أعلن رئيس الحكومة الباكستانية، عمران خان، مشاركته في مؤتمر "مستقبل الاستثمار" الذي يعقد غدا في الرياض، والذي تمت مقاطعته على نطاق واسع من قبل عدد كبير من الفاعلين الدوليين من زعماء ورؤساء وشركات كبرى، بعد جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية المملكة في إسطنبول... فما هي دوافع الخوض في هكذا تحد يتعارض مع التوجه الدولي لمقاطعة المؤتمر؟
"خان ليس في وضع يسمح له بالاستنكار"، يقول تقرير نشرته "ذا إندبندنت" البريطانية اليوم. إذ إن بلده في أزمة اقتصادية عميقة، وهناك حاجة ملحة إلى المال السعودي. الفشل في الحصول على الأموال من السعودية والصين، حليف إسلام آباد، سيعني التحول إلى صندوق النقد الدولي من أجل إنقاذ البلاد، مع ظروف هي الأقسى منذ 70 عامًا، وفق التقرير.
وفي حديثه إلى "ذا إندبندنت" في أول مقابلة له مع وسائل الإعلام الأجنبية منذ وصوله إلى السلطة قبل شهرين، سعى خان إلى شرح سبب استمراره في زيارة الرياض: "ما حدث في تركيا صادم، ماذا يمكنني أن أقول؟ لقد صدمنا جميعاً".
وتابع: "لكن السبب الذي يجعلني أغتنم هذه الفرصة (المشاركة في المؤتمر) هو أننا بلد يبلغ عدد سكانه 210 ملايين نسمة ولدينا أسوأ أزمة ديون في تاريخنا".
وأضاف خان: "نحن في حاجة ماسة إلى المال. ما لم نحصل على قروض من البلدان الصديقة لصندوق النقد الدولي، لن يكون لدينا في الواقع عملة أجنبية لخدمة ديوننا أو لدفع ثمن وارداتنا، لذلك ما لم نحصل على قروض أو استثمارات من الخارج، فسوف نواجه مشاكل حقيقية".
وحول قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، قال خان: "من المحتمل أن أقابل ولي العهد محمد بن سلمان في المؤتمر. لقد طُرح السؤال في العديد من المنتديات وأفترض أن على الحكومة السعودية أن تقدم إجابات عما حدث (مع خاشقجي). قالوا إنه مات إثر شجار، هذا ما سمعته، لكن عليهم أن يأتوا بإجابة. نأمل أن يكون هناك تفسير...".
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة هذا العام إن الولايات المتحدة "قد منحت بحماقة باكستان أكثر من 33 مليار دولار من المساعدات على مدى السنوات الـ15 الماضية، ولم تعطنا سوى أكاذيب وخداع، أفكر في قادتنا كحمقى". في الشهر الماضي أعلنت الإدارة الأميركية أنها ستقطع 300 مليون دولار من المساعدات للجيش الباكستاني.
ومع الأزمة المتنامية تحولت حكومة خان إلى الصين، وكذلك إلى السعودية، للحصول على المساعدة. باكستان جزء كبير من برنامج "الحزام والطريق" الذي أطلقته بكين لتطوير البنية التحتية. يبني الصينيون ميناء في غوادو، في جنوب غرب بالوشستان. هناك مشاريع أخرى للبنية التحتية وقروض ودعوة لبلدان أخرى للانضمام إليها.
لكن الولايات المتحدة والغرب واليابان وأستراليا والهند من بين الدول التي رفضت خطة بكين، حيث رأت أنها تسعى إلى نشر الهيمنة الاقتصادية إلى جانب التوسع العسكري.
داخل باكستان هناك مخاوف بين البعض حول "الاعتماد على الديون" من خلال القروض التي تدفعها بكين ضمن سياسة "الحزام والطريق". فعلى سبيل المثال، اضطرت سريلانكا إلى التخلي عن ميناء إلى الصين لإنشاء قاعدة بحرية بعد أن انتهى بها الأمر إلى ديون بمبالغ طائلة. وفي الآونة الأخيرة، قامت كل من ماليزيا، وميانمار، وإندونيسيا، وتايلاند، وبنغلادش برفض التمويل الصيني لمشاريع البنية التحتية.
كانت هناك تقارير تفيد بأن خان يعارض بعض عناصر المبادرة الصينية، لكنه قال "لقد منحت باكستان فرصة للإنطلاق بسبب الاستثمار الذي ترافق مع المبادرة الصينية، عندما لم يقدم لنا أحد غيرها المال".
إن أحد الشروط الرئيسية لأي عملية إنقاذية يقوم بها صندوق النقد الدولي في باكستان، كما أكدت المديرة الإدارية للصندوق كريستين لاغارد بالإضافة إلى الولايات المتحدة، هو أن الأموال التي يقدمها الصندوق لا تستخدم لسداد بعض الديون الكبيرة المستحقة لبكين.
وفي الوقت الذي يقايض بخيارات الإنقاذ المختلفة، أضاف خان أنه يفهم "التوقعات الكبيرة من الناس. إنهم يمرون في وقت سيئ مهما كان ما نفعله، سيكون علينا رفع سعر الكهرباء والغاز. قطاع الغاز مفلس، قطاع الطاقة مفلس".
وتابع: "لذلك يمر الناس بفترة صعبة. ولكن بمجرد أن يدركوا أن الإصلاحات تحدث، بمجرد أن يرى الناس التغييرات القادمة، فإنهم سيعرفون أنهم سيصارعون لبعض الوقت، وسوف يتحملون الأوقات الصعبة".
ولفتت "ذا إندبندنت" إلى أنه من غير الواضح كم من الوقت سيسمح لخان بأن يعمل. وفي حين لا يزال التركيز الدولي على السعودية في أعقاب مقتل خاشقجي، فإن زيارة خان للمملكة التي تحدث في ظل هذا الجدل الدائر هي مسألة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لمستقبل باكستان، وفق التقرير.
كانت هناك تقارير تفيد بأن خان يعارض بعض عناصر المبادرة الصينية، لكنه قال "لقد منحت باكستان فرصة للإنطلاق بسبب الاستثمار الذي ترافق مع المبادرة الصينية، عندما لم يقدم لنا أحد غيرها المال".
إن أحد الشروط الرئيسية لأي عملية إنقاذية يقوم بها صندوق النقد الدولي في باكستان، كما أكدت المديرة الإدارية للصندوق كريستين لاغارد بالإضافة إلى الولايات المتحدة، هو أن الأموال التي يقدمها الصندوق لا تستخدم لسداد بعض الديون الكبيرة المستحقة لبكين.
وفي الوقت الذي يقايض بخيارات الإنقاذ المختلفة، أضاف خان أنه يفهم "التوقعات الكبيرة من الناس. إنهم يمرون في وقت سيئ مهما كان ما نفعله، سيكون علينا رفع سعر الكهرباء والغاز. قطاع الغاز مفلس، قطاع الطاقة مفلس".
وتابع: "لذلك يمر الناس بفترة صعبة. ولكن بمجرد أن يدركوا أن الإصلاحات تحدث، بمجرد أن يرى الناس التغييرات القادمة، فإنهم سيعرفون أنهم سيصارعون لبعض الوقت، وسوف يتحملون الأوقات الصعبة".
ولفتت "ذا إندبندنت" إلى أنه من غير الواضح كم من الوقت سيسمح لخان بأن يعمل. وفي حين لا يزال التركيز الدولي على السعودية في أعقاب مقتل خاشقجي، فإن زيارة خان للمملكة التي تحدث في ظل هذا الجدل الدائر هي مسألة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لمستقبل باكستان، وفق التقرير.