في زمن كورونا... دروس دينية للغزيين عبر مواقع التواصل
محمد السوافيري
منذ شهر ونصف الشهر لم تشهد مساجد قطاع غزة صلاة جماعة واحدة، وغابت معها الدروس الدينية التي كانت تعقبها، خاصة مع حلول شهر رمضان الذي يشهد نشاطاً لافتاً للدعاة في تقديم الدروس والمواعظ.
هذا الانقطاع الذي تسبب به فيروس كورونا المنتشر في أرجاء العالم ويُخشى انتشاره في القطاع المحاصر، دفع الدعاة للبحث عن بدائل يمكن من خلالها الوصول إلى الناس وتقديم ما يلزم من نصائح وإرشادات دينية تتعلق بالشهر الكريم.
واتجه بعض الدعاة لتقديم هذه المواعظ من بيوتهم عبر بثها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، عوضاً عن تقديمها في المساجد التي أُغلقت بسبب جائحة كورونا.
ومدّدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، إغلاق المساجد والمرافق الدينية بغزة خلال شهر رمضان المبارك تجنباً لتفشي فيروس كورونا في القطاع، إذ حذّرت وزارة الصحة من أنّ الخطر لايزال قائماً في ظل إصابة عدد من المواطنين القادمين عبر منفذ رفح البري.
ويوضح الداعية عماد صيام، أنّ إغلاق المساجد خاصة في رمضان حرم كثرا من الناس من روحانية هذا الشهر المبارك، مبيناً أنّ "هذه الخطوة الاحترازية كان لابد منها لحفظ أرواح الناس وحياتهم، كما أفتى بذلك أصحاب الرأي والمشورة من العلماء".
ويبث صيام دروسه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة بين الفلسطينيين، تعويضاً عن المساجد التي كان سيزورها في رمضان ويقدم فيها تلك الدروس، مركزاً على أحكام الصيام وفضائل الشهر الكريم.
ويقول الداعية صيام لـ"العربي الجديد": "مواقع التواصل متنفس متاح بين أيدينا ومن الأفضل استثمارها في هذا الشهر الكريم، إذ إنّ معظم الناس في هذا الوقت يلجؤون إليها للمنفعة والتسلية وقضاء بعض الوقت".
ويدعو صيام، كل الدعاة والمشايخ في غزة وخارجها لإفادة الناس بما استطاعوا من وسائل متاحة في ظل إغلاق المساجد، خاصة في ظل تجاوب كثير من الناس مع الدروس التي يتم بثها عبر الإنترنت على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما الداعية مصطفى القيشاوي (34 عاماً)، فيشير في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الحجر المنزلي يفرض على الدعاة التفكير بطرقٍ إبداعية للوصول إلى الناس خصوصاً في شهر رمضان.
ويضيف: "في زمن ما قبل كورونا كان الناس ضيوفاً في بيوت الله، والآن أصبح الدعاة ضيوفاً في بيوت الناس"، لافتاً إلى أنّ الفجوة الكبيرة التي تركها إغلاق المساجد بسبب فيروس كورونا يجب ألا تؤثر على بث الأحكام والمفاهيم الدينية لدى الناس.
ويعبّر الداعية الفلسطيني عن سعادته بمدى تفاعل الناس مع ما يقوم ببثه ونشره من محاضرات دينية قصيرة عبر صفحته على الفيسبوك، لافتاً إلى أنّ "الناس متعطشة وخصوصاً في شهر رمضان لمن يبثّ فيها الروح الإيمانية، وفي مثل هذا الوقت بالتحديد هي بحاجة لذلك بشكل مضاعف في ظل ما كانت تتلقاه من دروس في المساجد".
ويلفت القيشاوي إلى أنّ الدروس عبر مواقع التواصل الاجتماعي ذات أهمية عالية، "حيث تصل لأكبر شريحة من الناس لم تكن تصل لها حتى عندما كانت المساجد مفتوحة، مثل المرضى وكبار السن، والنساء".