توتّر الوضع الأمني في عدد من المناطق اللبنانية "سريعا"، على خلفية إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش"، ذبح عسكري ثانٍ من عسكريي الجيش اللبناني المخطوفين لدى التنظيم، منذ الثاني من أغسطس/آب الماضي إثر الهجوم الخاطف على عرسال.
وفور شيوع نبأ مقتل الجندي اللبناني عباس مدلج، انتشر عشرات المسلحين خصوصاً في مناطق البقاع والطريق المؤدي إلى بلدة عرسال على الحدود اللبنانية- السورية من منطقة اللبوة، وفي منطقة بريتال البقاعية، حيث انتشر مسلحون ملثمون وأخذوا يدققون بهويات ركاب السيارات. وأبلغ عدد من المسؤولين المحليين "العربي الجديد" حصول اعتداءات على سيارات تابعة لأهالي عرسال.
كما قطعت طرقات عدة في بيروت والضاحية الجنوبية، وخرجت دعوات للانتقام من اللاجئين السوريين، وطُلب منهم مغادرة لبنان، خلال أيام، فيما طالب عدد من الشخصيات الفنية والإعلامية الحكومة اللبنانية بإعدام الموقوفين الإسلاميين الذين يطالب تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) بإطلاق سراحهم، ودعا آخرون إلى "خطف مواطنين أتراك وقطريين".
وأكدت مصادر وزارية لبنانية لـ "العربي الجديد"، تحفظ على نشر اسمها، أن "التوتر المذهبي بلغ حدوداً قصوى بعد عملية الذبح، لكنها دعت عشائر البقاع إلى عدم الوقوع في فخ "داعش" والانجرار إلى فتنة مذهبية، لأن هذا ما يريده هذا التنظيم".
وأضافت أن هناك "تنسيق بين الأجهزة الأمنية وحزب الله لضبط المحتجين"، وتخوّفت من أن "يؤدي الفشل في ضبطها إلى نتائج كارثية خصوصاً وأن اللاجئين السوريين منتشرون على كامل الأراضي اللبنانية، كذلك الأمر بالنسبة للسلاح".
وكان "داعش" قد أقدم على ذبح العسكري اللبناني، عباس مدلج من البقاع، بعد أقل من أسبوع على ذبح الجندي علي السيد من عكّار. وفي بيان بثه "داعش" قال إن "مدلج حاول الفرار، ما أدى إلى قتله" كما هدد التنظيم بذبح عناصر آخرين في حال تم الاعتداء على اللاجئين السوريين.
وسبق أن أعلنت الحكومة اللبنانية رفضها أي تبادل بينها وبين "داعش" و"جبهة النصرة" لإطلاق سراح العسكريين مقابل الإفراج عن عدد من الموقوفين في سجن رومية، لكنها أكدت استمرار عملية التفاوض غير الرسمية عبر وساطة قطرية، وذلك على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق.
وفي سياق متصل، احتدمت الاشتباكات بين حزب الله ومقاتلي المعارضة السورية والتنظيمات الاسلامية في المنطقة بين جرود القلمون السوري وجرود عرسال (وادي الرعيان) مساء يوم السبت، ولم يسجل أي تواجد للجيش اللبناني في المنطقة.