ووصل إلى الإقليم، وعلى مدى اليومين الماضيين، كلٌّ من رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، ورئيس المجلس الأعلى، عمار الحكيم، وقبلهما فعل ذلك رئيس "الائتلاف الوطني"، إياد علاوي، وذلك بهدف التوسط والتقريب بين أطراف العملية السياسية في الإقليم، ومعالجة الخلافات التي ظهرت الشهر الماضي.
وأفادت حكومة كردستان، في بيان، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أنّ "رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان البارزاني، التقى الجبوري، وجرى خلال اجتماعهما بحث الوضع الحالي في الإقليم والخلافات السياسية التي ظهرت".
وأبدى البارزاني "اقتناعه بإمكانية حل الخلافات عن طريق الحوار"، مثمناً جهود الجبوري وسعيه لإيجاد حلول مناسبة للخلافات، وفق البيان.
من جهته، ذكر المكتب الإعلامي للجبوري، في بيان، أنّه "جرى خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع هناك، والتحديات الحالية التي تواجه الإقليم".
وفي السياق، قال النائب عن "التحالف الكردستاني" في مجلس النواب العراقي، مثنى أمين، إنّ "الجبوري يريد التوسط لحل الخلافات الداخلية في كردستان، ومعالجة الوضع الذي استجد بعد 12 أكتوبر/تشرين الأول الفائت".
وبدأ الجبوري سلسلة لقاءاته مع سياسيين في كردستان، أمس الخميس، حيث التقى أعضاء بحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، وبرئيس وزراء الإقليم، إضافة إلى قادة أحزاب، و"الاتحاد الإسلامي"، والجماعة الإسلامية.
وتعليقاً على محادثات الجبوري، قال عضو قيادة "الاتحاد الوطني الكردستاني"، سعدي بيرة، في مؤتمر صحافي، إنّ "اللقاء تطرق إلى الوضع الحالي في الإقليم وكيفية معالجة الخلافات القائمة"، مُشيراً إلى أنّ رئيس مجلس النواب العراقي وعد بتكثيف مساعيه في بغداد لمعالجة الأزمة المالية التي يعانيها إقليم كردستان.
وكان الجبوري قد أشار أثناء مشاركته بندوة حوارية نظمها مركز دراسات في أربيل، حول العلاقات بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، إلى أن الخلافات السياسية بين بغداد وكردستان "أثرت كثيراً على العملية السياسية".
وبرّر الجبوري تحركه للتوسط بين الأحزاب الكردية لحل خلافاتها، بأن "ضعف الإقليم يعني ضعف العراق أجمع".
ودعا إلى "استحضار معاني الديمقراطية والتضحيات، التي قدمها الشعب الكردي، والترفع عن الخلافات الجانبية وتغليب المصلحة العامة من أجل تجاوز التحديات الحالية".
وكان قد وصل إلى الإقليم قبل الجبوري، رئيس المجلس الأعلى، عمار الحكيم، للمُهمة ذاتها.
وقال المتحدث باسم المجلس حبيب الطرفي، في تصريح صحافي، إنّ للحكيم علاقات جيدة مع الأطراف في كردستان، خاصة "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، كما أنّه يجري لقاءات من دون تمييز مع الأطراف كافة لحل الخلافات الداخلية، لأن بقاءها "سيؤثر على العراق بأكمله".
وفي سياق التحركات السياسية أيضاً، أبدى علاوي رغبته في التوسط لحل سلمي للخلافات في كردستان. وذكر بيان للائتلاف أنّ "استقرار الإقليم وتوحيد الجهود في العراق لمواجهة الإرهاب ضروري، ويجب عدم فتح باب تدخل الأطراف الخارجية لأن ذلك سيزيد الوضع تعقيداً".
وأسفرت اضطرابات شهدتها محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، الشهر الماضي، عن مهاجمة وحرق مقار تابعة للحزب "الديمقراطي الكردستاني"، الذي يترأسه البارزاني، فضلاً عن إغلاق مقرات أخرى للحزب في مناطق الاضطراب. واتّهم حزب البارزاني شريكه في الحكومة "حركة التغيير" بتوجيه المشاركين في تلك الاضطرابات، بهدف استهداف مقراته وأعضائه لأغراض سياسية، ورد على ذلك بإبعاد وزراء الحركة من الحكومة.
وبرّر نائب رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، نيجيرفان البارزاني، إخراج "حركة التغيير" من الحكومة، بالقول إن "الإجراءات التي تم اتخاذها كان الهدف منها قطع الطريق على تمدد وانتشار التوترات وتعقّد الوضع أكثر"، وفقاً لبيان أصدره مكتب البارزاني.