قامت القوات المسلحة المصرية، بتفكيك كوبري الشهيد أحمد المنسي "العائم"، المقام على قناة السويس، بمحافظة الإسماعيلية، بدون توضيح الأسباب أو الإعلان عن تلك الخطوة، وذلك بعد أن صاحب تدشين ذلك الكوبري ضجة إعلامية كبيرة، في وقت افتتحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنفسه في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
وبلغت التكلفة الفعلية للكوبري نحو 200 مليون جنيه (11.2 مليون دولار)، منها 100 مليون جنيه تكلفة فعلية للكوبري و100 مليون أخرى تتضمن تكاليف تمهيد الطرق المؤدية إلى الكوبري داخل المدينة من الاتجاهين، وتجهيز أماكن انتظار السيارات والشاحنات العابرة للقناة.
وجاء التفكيك المفاجئ للكوبري، والذي يبلغ طوله 255 مترا وعرضه 15 مترا، ليثير الكثير من علامات الاستفهام بشأن تلك الخطوة في ضوء الأهداف التي تم الإعلان عن الرغبة في تحقيقها وقت تدشينه، والتي تمثلت في أهميته في التكامل مع مرفق المعديات والأنفاق في التخفيف عن كاهل المواطنين أثناء الانتقال بين شرق القناة وغربها، وتوفير البنية التحتية اللازمة للمجتمعات العمرانية الجديدة شرق القناة وعلى رأسها مدينة الإسماعيلية الجديدة، وربط سيناء بباقي محافظات مصر لدعم المشروعات التنموية.
وجاءت الخطوة المفاجئة بمثابة الصدمة لأهالي محافظات القناة ومحافظتي شمال وجنوب سيناء، بعدما كان هناك تعويل كبير على قيامه بدور مهم في تسهيل عملية الانتقال بين الجانبين.
وكانت ترسانة بورسعيد البحرية، وهي إحدى ترسانات هيئة قناة السويس، قد صممت الكوبري الذي شارك في تشييده وتصنيع أجزائه نحو ألف مهندس وفني وعامل قبل أن تستحوذ عليه القوات المسلحة، إذ شاركت في أعمال الألواح المعدنية الخاصة به ثلاث شركات تابعة لهيئة قناة السويس، هي التمساح لبناء السفن والشركة البورسعيدية وشركة الإنشاءات البحرية، بعدما استغرقت عملية إنشائه وتصنيعه نحو خمسة أشهر.
وكانت القوات المسلحة المصرية قد وافقت على إنشاء الكوبري، في المنطقة الخاضعة لنفوذ الجيش الثاني الميداني، تكريما للعقيد أحمد المنسي قائد الفرقة 103 صاعقة، والذي لقي مصرعه بصحبة عدد من جنوده في هجوم كبير شنه عناصر ولاية سيناء –فرع داعش في سيناء – في يوليو/تموز من العام الماضي، حيث تم افتتاح الكوبري من جانب رئيس الجمهورية بوجود أسرة المنسي.
وتأتي خطوة تفكيك القوات المسلحة للكوبري العائم في وقتٍ تخوض فيه قوات مشتركة من الجيش والشرطة ما يسمى بالعملية الشاملة سيناء 2018 لتطهير شمال سيناء من العناصر المتطرفة، في وقت يعاني فيه أهالي تلك المناطق من حصار شديد، وعدم انتظام الخدمات، بشكل دفع الكثير منهم لمغادرة منازله، والانتقال لمناطق أخرى في ظل العمليات العسكرية المستمرة.
(الدولار=17.86 جنيها تقريبا)