ووجهت لاغارد تحذيرها في كلمة ألقتها في بكين بمناسبة انعقاد منتدى حول مبادرة "طرق الحرير الجديدة"، المشروع الضخم الذي باشره الرئيس الصيني شي جينبينغ عام 2013 لإقامة طرقات ومرافئ وسكك حديد ومجمعات صناعية في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وصولاً إلى أبواب أوروبا.
وتضم المبادرة سبعين دولة تقوم مبدئيا على استثمارات مشتركة مع الأطراف المعنية، لكن العديد من هذه الورش تمول في الواقع من خلال قروض تمنحها مؤسسات صينية، وترى بعض الدول الغربية في ذلك استراتيجية متعمدة من الصين لترسيخ نفوذها وتوسيعه.
وأقرت لاغارد متحدثة أمام حضور من المسؤولين الصينيين والأجانب بأن "طرق الحرير" يمكن أن تلبي "الحاجة الماسة إلى بنى تحتية" في أنحاء مختلفة من العالم وتؤمن تمويلا لبلدان هي "بأمس الحاجة" إليه، لكنها حذرت في المقابل من أن هذه الشراكات "يمكن أيضا أن تقود إلى تزايد في المديونية يطرح مشكلة على الدول المعنية، وأن تحد من نفقاتها الأخرى مع تزايد التكاليف المرتبطة بالديون".
وقالت إن "في البلدان التي تواجه ديوناً عامة مرتفعة أصلا، فإن التعامل مع شروط التمويل باحتراس أمر أساسي". الواقع أن المصارف الإنمائية العامة الصينية وغيرها من المؤسسات المالية في القوة الاقتصادية الأولى في آسيا تمنح قروضا طائلة لتمويل المشاريع في دول "طرق الحرير الجديدة" ما يضع الدول المقترضة في وضع مالي لا يمكنها مواجهته.
وأضافت " هذا ينطبق على سريلانكا التي حصلت على قروض طائلة من الصين لإنشاء مرفأ، ما أرغمها تحت ضغوط "دوامة من المديونية" على التخلي عن حصتها في المرفأ للصين تحديدا".
ودعت لاغارد إلى استثمارات ذات طابع جماعي أكبر وإلى المزيد من الشفافية. وشددت على وجوب "التثبت من أن طرق الحرير لا تقود إلى حيث لا ينبغي".
وأوضحت أنه "في المشاريع واسعة النطاق، هناك ميل إلى الاستفادة من استدراجات العروض (...) ثمة دائما مخاطر فشل بعض المشاريع أو مخاطر اختلاس أموال. أحيانا يصل الأمر إلى حد الفساد حتى".
غير أن شي جينبينغ رد بنفسه الثلاثاء على الانتقادات الموجهة إلى خطته أمام منتدى "بواو"، وقال، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية، إن المبادرة "ليست خطة مارشال ولا مؤامرة صينية. إنها مبادرة تتبع مجراها في وضح النهار".
ولا تقتصر المبادرات في مجال البنى التحتية على الجانب الصيني، إذ إن الولايات المتحدة تدرس "هدم" جسور الصين التجارية من خلال مبادرة بديلة.
وفي فبراير/شباط الماضي، أفادت صحيفة أستراليان فايننشال ريفيو، عن مسؤول أميركي كبير، قوله إن الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليايان تناقش مشروع بنية تحتية دولية مشتركاً كبديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية (طريق الحرير) سعياً لمواجهة اتساع نطاق نفوذ بكين.
وذكرت الصحيفة نقلا عن المسؤول الذي لم تسمه، أن الخطة التي تضم الشركاء الأربعة ما زالت وليدة، مضيفا أن الوصف الأمثل للخطة أنها "بديل" لمبادرة الحزام والطريق وليست "منافساً" لها.
(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)