وأوضحت كوريا الشمالية أنها في المراحل الأخيرة من خطط لإطلاق أربعة صواريخ متوسطة المدى فوق اليابان، بحيث تسقط على بعد يراوح بين 30 و40 كيلومتراً عن غوام، مضيفة تفاصيل إلى خطة كانت قد كشفت اللثام عنها أمس.
وأعلنت بيونغ يانغ، أمس، أنها "تبحث الآن بشكل دقيق خطة العمليات لإقامة غلاف ناري في المناطق المحيطة بجزيرة غوام بواسطة صاروخ باليستي متوسط المدى "هواسونغ 12"، وفق وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
وتقع غوام على بعد أكثر من 3000 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من كوريا الشمالية، ويقطنها حوالى 163 ألف نسمة، وفيها قاعدة عسكرية أميركية تشمل أسطولاً من الغواصات وقاعدة جوية ومجموعة من خفر السواحل.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية إنه "من غير الممكن إجراء حوار مع مثل هذا الشخص الفاقد للرشد (في إشارة إلى ترامب)، الذي لا تجدي معه إلا القوة المطلقة".
ونقلت الوكالة كذلك عن الجنرال كيم راك جيوم، قائد القوة الاستراتيجية بالجيش الكوري الشمالي، قوله إن الجيش سينتهي من وضع خططه بحلول منتصف أغسطس/ آب الحالي، لتكون جاهزة للعرض على الزعيم كيم يونغ أون لاتخاذ قرار بشأن تنفيذها.
وتهدد كوريا الشمالية من آن لآخر بتدمير الولايات المتحدة وحلفائها.
لكن التهديدات المتبادلة تعتبر تصعيداً غير مسبوق للنبرة من قبل الطرفين، وتعطي الانطباع بأن كلا الطرفين يتعامل مع الخيار العسكري وكأنه بات وشيكاً.
من جانبه، رد سيباستيان جوركا، نائب مساعد ترامب، اليوم، بالقول إن "دونالد ترامب كان واضحا تماما في أنه سيتخذ أي إجراءات ملائمة لحماية الولايات المتحدة ومواطنيها".
وأضاف: "نحن لا نعلن خططنا المستقبلية وكيف سنتصرف". وأضاف: "إذا كشفت للاعبين على طاولة البوكر أوراقك ستخسر. إنها ليست فكرة جيدة في لعبة الورق، وهي فكرة سيئة للغاية في الجغرافيا السياسية".
من جهته، رأى ماساو أوكونوجي، الأستاذ الفخري في جامعة كيو اليابانية، قبل تقرير الوكالة الكورية الشمالية، أن بيونغ يانغ ربما تصدر تحذيراً أو مذكرة مسبقة تفيد بتغييرات في برنامج تجاربها الصاروخية، دون أن تصل إلى حد التهديد بشن هجوم.
وأضاف: "أظن هذه رسالة مفادها أنهم يخططون لنقل التجارب الصاروخية من بحر اليابان إلى مناطق حول غوام". ومضى قائلاً: "وبإرسال هذه الرسالة الاستباقية، فإنهم يبعثون أيضاً بإشارة ضمنية بأن ما سيقدمون عليه ليس هجوماً فعلياً".
وقال وزير الدفاع الياباني، إيتسونوري أونوديرا، اليوم الخميس، في تصريحات بثتها وكالة كيودو للأنباء، إن القانون يتيح لليابان اعتراض أي صاروخ كوري شمالي متجه صوب جزيرة غوام، إن هو شكل خطراً على وجودها، في تصريحات تمثل تكراراً للموقف الياباني.
لكن خبراء قالوا إن اليابان ليست لديها القدرة حالياً على إسقاط صاروخ منطلق فوق أراضيها في طريقه إلى غوام.
وقال الخبراء أيضاً إن التفاصيل التي أوردتها كوريا الشمالية ترجح أنها ستمضي في خططها لتفادي النظر إليها على أنها ضعيفة أو مترددة.
(العربي الجديد، رويترز)