أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الأحد، أنها تواصل تحركها السياسي والدبلوماسي تحت عنوان "إسقاط الاعتقال الإداري"، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها المتواصل على حقوق الأسرى في السجون الإسرائيلية، والمطالبة بضرورة توفير حماية دولية لهم.
وطالبت الوزارة الفلسطينية، في بيان لها، المجتمع الدولي والدول الأطراف المتعاقدة السامية على اتفاقيات جنيف، بتنفيذ مخرجات مؤتمر الدول الأطراف الذي انعقد بناءً على طلب دولة فلسطين في ديسمبر/كانون الأول من عام 2014، من أجل محاسبة ومساءلة منتهكي اتفاقيات جنيف، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الأسرى عامة والمعتقلين الإداريين خاصة.
كما طالبت الوزارة المقررين الخاصين، بزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها زيارة سجون الاحتلال، والاضطلاع على أوضاع المعتقلين وما يعانونه من إجراءات احتلالية قمعية وتعسفية، إضافة إلى ما تقوم به من إجراءات تحط من الكرامة الإنسانية، باعتبار ذلك جريمة، حسب القانون الدولي.
وفيما يتعلق بقضية الأسير المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين، محمد علان، حمّلت وزارة الخارجية، الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير علان، الذي يعاني من تدهور حاد وخطير في وضعه الصحي ودخوله في غيبوبة بسبب سياسة الاعتقال الإداري.
وأوضحت أن الاعتقال الإداري يأتي ضمن سياسة تعسفية وقهرية تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، كجزء لا يتجزأ من إرهاب الاحتلال وعقوباته الجماعية الهادفة إلى كسر إرادة الشعب الفلسطينيين في الصمود والتمسك بحقوقه الوطنية المشروعة.
ونوهت الوزارة إلى أنها تتابع باهتمام بالغ التطورات الحاصلة على أوضاع الأسير علان، مع البعثات الدبلوماسية وسفارات دولة فلسطين ومراكز صنع القرار في الدول والأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة.
وفي السياق نفسه، حذر رئيس "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية، عيسى قراقع، اليوم الأحد، من حدوث تسمم في جسد الأسير علان، بسبب مشاكل في المرارة ظهرت خلال الفحوصات الطبية، أمس السبت.
وقال قراقع، في تصريحت صحافية، إن "الأطباء اكتشفوا تسرب مادة من المرارة إلى الأمعاء والكبد، إذ إن استمرار تسربها قد يصيب الأسير علان بتسمم في كافة أنحاء جسده، مما يتطلب تقديم العلاجات العاجلة له".
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن أطباء الصليب الأحمر الدولي يتابعون تطورات حالة علان الصحية عن كثب، حيث إنه ما زال تحت حالة الخطر الشديد، معتبراً أن ما يجري بحق علان هو نكسة قانونية دولية وإخفاق لكل مؤسسات حقوق الإنسان الدولية التي لم تستطع إنقاذ حياته حتى اللحظة.
وتعمل الهيئة الفلسطينية بالتنسيق مع الأطباء والمحامين وأعضاء من الكنيست الإسرائيلي، من أجل اتخاذ قرار سريع للإفراج الفوري عن الأسير علان، واستكمال علاجه بشكل تام. وقد توجه الطبيب الفلسطيني هاني عابدين اليوم إلى مشفى "برزلاي" الإسرائيلي لزيارة الأسير علان والاطلاع على حالته الصحية عن كثب.
بدوره، قال مدير عام الدائرة القانونية في "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، لؤي عكة، اليوم الأحد، إن "الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يتعرضون لانتهاكات واعتداءات بالجملة، ضمن هجمة مسعورة يتعرضون لها بقرار من حكومة الاحتلال وتنفذ بتعليمات من جهاز مخابراته".
وأكد عكة، في تصريحات له أعقبت زيارته لعدد من الأسرى، أن الأوضاع في كافة السجون ملتهبة وتزداد سوءاً، وأن هناك حاجة ماسة وعاجلة للتوجه إلى زيارة الأسرى والاطلاع على أوضاعهم من قبل المؤسسات الحقوقية والإنسانية، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بشكل جدي، وألا يترك الأسرى فريسة لهذا المحتل وحقده.
اقرأ أيضاً: الفلسطينيون في يوم الغضب يتظاهرون تضامناً مع الأسير علان