فيلم "شي يوم رح فل" أخطاء إخراجية بالجملة

30 سبتمبر 2015
غاب المنطق عن السيناريو المشتت (يوتيوب)
+ الخط -

بعد الحملة الترويجية الواسعة، انطلق منذ أسبوع في الصالات اللبنانية الفيلم السينمائي "شي يوم رح فل"، الذي أنتجه الإعلامي فيني رومي وزوجته الكاتبة والمخرجة ليال راجحة. وهو قصة حقيقية لرجل خرج من سجن "كارانديرو" الذي يُعد من أكثر السجون العالمية قساوة وتعذيباً، ويحاول بناء حياة جديدة له في البرازيل.

لكن الرجل الذي خرج من السجن (الممثل عادل كرم) لديه مهمة لم تكتمل، فيعود إلى لبنان لاسترداد حقه من المال من مازن (بيار داغر) الذي كان السبب في سجنه، فبدأت القصة مع تغيّر خطته بعد أن جمعته الصدفة بثلاث نساء مختلفات، كل واحدة منهن هاربة من واقعها في إحدى المنتجعات البحرية اللبنانية، وهن سارية (لورين قديح)، توني ماريا (جوي كرم) زوجة مازن وإلهام (إلهام أبي راشد).

مع بداية الفيلم يبدأ التململ والأسئلة المنطقية عند المتفرج، إذ لم تحاول كاتبة السيناريو تبرير الصدفة التي جمعت ثلاث نساء معاً على شاطئ البحر بسجين سابق بشاليه قربهن وثم يقعن بفخ حبه. لكن على ما يبدو أن كاتبة السيناريو والمخرجة ليال راجحة، اعتمدت على تسريباتها الصحافية التي قالت فيها إن الفيلم مقتبس من قصة حقيقية، كي لا تحتاج أن تبرر بعض الأحداث غير المنطقية للمتفرج.

ومن جهة أخرى، بعد أن غاب المنطق عن السيناريو المشتت وغير المترابط، حاولت راجحة إدخال العناصر التي تجذب عشاق السينما، من خلال الوجوه الفنية التي يستلطفها المتفرج كالممثل الكوميدي عادل كرم والممثلات لورين قديح وإلهام أبي راشد وجوي كرم، إلى جانب الفنانة مادونا، إلا أن هذه العناصر والمقومات لم تُخوّل الفيلم بطاقة النجاح.

بالإضافة إلى ذلك، فإن شخصيات الفيلم والصورة التي ظهروا بها غير ملائمة لطبيعة وحالة المشاهد التي يجب أن تُقنع المتفرج، وخاصة مشهد ساريا (لورين قديح) وهي تبكي وترثي صديقتها التي توفيت بمرض السرطان، إذ بدأ الجميع في الصالة يضحك على مشهد كان يُفترض أن يكون مأساوياً، فاختلطت الكوميديا بالدراما نتيجة ضعف أداء التمثيل، كما أخفق عادل كرم في العديد من المشاهد الحزينة والمؤثرة فلم يستطع الفصل بين "عادل كرم الطريف" و"عادل كرم الجدي".

أما الأخطاء والهفوات الإخراجية فحدث بلا حرج، رداءة الصوت رافقت الفيلم منذ البداية إذ شعر المتفرج أن الصوت خالٍ من أي مشاعر أو إحساس، وعلم "العربي الجديد" من مصادر واكبت كواليس الفيلم، أن الصوت تعرض للتلف عن طريق الخطأ أثناء التصوير، فقاموا بإعادة إنتاج الصوت في إحدى الإستديوهات أي "دوبلاج"، وهذا الأمر أثر كثيراً على جودة الفيلم وروحه، كما علّق البعض على الكلمات البذيئة غير المبررة التي خرجت من بعض الممثلين دون أن يضعوا إشارات صوتية لتغطية بعضها.

وبدا عادل كرم في العديد من اللقطات بصورة رديئة نتيجة خطأ في الإضاءة أثناء التصوير. وفي مشهد آخر، ظهر كرم في مشهد على طاولة مليئة بالسمك والطحين، وعندما وضع يده على وجه لورين نراها نظيفة وخالية من الطحين.

وبالرغم من نجاح الفيلم على شبابيك التذاكر وامتلاء الصالات، إلا أنها لم تبعده عن دائرة الإنتقادات نتيجة خيبة أمل المتفرجين، التي كانت واضحة على وجوههم وأحاديثهم الجانبية، فأجمعوا أن الفيلم لا يمثل المجتمع اللبناني من حيث التركيز على الكلمات البذيئة والمشاهد التي تخطت الجرأة غير المبررة، إضافة إلى عدم وضوح فكرته.

الجدير بالذكر أن هذه التجربة الثانية لليال راجحة بعد فيلم "حبة لولو" الذي يشبه سيناريو "شي يوم رح فل" والذي تعرض أيضاً لانتقادات لاذعة وسلبية، بغض النظر عن الأرباح المادية.


اقرأ أيضاً: كاظم الساهر رسمياً إلى مدرسة الحب

المساهمون