"ثورة الغرباء، وُلدت ثورتنا غريبة وستعود غريبة، فطوبى للغرباء والمعتقلين واليائسين، وطوبى لثورة أضاعها المتأمرون"، هذا ما كتبه محمد عادل، عضو حركة "شباب 6 أبريل"، جبهة أحمد ماهر، من داخل محبسه بسجن ليمان طره.
وقال عادل، في رسالته الثانية، التي سربتها الحركة اليوم الأربعاء، "في الوقت الذي أجلس فيه بين حوائط زنزانتي تمر ذكرياتي أمام عيني كشريط مسطور، كُتب كل مشهد فيه بحروف أصغر معتقل أيام مبارك بلغ حينها من العمر سبعة عشر عاماً".
وأكمل، في رسالته، التي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، "أدركت حينها أنه لا مناص من إسقاط نظام الإستبداد وأنه مهما بقيت وحيداً سيأتي اليوم الذي يكثر فيه زبد البحر حتى يصير موجاً هائجاً يدمّر كل من استخفّ به وكل من عارض يوماً حريته".
"ظننت وقتها أن المعركة بين متآمرين وخائنين وبين شباب أطلق عليهم "القلة المندسّة"، التي ناضلت 6 سنوات ونضجت يوماً بعد يوماً مع أحلام الثورة، تم اعتقالي سبع عشرة مرة كانت أولاها في 27 أبريل 2006 أمام دار القضاء العالي، كنت حينها أصغر معتقل سياسي في مصر"، أضاف عادل.
ومضى قائلا "تم اختطافي من قبل أمن الدولة بوسط القاهرة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2008 وظللت قابعاً في محبسي 3 أشهر. لا أعرف بأي ذنب سجنت ولا بأي حق اعتقلت؟".
وواصل "مرت السنوات وسقط مبارك وما زلت أسمع صوت هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، "لماذا استمر الهتاف بعد 3 سنوات من الثورة؟"، تساءل عادل صاحب مدونة "العميد ميت" التي كانت إحدى أشهر المدونات قبل ثورة 25 يناير.
"مرت سنوات وما زال السؤال: هل نجحت الثورة؟ أم أسقطنا النظام فقط؟ أم أن كل ما عشناه أحلام؟" تساءل عادل مرة أخرى وأضاف "مستحيل أن يكون ما حدث على مدار 3 سنوات أحلاماً، فالأحلام لا يكون فيها شهداء ولا نسمع فيها صراخ الأمهات ولا نرى فيها دماء".
"هواجس تراودني من وقت لآخر عندما أجلس برفقة زنزانتي، لهذه الدرجة عشت ساذجاً: أسقطنا مبارك ليجلس على الكرسي من كان يحركه، من الواضح أننا تعجلنا وتبين أن ثورتنا لم تكن إلا شعاع نور وأن النهار لم يأت بعد"، قال عادل، في إشارة منه إلى المجلس العسكري الذي أدار البلاد بعد انقلاب 3 يوليو.
جدير بالذكر أن محكمة جنح مستأنف عابدين ستنظر في الاستئناف الذي قدمه النشطاء الثلاثة، أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومه، في جلسة 10 مارس/آذار الحالي. وكانت المحكمة قد قضت بحبسهم 3 سنوات وتغريم كل منهم 50 ألف جنيه بتهمة خرق قانون التظاهر.