هيثم الحسين، مواطن سوري من دير الزور، جاء إلى لبنان في العام 2007، عمل في ورشة للإعمار، حيث كان يتقاضى نحو 12 دولاراً يومياً. يقول: "بعدما أتقنت مهنة النجارة، ارتفع راتبي إلى أن وصل إلى نحو 25 دولاراً يومياً، أعيش في بيروت مع 8 أشخاص في غرفة واحدة جميعهم أقربائي وأبناء منطقتي، حيث نتقاسم تكاليف العيش".
يشير الحسين إلى أن بيروت تعتبر مدينة غالية، يصعب فيها العيش من الناحية الاقتصادية، وخاصة لمن يتقاضى راتباً لا يتجاوز 500 دولار، حيث تبلغ كلفة الوجبة الواحدة أكثر من دولارين في حدها الأدنى".
ويضيف: "نحاول أنا وأقربائي تقليص المصاريف قدر المستطاع، بغية توفير الجزء الأكبر من رواتبنا، حتى نرسلها إلى أهلنا في سورية، خاصة بعد ارتفاع الأسعار وانعدام فرص العمل بشكل شبه نهائي هناك بسبب الحرب. ما يدفعنا للبحث عن أرخص المواد الغذائية الموجودة في السوق اللبنانية، فيقوم أحد الشباب بإدارة مصروف الغرفة، وتدوين المصاريف ليتم تقسيمها على الجميع في نهاية كل شهر". ويتابع: "يراوح مصروف كل فرد بين 100 إلى 150 دولاراً شهرياً، فيما تبلغ أجرة الغرفة ما يقارب 50 دولاراً، ناهيك عن المصاريف الشخصية، مثل السجائر واللباس والاتصالات والتي تفوق مصاريف الطعام".
حال هيثم الحسين كحال المئات من العمال السوريين في لبنان. ورغم غياب إحصاءات واضحة بشأن الرواتب التي يتقاضاها العامل السوري، إلا أنه من الممكن اكتشاف أجور العمال، التي تبدأ من 300 دولار أميركي، وتصل بحدها الأقصى إلى نحو 500 أو 600 دولار، بحسب قول العمال.
تحويلات مستمرة
قبل الثورة السورية في العام 2011، كان السوريون المقيمون في لبنان، يحوّلون جزءاً من الرواتب البسيطة إلى عائلاتهم. أما الآن، فقد تغيّر الوضع بالنسبة للكثيرين، إذ إن غالبية العمال الموجودين في لبنان، استأجروا بيوتاً وجلبوا عائلاتهم، خوفاً من الحرب الدائرة هناك منذ أكثر من خمسة أعوام، وباتوا يعيشون هنا، وينفقون رواتبهم على مأكلهم ومسكنهم، وشؤون حياتهم الأخرى، وإن كانت تلك الرواتب لا تكفي للعيش برخاء، إلا أن غريزة البقاء تدفعهم للعمل في مهن شاقة، وساعات عمل طويلة تكاد تلتهم نهارهم وليلهم.
علاء المعيوف، مواطن سوري جاء من مدينة الرقة، يقول: "جلبت عائلتي في منتصف العام 2014، واستأجرت بيتاً صغيراً في منطقة "الظريف" في بيروت. أعمل ليلاً في مطعم في منطقة "الروشة" لنحو 10 ساعات، فيما أعمل نهاراً كسائق تاكسي. ولدي ولدان وبنت". ويتابع: "أتقاضى نحو 450 دولاراً كأجرة عملي في المطعم، فيما أتقاضى نحو 300 دولار من صاحب التاكسي". يشير المعيوف إلى أنه غالباً ما يقوم بشراء الحاجات الأساسية من سوق صبرا الشعبي، فهناك الأسعار أرخص نسبة لأسعار أسواق بيروت المرتفعة، لافتاً إلى أن أكثر ما يخشاه من ناحية المصاريف، هو أجرة السكن وفواتير الماء والكهرباء، والتي تتخطى 700 دولار شهرياً. ويشير إلى أنه في بعض الأحيان، يقوم بالتسوّق، "لكن الغلاء دفعنا للتقنين في كل شيء حتى في الأكل والشرب".
أما عمر قصاب، من ريف اللاذقية، والذي يعمل كناطور في أحد الأبنية في منطقة عائشة بكار في بيروت، فيقول: "جئت إلى لبنان منذ سنة ونصف. أقضي نهاري في العمل، حيث أنظف أدراج البناء، وأجمع القمامة من أمام أبواب المنازل، وأتقاضى راتباً يصل إلى نحو 400 دولار". أما عن كيفية صرف الراتب، فيجيب قصاب: "أسدد الدين الشهري إلى صاحب الدكان، الذي أستدين منه طيلة الشهر، ثم أرسل الباقي إلى أهلي. لا أذكر أنني تسوّقت منذ أن خرجت من مدينتي".
يعيش في لبنان قرابة مليونين ونصف مليون سوري، من بينهم اللاجئون الذين توافدوا في الأعوام الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب الدائرة في سورية، أي ما يفوق نصف عدد اللبنانيين الموجودين في لبنان البالغ عددهم، بحسب الإحصائيات، 4 ملايين نسمة.
