يرى بعض علماء النفس العنف سلوكاً فطرياً لدى الإنسان. وتستند هذه النظرية التي اعتمدها عالم النفس الشهير سيغموند فرويد إلى النظرية التطورية لتشارلز داروين. فيما يعتبر آخرون العنف سلوكاً مكتسباً، بتأثير من البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد.
وبتطور الحياة المدنية وحقوق الإنسان، بات العنف يشمل طائفة كبيرة من الممارسات اللفظية والجسدية ضد الآخرين. أما العنف ضد المرأة بالذات فتعرّفه الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنّه "أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدي، جنسي أو نفسي للمرأة، ويشمل أيضاً التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة".
واليوم، تعتبر ممارسة العنف ضد النساء شائعة في كثير من الدول، وكذلك الحملات المناهضة له، التي تدخل في صميم التربية المنزلية والمدرسية والاجتماعية.
وفي هذا الإطار، أنتج موقع "فان بايج" الإيطالي، وثائقياً قصيراً، جمع فيه ستة أطفال ذكور ما بين سن السابعة والحادية عشرة. وفي حين جرى تصوير كلّ واحد منهم على حدة، عرّفوا بأسمائهم وأعمارهم. وتحدثوا عن مهنة المستقبل وسبب اختيارهم لها. وتنوعت المهن ما بين شرطي، ورجل إطفاء، وبنّاء، ولاعب كرة قدم، وخبّاز، وطباخ بيتزا. ومن المعروف أنّ بعض هذه المهن شعبية في إيطاليا.
تظهر في الفيديو بعدها، وبشكل مفاجئ، فتاة يقارب عمرها عمر الأطفال الذين أجمعوا على جمالها. يرتبك كلّ واحد منهم حال رؤيتها. قبل أن يطلب حامل الكاميرا من كلّ طفل أن يلاطفها، فيربّت كلّ منهم على خدها بحنان ظاهر. ليطلب منهم بعدها صنع تعبير مضحك بوجوههم. وفي النهاية أمرهم أن يصفعوا الفتاة، لكنّ الفتية تمرّدوا وقال كلّ واحد منهم: "لا".
سألهم حامل الكاميرا لماذا؟ فقال أصغرهم: "لا أريد أن أؤذيها". وقال آخر: "لأنّها فتاة ولا يمكنني فعلها". فيما قال ثالث: "المسيح لا يريدنا أن نؤذي الآخرين". وقال رابع: "لأنني أعارض العنف".
ليس معلوماً إن كان الأمر كلّه تمثيلياً، أو أنّ المخرج حذف بعض اللقطات التي صُفعت الفتاة فيها فعلاً. لكنّ الرسالة تبقى واضحة رغم ذكوريتها. ويعبّر عنها أحد الأطفال بقوله: "لا ينبغي ضرب الفتيات ولو بزهرة.. أو بباقة من الزهور حتى".