فلسطينية فقدت أولادها الخمسة: سنقاضي إسرائيل

غزة

الأناضول

avata
الأناضول
15 يوليو 2015
C4081BC8-A7F6-4740-A3DF-472DEA782B21
+ الخط -



لا تزال ذاكرة الفلسطينية رجاء البطش (38 عاماً)، تحتفظ بتلك اللحظات المؤلمة التي عاشتها عندما فقدت أبناءها الخمسة الذين قتلوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلها شرق مدينة غزة، إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي.

وبعد مرور عام كامل على انتهاء الحرب، لا يحمل وجه الفلسطينية البطش، إلا ما يدل على الحزن والألم والحسرة، جراء فقدانها لأبنائها في آن واحد.

في 12 يوليو/ تموز 2014، سقط 25 قتيلاً، من عائلة البطش، بعد أن استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين منزل العائلة في حي "الشعف" شرق مدينة غزة، فيما تسببت تلك الغارة بهدم عدة منازل مجاورة للمنزل المستهدف، وقال خبراء بأن الصاروخ الواحد كان يزن نحو طن من المتفجرات.

وتستحضر الفلسطينية البطش تفاصيل تلك اللحظات التي "تجرعت فيها الألم والقهر"، على حد وصفها. وتقول "في ذلك اليوم ذهب أبنائي الخمسة إلى منزل عمهم المجاور لمنزلنا، وبينهم طفل لم يتجاوز العشر سنوات، وبعد دقائق قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية المنزل بصاروخين، فركضت إلى المكان لأكتشف حجم الجريمة الإسرائيلية، فوجدت المنزل مدمراً بالكامل والدخان والنيران تتصاعد من كل مكان. كان حجم الصدمة كبيراً فلم أدرِ ماذا علي أن أفعل".


وتضيف "بعد لحظات من وصولي للمنزل المستهدف وصلت سيارات الإسعاف والدفاع المدني وجاءت إحدى قريباتي لتخبرني أن هناك شهداء داخل المنزل، ليصلني بعد ذلك نبأ استشهاد 25 من أفراد عائلة البطش وبينهم أبنائي الخمسة وهم (صبحي 19 عاماً)، (زكريا 22 عاماً)، (يحيى 18 عاماً)، (أنس 10 أعوام)، (سماح 20 عاماً)".


 "الاحتلال الإسرائيلي استهدف عائلتي، وأباد جزءأً كبيراً منها، دون أن يلقي بالاً لأي معايير للإنسانية، لقد استخدم العدو كل وسائل القسوة في استهداف الأبرياء والعزل، فامتزجت أجساد أطفالنا ونسائنا بالركام، وتحولت إلى أشلاء"، تقول الأم المفجوعة.

وتتابع "إسرائيل أرعبتنا في حربها الأخيرة، دون أن يكون لنا أي ذنب، فهؤلاء الشهداء ما كانوا يحملون السلاح والمدافع، إسرائيل قتلت جمال الحياة بعد استشهاد أبنائي. ما زلت أذكر جلستي معهم وأحاديثهم الشيقة وضحكاتهم".

وبخطواتها المتثاقلة تتنقل البطش، كل يوم بين قبور أبنائها، التي تتواجد بالقرب من منزلها شرق مدينة غزة، وتسترجع تلك الحظات الجميلة التي عاشتها معهم.

والد القتلى الخمسة، علاء البطش هو الآخر، لا ينسى تفاصيل تلك "المجزرة البشعة" التي ارتكبتها إسرائيل بحق أفراد عائلته، ويقول "لا يمكنني وصف ذلك المشهد، لقد كان بشعاً للغاية ومنافيا لكل معاني الإنسانية، إسرائيل لم تحقق شيئاً خلال معركتها على غزة، فأرادت أن تحقق إنجازا عبر قتل الأبرياء والعزل"، مشيراً إلى أنّ عائلته رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل وجيشها، "لقتلها 25 من أفراد عائلته المدنيين الأبرياء".



اقرأ أيضاً:عائلات تنبش ثرى غزة بحثاً عن جثث أبنائها

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
واجهة زجاجية مهشمة في إحدى غرف مستشفى بيروت الحكومي (حسين بيضون)

مجتمع

تواجه المستشفيات في لبنان تهديدات إسرائيلية تذكر اللبنانيين بما شهدوه في قطاع غزة على الشاشات، ويسعى المعنيون إلى مناشدة المسؤولين الدوليين لتحييدها
الصورة
بادر إلى الاهتمام بأبقار النازحين (العربي الجديد)

مجتمع

أطلق بعض الأهالي في مدينة صيدا، جنوبي لبنان، مبادرة لاستقبال حيوانات النازحين الذين أجبروا على الفرار جراء التصعيد الإسرائيلي
الصورة
نشاط بدني للأطفال في صيدا (العربي الجديد)

مجتمع

تساعد أنشطة التفريغ النفسي للأطفال النازحين إلى مدارس في مدينة صيدا، جنوب لبنان، على التعبير عن أنفسهم ومخاوفهم، هم الذين اختبروا القصف والخوف والهرب.