وثّقت منظمة "هيومن رايتس مونيتور" حالات قتل مواطنين مدنيين أبرياء، بينهم نساء وأطفال، بعضهم قُتِلوا على يد قوات الأمن المصرية، وآخرون على يد مسلحين مجهولين، وبعضهم بظروفٍ غامضة، ضمن عملية "حق الشهيد" المشتركة بين قوات الجيش والشرطة، بدأت في 7 سبتمبر/أيلول الجاري، بمنطقتي الشيخ زويد ورفح، شمال شرق سيناء، بدعوى محاربة أوكار "الإرهاب"، استمرت قرابة 16 يومًا، وانتهت يوم 22 سبتمبر/أيلول الجاري.
وبناءً على توثيقات المنظمة، لحالات القتل خارج القانون والإخفاء القسري لعددٍ من أهالِي مدينتي الشيخ زويد ورفح، فإنّ قوات الأمن المصري ارتكبت "جرائم حرب"، لا تسقط بالتقادم، مُنتهكة جميع القوانين الدولية والمحلية، وإعلانات حقوق الإنسان الدولية، كالمادة التاسعة من الإعلان الدولي لحقوق الإنسان. وطالبت المُنظمة مجلس الأمن بتقصّي حقيقة الوضع في سيناء، للوقوف على جريمة الإبادة الجماعية والتصفية العرقية والتهجير القسري غير المعلن، التي تمت وستبدأ في مكان آخر، للتحقيق في قتل المدنيين العُزّل على أيدي السلطات الأمنية المصرية.
اقرأ أيضاً: مصر: مركز حقوقي يطالب بحلول غير أمنية في سيناء
وتطرق المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري، في بيان رسمي نُشِر على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أن قوات الجيش والشرطة المدنية اتخذت جميع درجات الحيطة والحذر وتطبيق جميع معايير الأخلاق والإنسانية في التعامل مع المدنيين في المدينتين، وللحفاظ على أرواحهم. كما أعلن أيضًا في 15 بياناً، أن القوات المشتركة في العملية تمكنت من قتل 535 شخصاً، واعتقال 578 ممن وصفهم المتحدث بـ"الإرهابيين"، من دون أن يكشف عن هوية أو أسماء أو أوقات أو حتى أسباب قتلهم واعتقالهم، كما أعلن أنّ عملية "حق الشهيد" ستنتقل من مدينتي الشيخ زويد ورفح إلى مدينة العريش، التي تبعد عن المدينتين حوالى 40 كم غربًا، عقب عيد الأضحى.
وجاء في تقرير المنظمة أن السيدات اللاتي قتلن على يد قوات الجيش المصري بلغ عددهن 8، بالإضافة إلى 7 أطفال، وتمت تصفية 5 مواطنين. وأشار التقرير إلى "محمد سلمان الحمادين"، الذي اعتقله الجيش المصري يوم 19 سبتمبر/أيلول، فقد تمت تصفيته في 24 منه، وعُثر على جثته في مقابر مدينة الشيخ زويد القريبة من معسكر الزهور التابع للجيش.
اقرأ أيضاً: اتهامات للجيش المصري بتصفية طفلين ومدرّس في سيناء
كما وثّق التقرير قيام مسلحين متشددين بقتل 3 أفراد من أسرة واحدة، إثر انفجار سيارة مفخخة كانت تستهدف رتلاً عسكرياً، في منطقة "الماسورة" غرب مدينة رفح، وهم "سعيد عوض حسين" (61 عامًا)، ونجلاه كريم (4 سنوات)، ورويدا (7 سنوات)، يوم 11 سبتمبر/أيلول الجاري. كما قام مسلحون بقتل المواطن "راشد أبو رقية"، أحد كبار قبيلة "الفواخرية"، في مدينة "العريش"، بدعوى تعاونه مع قوات الجيش المصري، وإمدادهم بالمعلومات، يوم 14 سبتمبر/أيلول.
ووثّقت "هيومن رايتس مونيتور" عملية قتل مسلحين موظفًا في مديرية أمن شمال سيناء أمام منزله في حي "الصفا" جنوب مدينة العريش، ويُدعى "السيد شعبان عبدالعال" يوم 9 سبتمبر/أيلول، إضافة إلى مذبحة حدثت بحق مجموعة من المواطنين في منطقة "خريزة" وسط سيناء، حيث قام مسلحون مجهولون، أرجع بعض الأهالي هويتهم لمتعاونين مصريين مع جهاز المخابرات الإسرائيلي "موساد"، ولكن لم تعلن أي جماعة أو قوة مسؤوليتها عن الحادث، حيث قُتل 13 شخصاً بعد هجوم مسلح على عرس في المنطقة، يوم 14 سبتمبر/أيلول الجاري.
اقرأ أيضاً: "مونيتور": 79 حالة قتل في مصر خلال أغسطس