منحت المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين، اليوم الأربعاء، جائزة "نانسن" إلى محام قرغيزستاني لكفاحه من أجل تسوية وضع المحرومين من الجنسية في بلده.
وساعد عزيزبك أشوروف، من خلال منظمته "محامون بلا حدود في وادي فرغانة"، أكثر من 10 آلاف شخص على اكتساب الجنسية القيرغيزية، بعد أن أصبحوا من عديمي الجنسية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. ومن بين هؤلاء، سيتمتع نحو ألفي طفل بالحق في التعليم وبمستقبل يتيح لهم حرية السفر والزواج والعمل.
وقال أشوروف "لا أستطيع أن أقف مكتوف الأيدي عندما أرى ظلماً"، مؤكداً أنّ "الحرمان من الجنسية ظلم".
وسيتسلم المحامي الجائزة، الإثنين المقبل، في جنيف. وذكرت المفوضية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء، أنّ نحو ألفي طفل تمكّنوا من الحصول على تعليم والتفكير بمستقبل يمكنهم فيه السفر بحرية والزواج والعمل، بفضل عمله.
— مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) October 2, 2019" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post — مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) October 2, 2019
|
ومع تزايد عدد الأشخاص الذين التمسوا المساعدة من "محامون بلا حدود في وادي فرغانة" في قضايا المواطنة، قام أشوروف بتحويل تركيز المنظمة على حالات انعدام الجنسية، وبالعمل مع الآخرين على تحديد الحالات في جميع أنحاء البلاد لأول مرة والشروع في معالجة هذه المشكلة الشائكة بشكل نهائي.
وشكل كل من أشوروف و"محامون بلا حدود في وادي فرغانة" فرقاً قانونية متنقلة تجوب المناطق النائية من جنوب البلاد للوصول إلى المجموعات الضعيفة والمهمشة اجتماعياً. واعتمدت هذه الفرق القانونية المتنقلة في بلد قيرغيزستان على سيارة قديمة ذات دفع رباعي أو على ظهور الخيل.
وساعد عمله الوثيق مع سلطات قيرغيزستان، بما في ذلك إعلان "عفو" مؤقت عن أولئك الذين ليس لديهم أوراق أساسية، أعداداً كبيرة من عديمي الجنسية في الحصول على الجنسية.
وقال أشوروف، وفق ما أورده تقرير المفوضية، "كانت طريقتنا الرئيسية هي أن نعمل مع الحكومة، وقد نجحنا في جذب انتباههم وجعلهم أصدقاء لنا. كنا محاربين صغارا، ولكن كانت خلفنا دبابة كبيرة". وأضاف "على غرار قرغيزستان، أطلق عدد من الدول في المنطقة حملات تم من خلالها التعرف على حوالي 46 ألف شخص من عديمي الجنسية وتم حل أكثر من 34500 حالة بنجاح حتى الآن".
وقال رئيس المفوضية فيليبو غراندي، إنّ "التزام عزيزبك أشوروف معركته للقضاء على الحرمان من الجنسية في قرغيزستان (...) مثال يثير الإعجاب على قدرة فرد يمكنه أن يشكّل مصدر إلهام لأعمال جماعية".
واستلهم أشوروف مسيرته من المعركة التي خاضتها عائلته للحصول على الجنسية القرغيزستانية بعدما غادرت أوزبكستان. ففي عهد السوفييت، لم يكن هناك حدود داخلية وكان الناس يتنقلون في آسيا الوسطى بوثائق هوية بسيطة. لكن بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في 1991 "وبسبب ظهور حدود جديدة، علق كثيرون يحملون في أغلب الأحيان جوازات سفر سوفييتية متقادمة أو لا يستطيعون إثبات أماكن ولادتهم"، كما ذكرت المفوضية السامية للاجئين. وأصبح مئات الآلاف بلا جنسيات في هذه المناطق.
وتمنح جائزة "نانسن" كل سنة، وتحمل اسم المستكشف النروجي للقطبين الشمالي والجنوبي فريدتيوف نانسن الذي كان أول مفوض سام للاجئين في عصبة الأمم ووضع خصوصاً "جواز سفر نانسن" للمحرومين من الجنسية.
ومنحت الجائزة، العام الماضي، للطبيب إيفان اتار أداها (جنوب السودان) الذي يدير مستشفى مكتظاً لاستقبال اللاجئين في ولاية النيل الأزرق.