وتبدو التصفيات الجسدية بحق المعارضين المصريين لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، أبعد من مجرد أحداث متفرقة، إذ يرى فيها كثيرون سياسة ممنهجة يحرّض عليها الأخير شخصياً
في خطابات عامة، وباتت شبه محمية "قانونياً" بموجب نصّ قانون محاربة الارهاب الذي أمّن حصانة لعنصر الأمن الذي يلجأ للقتل "في حال شعوره بالخطر".
وادعت وزارة الداخلية، في بيان، أنها حددت عدداً من العناصر القائمة على ذلك التحرك، ورُصد تورط بعضهم فى ارتكاب عدد من العمليات الإرهابية السابقة، فضلاً عن تحديد الأوكار التنظيمية التى يتخذونها مقراً لاختبائهم، والإعداد لتنفيذ مخططاتهم العدائية.
وأفادت الداخلية المصرية بأنه تمت مداهمة تلك الأوكار، عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا، إحداها في منطقة العبور في محافظة القليوبية، مدعية مبادرة تلك العناصر بإطلاق الأعيرة النارية تجاه قوات الشرطة، حال الاقتراب من وكرهم.
وتابع البيان بأن "التعامل مع مصدر النيران أسفر عن مصرع محمد عبد الرحمن حسان أبو عامر (أحد المتورطين في تنفيذ واقعة اغتيال النقيب إبراهيم العزازي بقطاع الأمن الوطني، ومطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 123/ 2018 جنايات عسكرية شرق القاهرة)، وعضو الحركة تامر أحمد شعبان أحمد (مطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 64/2017 جنايات عسكرية شمال القاهرة).
وتمّ ايضاً، بحسب البيان، "ضبط عضو الحركة عبد الله يوسف محمد فرج (المطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 558/2018 حصر أمن الدولة العليا محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية)، وعضو الحركة أسامة بحر أحمد عبدالواحد (المطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 2017/975 حصر أمن الدولة العليا).
وادعت الداخلية العثور بحوزة الضحايا على "بندقية آلية عدد2، وبندقية خرطوش، وكمية من الطلقات والفوارغ مختلفة الأعيرة"، من دون أن تذكر بيانات الضحية الخامسة.
وواصلت في بيانها أنه "وبمداهمة الوكر التنظيمي الكائن في منطقة المرج، شرقي القاهرة، تم ضبط خمسة عناصر تنتمي إلى جماعة الإخوان، وهم علي عبد القادر (مطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 123 / 2018 جنايات عسكرية)، وإسلام رأفت عبد المحسن مصطفى (مطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 64/ 2017 جنايات عسكرية شمال القاهرة)، وعبد الباسط شكري عبدالوهاب عمار (مطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم760/ 2017 حصر أمن دولة العليا)، ونور الدين عبد الله علي عبد الله، ومحمد زين الدين السيد محمد.
وختم البيان زاعماً إنه "عثر كذلك بحوزة المتهمين على بندقية آلية، وبندقية خرطوش، وكمية متنوعة من الذخائر"، منوهاً إلى استهداف وكر كائن بمنطقة السلام بالقاهرة، تتخذه عناصر حركة "حسم" كمخزن للأسلحة والذخائر، والعثور على بندقية آلية عدد 6، وثلاث بندقيات خرطوش، وكمية كبيرة من الذخيرة الآلية، ومخبأة أسفل كمية من الرمال بالوكر.
وبحسب باحثين وسياسيين مصريين، فإن النظام الحالي يسعى بشتى الطرق لإصابة الشباب الرافض للانقلاب باليأس من المعارضة السياسية السلمية، من خلال التوسع في سياسة التصفية الجسدية، في محاولة لجرّه وإدخاله إلى دائرة استخدام العنف العشوائي، ليصبح القضاء عليه في حينها أسهل بالنسبة للسلطات الأمنية.
من جهتها أصدرت نيابة أمن الدولة العليا "طوارئ"، مساء الثلاثاء، قراراً بحبس خمسة معتقلين من رافضي الانقلاب العسكري، لمدة 15 يوماً، وذلك على ذمة التحقيقات التي تجري معهم بدعوى اتهامهم بالانضمام إلى حركة "حسم".
وادعت المحكمة في قرار حبسهم، "انضمامهم إلى جماعة مسلحة (حركة حسم)، تستهدف تنفيذ عمليات تخريبية على الأراضي المصرية، ومنع مؤسسات الدولة من أداء أعمالها وتعطيل العمل بالدستور والقانون".
كما ادعت التحقيقات بأن "القبض على المعتقلين تمّ بموجب إذن من نيابة أمن الدولة العليا طوارئ، بزعم مشاركتهم في عمليات مسلحة من بينها عملية اغتيال النقيب إبراهيم محمد العزازي، حيث قامت السلطات الأمنية بمداهمة مقار سكن المعتقلين والقبض عليهم".