فضائية الجيش السوري الحر متعاطفة مع "داعش"؟

24 نوفمبر 2014
هل حرّم الجيش الحر على إعلامييه استعمال كلمة "داعش"؟(Getty)
+ الخط -
سرّب ناشطون سوريون، منذ أيام، أمراً إدارياً صادراً عن إدارة فضائية الجيش السوري الحر يقضي بمنع العاملين في القناة من استخدام لفظ "داعش" للإشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وبرر المدير العام للقناة، يوسف القاسم، ذلك بالتماشي مع "التقدم الملموس لمجاهدي الدولة الإسلامية"، موضحاً من خلال الأمر الإداري أنه "يجب عدم انتقاص حق مجاهدي الدولة الإسلامية بسبب تحالفات حاقدة أقيمت ضدهم لإيقاف انتصاراتهم".
وأوضح مدير القناة أنه سيقوم بفصل أي موظف في الفضائية، التي تتخذ من شعار الجيش السوري الحر "لوغو" خاصاً بها، في حال قام هذا الموظف أو الإعلامي العامل في القناة باستخدام لفظ "داعش" أو لفظ "تنظيم الدولة الإسلامية" أثناء إعداده أو تقديمه مواد صحافية لصالح الفضائية أو الموقع الإلكتروني الخاص بها.
وتأسست قناة الجيش السوري الحر، أو كما أصبحت تسمى اختصاراً بقناة السوري الحر، منذ ثلاث سنوات لتقوم بمهمة إعادة بث المقاطع المصورة التي يبثها النشطاء والإعلاميون العاملون مع قوات المعارضة السورية على شبكة الإنترنت، حيث قامت القناة خلال شهور عملها بإعادة بث معظم هذه المقاطع، بالإضافة إلى تقديم القناة عدداً قليلاً من النشرات الإخبارية والبرامج.
واتسمت المواد الصحافية التي قدمتها القناة بتركيزها على التجييش العاطفي والخطاب الموجه بعيداً عن الموضوعية، كما أنّها تعرضت لضربات كبيرة من ناحية المصداقية، بسبب نشرها كميات كبيرة من الأخبار التي تبين في ما بعد أنها تفتقر إلى المصداقية، حيث بثت منذ فترة خبر إصابة ماهر الاسد، قائد الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام، بعد أشهر من بثها خبر مقتله.
وتماشياً مع السياسة الجديدة، التي قررت القناة اتباعها تجاه تنظيم الدولة الإسلامية، بدأ محررو الأخبار في القناة باستخدام لفظ "المجاهدين" للإشارة إلى مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وقام محررو الأخبار بتغطية أخبار الاشتباكات بين قوات النظام السوري من جهة وقوات تنظيم الدولة الإسلامية من جهة ثانية بريف حمص الشرقي، مستخدمين خطاباً إعلامياً عاطفياً يُركز على تسويق رواية تنظيم الدولة الإسلامية للأحداث.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل قامت القناة منذ أيام ببث أخبار تفتقر إلى المصداقية بهدف التسويق لتنظيم "الدولة" حين أعلنت سيطرة "المجاهدين" على مطار التيفور العسكري في ريف حمص الشرقي، والذي يُعتبر أكبر المطارات العسكرية في سورية، ليتبين خلال يومين عدم صحة هذه الأخبار.
وبثت قناة "السوري الحر على قمر نايلسات طوال الفترة الماضية، وحاولت مع بداية تأسيسها تغطية العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات المعارضة، الممثلة بالجيش الحر، ضد قوات النظام السوري، إلا أنها وقعت في حالة انعدام وزن مع انطلاق الصراع الشامل بين قوات المعارضة السورية من جهة وقوات تنظيم الدولة الإسلامية، فبين تجاهل هذا الصراع وتغطية عمليات قوات المعارضة ضد تنظيم "الدولة" وتغطية عمليات التنظيم ضد قوات المعارضة، ضاعت تقارير وتغطية الفضائية.
المساهمون