لمّا استوطن الإنسان الأرض، لم تكن فكرة الحاكم والرعية قائمة، كان العالم في عقوده الأولى محدوداً، وبزيادة سكانه أصبحت صيغة التعايش المعروفة هي العائلات ثم القبائل.
كان الناس يعيشون في مجتمع تحكمه عادات وتقاليد، ويسير وفق منطق القوّة في الأغلب، قبل أن تظهر الدولة بحاكمها وأمرائها ووزرائها وقادتها وجندها وقضاتها وشرطتها وجباة الضرائب، إلى غيرها من التقسيمات الإدارية.
لم يعرف العالم الدولة، بمعناها المتعارف عليه حالياً، إلا بعد قرون من وجود الإنسان على الأرض. الرائج أن أول ظهور لمصطلح الدولة، كان في وادي النيل عندما أسّست الأسرة الفرعونية الأولى ما يمكن أن ينطبق عليه وصف الدولة.
ووفقاً لتقرير نشرته في الرابع من سبتمبر/أيلول 2013، هيئة الإذاعة البريطانية، حول ما اعتبر كشفاً في تاريخ الحضارة الفرعونية يتعلّق بترتيب ملوك الأسرة الأولى التي حكمت مصر الموحدة، فإن أول دولة عرفها العالم ظهرت قبل أكثر من أربعة قرون على ولادة السيد المسيح.
في حاضرنا العربي، يعيش لبنان منذ أكثر من عام بلا رئيس للدولة، ويمكن القول إن الأمور عادية، لم يتوقّف شيء، ولم ترتبك حياة الناس. ربما كاد البعض ينسى الأمر، رغم مماحكات سياسية معتادة، ويبدو اهتمام اللبنانيين حالياً بأزمة تراكم النفايات أوضح كثيراً من اهتمامهم بخلو منصب الرئيس.
في سورية والعراق واليمن وليبيا، يمكن القول إن الدولة غائبة، ولو جزئياً، ولأسباب متباينة، بسبب الأوضاع السياسية الملتهبة. ويمكن للمتابع القول إن الحكومة في سورية تسيطر على جزء من البلاد، بينما أجزاء أخرى تحت سيطرة المعارضة، وأجزاء تحت سيطرة تنظيم الدولة. الأمر متكرّر بشكل ما في العراق، بينما في اليمن وفي ليبيا تنقسم الدولة بين طرفين يتصارعان على السلطة، ويتحكم كل منهما كلياً في جزء من البلاد.
وبنظرة سريعة على أوضاع البلدان السابق ذكرها، يمكن القول إن الصراع على السلطة هو أساس الأزمات، وأن الدولة بمفهومها المتداول غائبة أو مغيبة أو ضعيفة، كما لا يمكن إغفال أن الساسة والزعماء في تلك الدول، والمفترض بهم تسيير الأمور، هم أنفسهم المشكلة بالأساس.
لمّا قام الربيع العربي، كان من بين أهدافه الأولى، بعيداً عن التدخلات الخارجية والأغراض الشخصية، تغيير صيغة الحكم في بلدان الربيع، ومنح المواطنين المزيد من الحقوق في مجال التأثير في مسار الدول، وتحجيم دور الحكام والمتنفذين في تقرير مصير الشعوب بمعزل عنهم.
يظن كثيرون أن الربيع العربي انتهى، أو فشل، لكن الواقع أنه قادم لتحقيق أهدافه.
إقرأ أيضاً: حقائق عربية تائهة
كان الناس يعيشون في مجتمع تحكمه عادات وتقاليد، ويسير وفق منطق القوّة في الأغلب، قبل أن تظهر الدولة بحاكمها وأمرائها ووزرائها وقادتها وجندها وقضاتها وشرطتها وجباة الضرائب، إلى غيرها من التقسيمات الإدارية.
لم يعرف العالم الدولة، بمعناها المتعارف عليه حالياً، إلا بعد قرون من وجود الإنسان على الأرض. الرائج أن أول ظهور لمصطلح الدولة، كان في وادي النيل عندما أسّست الأسرة الفرعونية الأولى ما يمكن أن ينطبق عليه وصف الدولة.
ووفقاً لتقرير نشرته في الرابع من سبتمبر/أيلول 2013، هيئة الإذاعة البريطانية، حول ما اعتبر كشفاً في تاريخ الحضارة الفرعونية يتعلّق بترتيب ملوك الأسرة الأولى التي حكمت مصر الموحدة، فإن أول دولة عرفها العالم ظهرت قبل أكثر من أربعة قرون على ولادة السيد المسيح.
في حاضرنا العربي، يعيش لبنان منذ أكثر من عام بلا رئيس للدولة، ويمكن القول إن الأمور عادية، لم يتوقّف شيء، ولم ترتبك حياة الناس. ربما كاد البعض ينسى الأمر، رغم مماحكات سياسية معتادة، ويبدو اهتمام اللبنانيين حالياً بأزمة تراكم النفايات أوضح كثيراً من اهتمامهم بخلو منصب الرئيس.
في سورية والعراق واليمن وليبيا، يمكن القول إن الدولة غائبة، ولو جزئياً، ولأسباب متباينة، بسبب الأوضاع السياسية الملتهبة. ويمكن للمتابع القول إن الحكومة في سورية تسيطر على جزء من البلاد، بينما أجزاء أخرى تحت سيطرة المعارضة، وأجزاء تحت سيطرة تنظيم الدولة. الأمر متكرّر بشكل ما في العراق، بينما في اليمن وفي ليبيا تنقسم الدولة بين طرفين يتصارعان على السلطة، ويتحكم كل منهما كلياً في جزء من البلاد.
وبنظرة سريعة على أوضاع البلدان السابق ذكرها، يمكن القول إن الصراع على السلطة هو أساس الأزمات، وأن الدولة بمفهومها المتداول غائبة أو مغيبة أو ضعيفة، كما لا يمكن إغفال أن الساسة والزعماء في تلك الدول، والمفترض بهم تسيير الأمور، هم أنفسهم المشكلة بالأساس.
لمّا قام الربيع العربي، كان من بين أهدافه الأولى، بعيداً عن التدخلات الخارجية والأغراض الشخصية، تغيير صيغة الحكم في بلدان الربيع، ومنح المواطنين المزيد من الحقوق في مجال التأثير في مسار الدول، وتحجيم دور الحكام والمتنفذين في تقرير مصير الشعوب بمعزل عنهم.
يظن كثيرون أن الربيع العربي انتهى، أو فشل، لكن الواقع أنه قادم لتحقيق أهدافه.
إقرأ أيضاً: حقائق عربية تائهة