19 ابريل 2021
لا لقصف الآمنين
لست ممّن يعرّفون البشر بأديانهم، بل من الذين يعرّفونهم بأوطانهم. لذلك، يحزنني استشهاد أي سوري بقذيفة تدمر بيته، تطلقها طائرة نظامٍ مجرمٍ تستهدف الآمنين في أي مكان من سواحل سورية وجبالها، سهولها وبيدها، أو بقذيفة هاون يطلقها مقاوم دفاعا عنهم. وعلى الرغم من اختلاف الموتين، بين الأول المتعمد والثاني الذي ليس غالبا كذلك، فإن الموت يبقى موتا، والقتلى يظلون سوريين، ثاروا لاستعادة حريتهم وحقوقهم، وصيانة حياتهم، والخروج من جحيم الاستبداد. لذلك يعتبر رحيلهم عنا خسارة وطنية فادحة، في نظر ثورةٍ هم وأمنهم رهانها الأكبر.
يتكامل موت الآمنين في الغوطة ودمشق: موت من تقتله الطائرات مع موت من تقتله قذائف تضل سبيلها، أو تستهدف أحياء المدينة لاعتقاد مطلقيها أنهم ينتقمون بذلك من نظامٍ مجرم، يقتل من يدّعي رئيسه مسؤوليته عنهم، وولاءهم له، ويزعم كذبا أنه يحميهم من الإرهاب، لكنه يحصدهم بالمئات يوميا بجميع أنواع الفتك والتدمير، لأهدافٍ أهمها التخلص منهم، ودفع المقاومين إلى الرد عليه بقصف سكان المناطق الخاضعين لسيطرته، لأن ذلك يبعدهم عن الثورة، ويساعده على تسويغ جرائمه دوليا، بالزعم أنه لا يهاجم غير "إرهابيي" الغوطة الذين يقصفون منازل الآمنين في دمشق.
وسع النظام، في الأسابيع الأخيرة، دائرة إجرامه، حتى طاولت أهالي قرى الغوطة وبلداتها ومدنها بلا استثناء. حدث هذا بسبب عجزه عن فك الحصار عن "إدارة المركبات"، على الرغم مما استجلبه إلى حرستا وعربين ودوما من وحدات عسكرية ومرتزقة، دفعه فشلها المتكرّر إلى استهداف المدنيين، ثأرا من صمودهم ولحفظ ماء وجهه، والتغطية على تهافت جيشه إلى الحد الذي انكشف معه الحضيض الذي بلغه كعصابات تعفيش وتشبيح، عجزت عن صد هجوم شنّه، قبل نيف وشهرين، بضع مئات من بواسل الجيش الحر، اقتحموا في ساعات قليلة حصنا حصينا أقامه الأسد في الغوطة، بيد أنه تهاوى مثل بيت من ورق، وانهارت مقاومته بعد ساعات قليلة من الهجوم عليه، وفشلت حشود كثيفة الإعداد والعدد عن إخراج المحاصرين فيه، بعد أسابيع من قتال تلاحميٍّ، لم يبق لديها سلاح إلا ورمت به إلى المعركة، وطائرة روسية إلا وشاركتها القتال. وحين فشلت جميع محاولاتها، شرعت تهاجم مواطني الغوطة، وتدك بيوتهم على رؤوسهم، في جريمةٍ لا يرتكب ما يماثلها أي جيش غير جيشها الذي دأب سبعة أعوام على قتل الشعب السوري، من دون أن يرفّ لضباطه جفن.
يقصف الأسد الآمنين، انتقاما لهزيمته، فلماذا يقصف المقاومون أحياء دمشق، علما أن انتصارهم هو لشعب سورية بأكمله؟ هل يخدم قصف دمشق هذا الانتصار، أو يرضي مواطني الغوطة الذين يدركون أنهم يقتلون بيد عدو، وأن غير المقبول أن يقتل إخوتهم في عاصمتهم، بيد أخ خرج بالثورة، ليحميهم من الموت المجاني أربعين عاما بيد الأسدية وأجهزة دولتها العميقة الطائفية!
لا لقتل أي سوري آمن بيد المقاومة الوطنية، أو لقصف مدرسته وبيته وحانوته. ولا لمحو الفارق بين ثورة الحرية ونظام الإجرام والقتل، وللتخلي عن قيمها الذي فيه هزيمتها وهلاكها! ولا لعبثيةٍ مقاومةٍ تجعلها دوافع ثأرية تقصف أبرياء هم جزء من شعبٍ، لطالما ضحّى رجالها بحياتهم من أجل حياة أبنائه إناثا وذكورا. ولا لهدر حياة بريء وأمنه، مهما كان موقفه من الثورة.
