بعد غياب دام ستة أعوام، عادت المغنية الأميركية كريستينا أغيليرا لتطرح ألبومها الجديد "Liberation"، وهو الألبوم الذي استغرق العمل على إنتاجه أربعة أعوام، حيث بدأت أغيليرا بتسجيله عام 2014، وتعاونت فيه مع نخبة من أفضل الموسيقيين، أمثال: فاريل ويليامز، آندرسون باياك، مايك دين وتايلا باركس.
اعتمدت أغيليرا في ترويجها للألبوم على أساليب متنوعة، فمهدت للألبوم بالبداية من خلال طرح بعض أغانيه منفردةً بشكل دوري، فواظبت على إصدار أغنية مصورة من الألبوم أسبوعياً، ابتداء من أغنية "Accelerate" في بداية شهر مايو/أيار، وحتى أصدرت الألبوم كاملاً في منتصف شهر يونيو/حزيران. ويبدو أن هذا الأسلوب الذي اتبعته أغيليرا قد نجح في التمهيد لعودة نجمة البوب إلى السوق الفنية بعد غيابها لأعوام، والدليل على ذلك تصدر أغانيها لقوائم الأكثر تحميلاً على "آي تيونز". وكذلك لجأت أغيليرا إلى التعري كأسلوب لجذب الانتباه، فأغنية "Accelerate"، التي اختارت أن تستهل بها رحلة الألبوم، تطل بها نجمة البوب التي تجاوزت الـ 37 عاماً بإطلالة جريئة، وتحتوي على العديد من الإيحاءات الجنسية.
كما أنها عمدت لمشاركة بعض الأغاني مع مغنين يتمتعون بجماهيرية كبيرة أمثال ديمي لوفاتو وشينسيا، بالإضافة لتعكزها على أسماء نجوم راحلين، أمثال مايكل جاكسون ومارفن غاي.
تتنوع أغاني الألبوم بنمطها الموسيقي ما بين الـ"هيب هوب" والـ"آر آند بي" والـ"بوب روك"، ويتكون من خمس عشرة قطعة؛ إحدى عشرة أغنية، وأربعة فواصل موسيقية وترنيمات، تقدم مجتمعةً حكاية عاطفية.
يبدأ ألبوم "Liberation" بمقدمة موسيقية تحمل ذات العنوان "تحرير"، تتخللها صرخات الأطفال وأسئلة أغيليرا الوجودية، التي تبدأ بها رحلة البحث عن الذات، ومنه تنتقل إلى ترنيمة "Searching for Maria" الطفولية، التي تمهد لأولى أغاني الألبوم، "Maria"؛ الأغنية التي تستحضر بها أغيليرا صوت أسطورة البوب، مايكل جاكسون، من خلال تقنية "السامبلينغ"، ليشكل صوته عندما كان طفلاً في الرابعة عشرة من عمره خلفية للأغنية، التي تحاول بها أغيليرا أن تبحث عن ذاتها التي تلاشت خلف المكياج وطلاء الأظافر، ولا تعثر على ملامح الطفلة التي كانت هي يوماً. ومن بعدها تنتقل لأغنية "Sick Of Sittin"، التي تستحضر بها أسلوب أداء مايكل جاكسون، لتغني نمط "البوب روك" الذي اشتهر به، وفي هذه الأغنية تبدأ بالتحدث عن رغبتها بالتحرر من دورها الاجتماعي كأم وزوجة. وفي التراك الخامس "Dreamers" يتردد صوت أطفال يتحدثون عن طموحاتهم، لتمهد به لأغنية "Fall in Line"، الذي تشاركها به ديمي لوفاتو، وتقدم به النصح للفتيات الصغيرات بألا يقعن بالخطوط النمطية للأحلام والطموحات، التي يرسمها لهم الكبار في السن.
بعدها تكسر أغيليرا خط الفعل المتصل بالألبوم، من خلال أغنية "Right Moves"، التي تتحدث بها عن الإثارة الجنسية. ومن ثم تنتقل لأغنية "Like I Do" التي يشاركها بها "غولد لينك"، والتي تتخذ بها من مارفين غاي مثلاً أعلى في حديثها عن العلاقة بين الرجل والمرأة. وبعدها تنتقل لأغنية "Deserve"، التي تبدأ بها بتحميل نفسها مسؤولية كل الفشل العاطفي وعدم استحقاقها للحب. ومن ثم تنتقل لأغنية "Twice" التي تعود بها إلى الأسئلة الفلسفية والوجودية التي بدأت بطرحها في بداية الألبوم، وتربطها بالحالة العاطفية التي انغمست بها في الأغنيتين السابقتين، وتضيف إليها صعوبة الفصل بين الخير والشر. وتختتم هذه المحطة بالتراك الحادي عشر "I Don't Need It Anymore"، الذي تعلن فيه رغبتها بالتخلي عن الحب، لتصبح أقوى، قبل أن تنطلق بعدها بأغنيتي "Accelerate" و"Pipe" نحو مكننة العلاقة بين الرجل والمرأة وتأطيرها بحدودها الجنسية. ومن ثم تنتقل لأغنية "Masochist"، التي تؤكد بها عدم قدرتها على الاستمرار بالنحو الميكانيكي، ولتبين أن الحب هو فعل مازوخي. وتنهي الألبوم بأغنية "Unless It's With You" الذي تعلن بها رغبتها بالزواج رغم وعيها ومحاولتها لعدم الوصول لهذه النقطة.