محمد الرفاتي (26 عاما)، تحت أشعة الشمس الحارقة في فسحة مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، مطالبًا براتبه عن الأشهر الثمانية الأخيرة، لتوفير قوت يومه وعائلته المكونة من 11 شخصًا، باعتباره المعيل الوحيد لأبويه المُقعدين وإخوته.
ويقول الرفاتي، وهو عامل نظافة في مشفى الشفاء الطبي، لـ"العربي الجديد"، إنه لم يتلقَ راتبه منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، مطالبًا بصرف راتبه ومستحقاته كُلها، ليتمكن من توفير العلاج لأبيه الذي يعاني من أمراض متعددة، ويلبي حاجيات أسرته، خصوصا في رمضان.
أمّا مناهيل المنيراوي (39 عاما)، فلم يختلف حالها عن سابقا، إذ لم يسعفها الراتب المنقطع في توفير احتياجات أبنائها الخمسة، مضيفةً أنها تستأجر بيتا، وتعاني من وضع مالي مترد، جراء عدم صرف راتبها منذ 8 أشهر، الأمر الذي ازداد سوءًا خلال رمضان.
وأضافت، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "أترك أولادي منذ الساعة الخامسة صباحًا، للعمل في المشفى والحفاظ على نظافتها وعلى حياة المرضى، من دون أن أتلقى راتبي ومستحقاتي. هذا ظلم في حقنا كعمال للنظافة، ويجب أن يتم إنصافنا بصرف رواتبنا".
وشارك العشرات من عمال النظافة في وقفة احتجاجية، في مجمع الشفاء الطبي في غزة، دعا إليها الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث رفعوا شعارات من قبيل "ادفعوا رواتبنا حتى نقوم بواجبنا".
وأكد عضو الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، رزق خلف، أن عمال شركات النظافة لم يتلقوا أجورهم منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرًا إلى أن حكومة الوفاق الوطني لم تفِ بوعودها السابقة بتطبيق قرار مجلس الوزراء بتغطية أجور العمال حتى نهاية عام 2015.
وأشار خلف، في كلمة على هامش الوقفة، إلى أن الحكومة التركية كانت قد قدمت منحة مالية لحكومة الوفاق الوطني للمساهمة في صرف رواتب عمال شركات النظافة، قبل أن يتساءل: "إلى متى سيبقى تعطيل صرف رواتبهم من قبل الحكومة الفلسطينية؟".
وطالب خلف وزارة الصحة في غزة بالالتزام بالعقود التي تم توقيعها مع شركات النظافة وإنهاء المعاناة المالية للعمال.
وفي السياق، بيّن المتحدث باسم عمال النظافة، نبيل أبو عقلين، أنّ 750 عاملًا وعاملة لم يتلقوا رواتبهم منذ 8 أشهر، مشيرًا إلى أنهم كانوا قد طالبوا جميع المسؤولين في وزارة الصحة في رام الله وغزة ووزارة المالية ووزير العمل مأمون أبو شهلا، بحل هذه الأزمة، وهو ما وعد به أبو شهلا.
وناشد أبو عقلين، في كلمة خلال الوقفة، المسؤولين والمعنيين بالأزمة، الوقوف إلى جانب عمال النظافة وحل أزمتهم المالية قبل حلول عيد الفطر المبارك، منوهًا إلى أن العمال عانوا من أوضاع مالية صعبة أوصلت بعضهم إلى السجن جراء عدم الالتزام بسداد إيجار منازلهم وديونهم المتراكمة.
وشدد على ضرورة حل الأزمة فورًا، لتفادي اتخاد إجراءات تصعيدية، عبر تعليق العمل بشكل كامل في جميع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، داعيًا حكومة الوفاق الوطني إلى تطبيق ما تم الاتفاق عليه في قرار مجلس الوزراء الفلسطيني.