وبموجب اتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، بقيت الهيمنة على ترددات الاتصالات للاحتلال الإسرائيلي، الذي أتاح للجانب الفلسطيني استخدام نطاق ضيق من هذه الترددات، مما أعاق تطور قطاع تكنولوجيا المعلومات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفخاي أذرعي، أن وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ وقع مع منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة (الحاكم العسكري الاحتلالي)، يؤاف مردخاي، اتفاقًا يسمح بتشغيل ترددات الجيل الثالث.
وتعمل في الأراضي الفلسطينية شركتان للاتصالات الخلوية، كانت الحكومة الفلسطينية قد منحت إحداهما إعفاءً ضريبيًا جزئيًا لتشجيعها على الاستثمار في البنية التحتية لهذه التكنولوجيا.
وقال المتحدث الإسرائيلي إن "الإفراج عن الترددات اللازمة لتشغيل الجيل الثالث جاء بعد مراجعة المستوى الأمني في إسرائيل، وانتهاء الأعمال الفنية اللازمة لذلك".
ولم يصدر أي تعقيب رسمي من الحكومة الفلسطينية على توقيع الاتفاق، إلا أن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، علام موسى، أوضح أن تقدمًا جوهريًا حدث في محادثات فنية تجري بين الجانبين منذ سنوات للحصول على هذه الترددات.
وطوال السنوات الماضية، بقي قطاع الهواتف الخلوية الفلسطينية متأخرا عما هو عليه في الدول المجاورة، بسبب حرمان الشركتين الفلسطينيتين من هذه الخدمة، التي تتيح الإنترنت على الهواتف الذكية دون الحاجة للاتصال بالشبكة.
ويقول خبير تكنولوجيا المعلومات، مأمون مطر، إن "الإفراج عن هذه الخدمة سيتيح لمستخدمي الهواتف الذكية خدمة الإنترنت، ولكنه لن يجاري التطور الحاصل في دول العالم التي تستخدم الجيل الرابع".
وأوضح في حديثه مع "العربي الجديد" إن "الشركتين الفلسطينيتين ستتضرران إذا ما أتيحت خدمة الجيل الرابع قريبًا، بحيث ستضطران لاستثمارات جديدة بعشرات ملايين الدولارات، بمعدات جديدة مختلفة"، فهناك فرق شاسع بين الجيلين، الثالث الذي يتيح خدمة الإنترنت بسرعة 15 ميغابايتاً كحد أقصى، والرابع الذي يوفر الخدمة بسرعة تتراوح بين 25 و80 ميغابايتاً".
وأعرب مطر عن اعتقاده بأن إفراج إسرائيل عن خدمات الجيل الثالث يأتي في إطار التفاهمات، التي تمت مؤخرًا بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول ما سميت بـ "بوادر حسن نية إسرائيلية لامتصاص الهبة الشعبية الفلسطينية".
اقرأ أيضاً: رئيس اتحاد مقاولي غزة: الإعمار سيستغرق 20 عاماً