تصاعدت أزمة قطع التيار الكهرباء عن مختلف الأحياء والمناطق في محافظة الإسكندرية، ما فجّر غضباً هائلاً لدى المواطنين، خصوصاً بعد تزايد معدلات فصل التيار، والتي وصلت لأكثر من 6 ساعات يومياً، وأدّت إلى شلل متفاوت في المرافق الحيوية.
واشتكى عدد من الأهالي وأصحاب المحال والمصانع التجارية في تصريحات لـ"العربي
الجديد" من عدم وصول المياه لمنازلهم وتعرضهم للخسائر، بسبب الانقطاعات الكهربائية الطويلة، والتي تسببت في غرق شوارع وميادين بمياه الصرف الصحي، نتيجة توقف ماكينات الصرف الصحي، حد وصفهم.
وخرجت في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، عدة مظاهرات في عدد من المناطق بالمحافظة، تنديداً بما سمّوه "فشل السلطات في حل الأزمات الحالية"، ومن بينها أزمة انقطاع الكهرباء وغلاء الأسعار، ضمن فعاليات أسبوع "أنقذوا مصر"، التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب.
وزاد الطلب بشكل كبير على الشموع ومولدات الكهرباء، التي ارتفع ثمنها في المحافظة، وأبدى نشطاء وطلاب بالمدارس والجامعات استياءهم من عدم قدرتهم على مراجعة دروسهم وعرقلة أعمالهم، بسبب طول فترة الظلام الدامس، التي طالت مختلف الشوارع والميادين بالمدينة، في حين تم تدشين حملات لتنظيم وقفات احتجاجية والدعوة لعدم دفع الفواتير.
وجددت الحملة الشعبية بالإسكندرية، دعوتها للمواطنيين، بضرورة مقاطعة سداد فواتير الكهرباء، تنديداً بالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في المحافظة.
وقالت الحملة في بيان صحافي، وصل إلى "العربي الجديد" نسخة منه: "سنستمر في طريق المقاطعة من أجل الضغط على النظام من خلال الحملة الشعبية، حتى تدرك الحكومة والوزارات المختلفة المعنية فداحة ما تقترفة بحق المواطن المصري من انتهاك كامل لحقوقة الأسياسية".
وقال رئيس شركة كهرباء الإسكندرية، المهندس محمد بكر، إن الطاقة الإنتاجية لمحطة كهرباء المحافظة، تراجعت ما بين 30 إلى 40% بسبب نقص الوقود، وكذا خروج عدد من المحطات عن الخدمة، في حين زادت الطاقة الاستهلاكية خلال الفترة الأخيرة، وهو ما ولّد أزمة، بحسب بكر.
وكشف عن أن عدداً من الأماكن لا تخضع لسياسة تخفيف الأحمال، التي تتم بالتساوي بين كل مناطق المحافظة، نظراً لوجود المنشآت الحيوية، مثل المستشفيات وأقسام الشرطة والأماكن الحيوية، التى تتضرر من هذا الانقطاع، مطالباً الجميع بترشيد الاستهلاك، وذلك لعدم قدرة الدولة في الوقت الحالي على توفير الكم الهائل من الوقود.
وذكرت غادة مرسي، مواطنة، في تصرح لمراسل "العربي الجديد" أن الانقطاعات زادت عن حدها، موضحة أنه بعدما كان الانقطاع لمرة واحدة، أصبح في الفترة الأخيرة يتكرر فصل لفترات طويلة، وبأن هذا يؤثر على الحياة الطبيعية وقدرة الأطفال على المذاكرة.
ولفتت إلى أن استمرار هذه السياسة يعدّ فشلاً للدولة، موضحة أن المشكلة ستتفاقم مع اقتراب
فصل الصيف، وفي ظل تسبب تلك الانقطاعات في تدمير أجهزة المنازل.
ويتفق معها محمود عمران، صاحب محل ملابس، الذي اشتكي من توقف الحياة، خصوصاً بعد الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، والذي يصل لساعات متواصلة بالفترة المسائية، وهو ما أثار استياء أصحاب المحال التجارية والكافيتريات والمطاعم بسبب الخسائر وتراجع الإقبال عليها، ما اضطر بعضهم إلى الاستغناء عن بعض العاملين.
وأكد لمراسل "العربي الجديد" أن الأزمة امتد تأثيرها إلى قطاعات حيوية مثل مياه الشرب والمصانع وأعمدة الإنارة ومحطات الصرف الصحي وعدد من المصالح الحكومية والبنوك، وهو أثّر بالفعل على حياة المواطن العادي.
اقرأ أيضاً: شركة كهرباء الإسكندريّة تهدر 21 مليون دولار