معركة حرستا انتصار يدعو إلى الزهو، وقصف دمشق هزيمة مخجلة. ... أيها الثوار، أوقفوا قصف دمشق، فهي معكم وأنتم لها.
يتكامل موت الآمنين في الغوطة ودمشق: موت من تقتله الطائرات مع موت من تقتله قذائف تضل سبيلها، أو تستهدف أحياء المدينة لاعتقاد مطلقيها أنهم ينتقمون بذلك من نظامٍ مجرم، يقتل من يدّعي رئيسه مسؤوليته عنهم، وولاءهم له، ويزعم كذبا أنه يحميهم من الإرهاب، لكنه يحصدهم بالمئات يوميا بجميع أنواع الفتك والتدمير، لأهدافٍ أهمها التخلص منهم، ودفع المقاومين إلى الرد عليه بقصف سكان المناطق الخاضعين لسيطرته، لأن ذلك يبعدهم عن الثورة، ويساعده على تسويغ جرائمه دوليا، بالزعم أنه لا يهاجم غير "إرهابيي" الغوطة الذين يقصفون منازل الآمنين في دمشق.
وسع النظام، في الأسابيع الأخيرة، دائرة إجرامه، حتى طاولت أهالي قرى الغوطة وبلداتها ومدنها بلا استثناء. حدث هذا بسبب عجزه عن فك الحصار عن "إدارة المركبات"، على الرغم مما استجلبه إلى حرستا وعربين ودوما من وحدات عسكرية ومرتزقة، دفعه فشلها المتكرّر إلى استهداف المدنيين، ثأرا من صمودهم ولحفظ ماء وجهه، والتغطية على تهافت جيشه إلى الحد الذي انكشف معه الحضيض الذي بلغه كعصابات تعفيش وتشبيح، عجزت عن صد هجوم شنّه، قبل نيف وشهرين، بضع مئات من بواسل الجيش الحر، اقتحموا في ساعات قليلة حصنا حصينا أقامه الأسد في الغوطة، بيد أنه تهاوى مثل بيت من ورق، وانهارت مقاومته بعد ساعات قليلة من الهجوم عليه، وفشلت حشود كثيفة الإعداد والعدد عن إخراج المحاصرين فيه، بعد أسابيع من قتال تلاحميٍّ، لم يبق لديها سلاح إلا ورمت به إلى المعركة، وطائرة روسية إلا وشاركتها القتال. وحين فشلت جميع محاولاتها، شرعت تهاجم مواطني الغوطة، وتدك بيوتهم على رؤوسهم، في جريمةٍ لا يرتكب ما يماثلها أي جيش غير جيشها الذي دأب سبعة أعوام على قتل الشعب السوري، من دون أن يرفّ لضباطه جفن.
يقصف الأسد الآمنين، انتقاما لهزيمته، فلماذا يقصف المقاومون أحياء دمشق، علما أن انتصارهم هو لشعب سورية بأكمله؟ هل يخدم قصف دمشق هذا الانتصار، أو يرضي مواطني الغوطة الذين يدركون أنهم يقتلون بيد عدو، وأن غير المقبول أن يقتل إخوتهم في عاصمتهم، بيد أخ خرج بالثورة، ليحميهم من الموت المجاني أربعين عاما بيد الأسدية وأجهزة دولتها العميقة الطائفية!
لا لقتل أي سوري آمن بيد المقاومة الوطنية، أو لقصف مدرسته وبيته وحانوته. ولا لمحو الفارق بين ثورة الحرية ونظام الإجرام والقتل، وللتخلي عن قيمها الذي فيه هزيمتها وهلاكها! ولا لعبثيةٍ مقاومةٍ تجعلها دوافع ثأرية تقصف أبرياء هم جزء من شعبٍ، لطالما ضحّى رجالها بحياتهم من أجل حياة أبنائه إناثا وذكورا. ولا لهدر حياة بريء وأمنه، مهما كان موقفه من الثورة.
معركة حرستا انتصار يدعو إلى الزهو، وقصف دمشق هزيمة مخجلة. ... أيها الثوار، أوقفوا قصف دمشق، فهي معكم وأنتم لها.