متى يحلم العربي؟

16 يونيو 2016
+ الخط -
نصِلُ إلى قناعاتٍ كبيرة أننا نستطيع أن نمتلك كُلَّ شيء، لكن شعورنا بالخُذلان، انكسارنا من الواقع يجعلنا نتوهم أننا لا نستطيع تحقيق ذلك، لتبقى كل أحلامنا الجميلة مجرد سرابٍ، مجردُ نزوةٌ مقرونة بتاريخ انتهى.
نحن من جعلنا بين أحلامِنا مسافات مُذ كُنا نحلم. لكن، لا نعلم كيف وماذا وإلى أين نتجه، كُنا مُجرد قارورة مُحكمة الإغلاق لكنها فارغة، هكذا ضاعت أحلامُنا مِنامن دون أن نعلم،من دون أن نبحث عن سببٍ رئيسي يُزيل توهماتِ الأمس، يجعلُنا نصِل إلى تلك الغايات المرجوة.
من الشيء الجميل أن يصبح لنا حلم نقاتل لأجل تحقيقه. لكن، مع مرور الوقت، وبالتحديد في واقعنا الرث، تقلصت بكثرة أحلام كثيرين عن السابق، حتى باتت الغالبية العظمى لا تحلم لتحقيق شيء، وإنما يحلم الواحد منا أن يظل على قيد الحياة فترة أطول، فقد أصبح الحفاظ على النفس حلماً صعب تحقيقه، وسط عالم مدجج بالبارود.
أصبح المواطن العربي يعيش من دون هوية، في ظل الانقسامات المذهبية والطائفية والصراعات الجدباء التي لم تكن حلمًا لأحدهم، بل صنعته عقول متخمة بالغباء، وصدّقه عامة الناس، وكان نتاجه أن تحقق الدول الغربية أطماعها بتحقيقها حلم تمزيق الدول العربية إلى دويلات صغيرة.
ليس من الغريب أن تنفذ الدول العظمى سياساتها على دول عربيةٍ، تجهل ما يدور من حولها، ولا تعلم ما موقعها في هذا الكوكب، فعلى مدى بعيد ورؤساء الدول العربية يخوضون نقاشاتٍ عقيمة، ولم يستطيعوا تحقيق حلمٍ واحد للمواطن العربي في إعادة الأراضي الفلسطينية، أو إيقاف الاحتلال الصهيوني عن جرائمه المستمرة على أبناء فلسطين، أو في إعادة هيبة العربي.
ربما يعيش العالم العربي ورؤساؤه أحلام يقظة في أنهم يستطيعون تحقيق إنجاز واحد للعربي المهمش الذي لم تعد لهيبته أي بريق أو لمعدنه أي قيمة، فالآلاف منهم يموتون بأيادٍ صديقة، تجمعهما كل الروابط الدينية والثقافية، ويتكلمون لغة واحدة، فعن أي حلم يتكلم العربي، عن حلم تناثر كالأشلاء، أم عن موضة قطع الرؤوس وموضة العزف على الموتى؟ متى يحلم العربي بأن يعكس مسار طريقة إلى الصواب ويصبح لوجوده أي قيمة على متن هذا الكوكب؟
لا زلنا ننتظر بزوغ شمس جديدة.
83CA8F36-948E-4EA4-8B59-8FE6B49C1AC4
83CA8F36-948E-4EA4-8B59-8FE6B49C1AC4
علي محي الدين منصر (اليمن)
علي محي الدين منصر (اليمن)