حوّل الأساتذة والإداريون، من خريجي البرنامج الحكومي لتدريب 10 آلاف كادر تربوي، معاركهم الاحتجاجية المطالبة بدمجهم المباشر في الوظائف العامة، وتحسين أوضاع المدرسة العمومية، إلى داخل المؤسسات التعليمية، وفي الحافلات والأسواق، وإلى جوار المساجد.
وتوجه العشرات من "الكوادر التربوية" إلى مؤسسات تعليمية في الرباط والدار البيضاء وغيرها من مدن البلاد، وفتحوا نقاشات وحوارات ودية مع التلاميذ ذكوراً وإناثاً، في إطار حلقات وتجمعات فردية وجماعية، عرضوا خلالها أوضاعهم الاجتماعية، وعرفوا عن قرب بملفهم ومشاكلهم.
في المقابل، أنصت الأساتذة المحتجون لما عرضه بعض التلاميذ عن معاناتهم داخل فصولهم الدراسية، خاصة بداية الموسم الدراسي الجديد، نتيجة الاكتظاظ الشديد الذي يصل إلى سبعين تلميذاً داخل القاعة الواحدة في بعض الأحيان، ما يفضي إلى مشاكل تعليمية بالجملة للتلميذ والمعلم.
وأمل التلاميذ الذي استمعوا عن قرب لوجهات نظر "الكوادر التربوية"، وما يعانونه في مواجهة ما سموه "الإهمال الحكومي" لملفهم المطلبي الموحد، أن تعمد الحكومة إلى توظيف هؤلاء الأساتذة، من أجل سد النقص الحاصل في الموارد البشرية بالمؤسسات التعليمية بالبلاد.
وقال التلميذ في مستوى الثاني إعدادي، أشرف بنلقير لـ"العربي الجديد"، إن أساتذة يرتدون وزرات بيضاء قدموا إلى مدرسته، مساء أمس، وطلبوا من عدد من التلاميذ التجمع للاستماع إلى مطالبهم، فبدأ أحدهم يسرد مطالب الأساتذة، وكيف أنهم درسوا عدة سنوات، وتخرجوا من أجل التدريس، لكنهم جوبهوا برفض توظيفهم.
ونقل المحتجون من "الكوادر التربوية" معركتهم المطلبية إلى الحافلات العمومية وفق خطة متفق عليها، وصعد بعضهم إلى إحداها، وعرّفوا بقضيتهم على مسمع الركاب، حرصاً منهم على كسب تضامنهم وتعاطفهم حيال ما يطالبون به وزارة التربية الوطنية.
وانقسم ركاب الحافلات حيال مبادرة "الكوادر التربوية" إلى فريقين، الأول أبدى عدم اكتراثه بما يقوله الأساتذة المحتجون، وواصلوا أحاديثهم الجانبية والثنائية، وفريق ثانٍ أصغى وأعرب عن تضامنه مع المحتجين.
وامتدت تعبئة الأساتذة والتربويين إلى داخل الأحياء الشعبية، والتقوا الناس رجالاً ونساءً، وتجاذبوا الحديث معهم عن واقع المدرسة العمومية، والمشاكل التي يتخبط فيها أبناؤهم التلاميذ، إضافة للحاجات المهولة والمزمنة التي برزت في المؤسسات التعليمية هذا العام.
وأوضح زهير قبو، أحد الأساتذة المحتجين، لـ"العربي الجديد" أن الاستراتيجية الجديدة لاحتجاج "الكوادر التربوية" تحاول ضرب عصافير كثيرة بحجر واحد، الأول الإفلات مما سماها الآلة القمعية لرجال الأمن، من خلال الانصهار وسط الناس وفي الحافلات، وثانياً التعريف بقضيتهم وسط الشعب، وثالثاً كسب التأييد لمطالبهم، ورابعاً الضغط على الحكومة للاستجابة لملفهم".