اقرأ أيضاً:اللاجئون غير المسجلين في لبنان: أين نعمل؟
يشير الحسين إلى أن بيروت تعتبر مدينة غالية، يصعب فيها العيش من الناحية الاقتصادية، وخاصة لمن يتقاضى راتباً لا يتجاوز 500 دولار، حيث تبلغ كلفة الوجبة الواحدة أكثر من دولارين في حدها الأدنى".
ويضيف: "نحاول أنا وأقربائي تقليص المصاريف قدر المستطاع، بغية توفير الجزء الأكبر من رواتبنا، حتى نرسلها إلى أهلنا في سورية، خاصة بعد ارتفاع الأسعار وانعدام فرص العمل بشكل شبه نهائي هناك بسبب الحرب. ما يدفعنا للبحث عن أرخص المواد الغذائية الموجودة في السوق اللبنانية، فيقوم أحد الشباب بإدارة مصروف الغرفة، وتدوين المصاريف ليتم تقسيمها على الجميع في نهاية كل شهر". ويتابع: "يراوح مصروف كل فرد بين 100 إلى 150 دولاراً شهرياً، فيما تبلغ أجرة الغرفة ما يقارب 50 دولاراً، ناهيك عن المصاريف الشخصية، مثل السجائر واللباس والاتصالات والتي تفوق مصاريف الطعام".
حال هيثم الحسين كحال المئات من العمال السوريين في لبنان. ورغم غياب إحصاءات واضحة بشأن الرواتب التي يتقاضاها العامل السوري، إلا أنه من الممكن اكتشاف أجور العمال، التي تبدأ من 300 دولار أميركي، وتصل بحدها الأقصى إلى نحو 500 أو 600 دولار، بحسب قول العمال.
تحويلات مستمرة
قبل الثورة السورية في العام 2011، كان السوريون المقيمون في لبنان، يحوّلون جزءاً من الرواتب البسيطة إلى عائلاتهم. أما الآن، فقد تغيّر الوضع بالنسبة للكثيرين، إذ إن غالبية العمال الموجودين في لبنان، استأجروا بيوتاً وجلبوا عائلاتهم، خوفاً من الحرب الدائرة هناك منذ أكثر من خمسة أعوام، وباتوا يعيشون هنا، وينفقون رواتبهم على مأكلهم ومسكنهم، وشؤون حياتهم الأخرى، وإن كانت تلك الرواتب لا تكفي للعيش برخاء، إلا أن غريزة البقاء تدفعهم للعمل في مهن شاقة، وساعات عمل طويلة تكاد تلتهم نهارهم وليلهم.
علاء المعيوف، مواطن سوري جاء من مدينة الرقة، يقول: "جلبت عائلتي في منتصف العام 2014، واستأجرت بيتاً صغيراً في منطقة "الظريف" في بيروت. أعمل ليلاً في مطعم في منطقة "الروشة" لنحو 10 ساعات، فيما أعمل نهاراً كسائق تاكسي. ولدي ولدان وبنت". ويتابع: "أتقاضى نحو 450 دولاراً كأجرة عملي في المطعم، فيما أتقاضى نحو 300 دولار من صاحب التاكسي". يشير المعيوف إلى أنه غالباً ما يقوم بشراء الحاجات الأساسية من سوق صبرا الشعبي، فهناك الأسعار أرخص نسبة لأسعار أسواق بيروت المرتفعة، لافتاً إلى أن أكثر ما يخشاه من ناحية المصاريف، هو أجرة السكن وفواتير الماء والكهرباء، والتي تتخطى 700 دولار شهرياً. ويشير إلى أنه في بعض الأحيان، يقوم بالتسوّق، "لكن الغلاء دفعنا للتقنين في كل شيء حتى في الأكل والشرب".
أما عمر قصاب، من ريف اللاذقية، والذي يعمل كناطور في أحد الأبنية في منطقة عائشة بكار في بيروت، فيقول: "جئت إلى لبنان منذ سنة ونصف. أقضي نهاري في العمل، حيث أنظف أدراج البناء، وأجمع القمامة من أمام أبواب المنازل، وأتقاضى راتباً يصل إلى نحو 400 دولار". أما عن كيفية صرف الراتب، فيجيب قصاب: "أسدد الدين الشهري إلى صاحب الدكان، الذي أستدين منه طيلة الشهر، ثم أرسل الباقي إلى أهلي. لا أذكر أنني تسوّقت منذ أن خرجت من مدينتي".
يعيش في لبنان قرابة مليونين ونصف مليون سوري، من بينهم اللاجئون الذين توافدوا في الأعوام الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب الدائرة في سورية، أي ما يفوق نصف عدد اللبنانيين الموجودين في لبنان البالغ عددهم، بحسب الإحصائيات، 4 ملايين نسمة.
اقرأ أيضاً:اللاجئون غير المسجلين في لبنان: أين نعمل؟