مصر: قتيل واعتقالات في تظاهرات قبل ذكرى "رابعة"

نظم المعارضون في مصر، اليوم الجمعة، تظاهرات حاشدة في عدد من المحافظات المصرية، اليوم الجمعة، استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" للتظاهر تحت شعار "المقاومة أمل الأمة"، للأسبوع الثاني على التوالي، وبالتزامن مع إحياء الذكرى الأولى لفض اعتصام ميداني رابعة والنهضة، والمقرر يوم 14 أغسطس/آب.

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، أن "عنصراً إخوانياً" كان مشاركاً في مسيرة شرقي القاهرة توفي خلال اشتباكات مع مواطنين.

وخرج مؤيدو الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، في تظاهرتين من أمام مسجدي "حمزة بن عبد المطلب" و"نور الإسلام" في حي عين شمس شرقي القاهرة، التقتا في شوارع "عين شمس" الجانبية. ورفع خلالهما المتظاهرون لافتات "رابعة العدوية"، وصوراً لمرسي، مرددين هتافات مناوئة للسلطة الحاكمة.

وأغلقت قوات الأمن ميدان الألف مسكن الحيوي كلياً أمام حركة المرور، بواسطة 8 مدرعات، و4 ناقلات جنود، وعشرات المجندين، بهدف مواجهة التظاهرات.

واعتدت قوات الأمن على تظاهرة حاشدة انطلقت من أمام مسجد السادات في منطقة حلوان، جنوبي القاهرة، بقنابل الغاز المسيلة للدموع. وأوقعت عشرات الاصابات في صفوف المتظاهرين في شارع شريف.

وفي المعادي، انطلقت تظاهرة حاشدة نظمها مناهضو الانقلاب، رفع خلالها المتظاهرون لافتات صفراء كتب عليها "العصيان هو الحل". ورددوا هتافات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ومؤيدة للمقاومة الفلسطينية، منها "هنرددها جيل ورا جيل، تسقط تسقط إسرائيل"، و"تسلم إيدك يا حماس.. خير الجند حماس".

وفي حي الهرم في محافظة الجيزة، اعتدت قوات الشرطة على تظاهرتين خرجتا من أمام مسجدي خاتم المرسلين والسلام بالرصاص الحي وطلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيلة للدموع؛ ما أدى إلى وقوع العشرات من الإصابات بين صفوفهم.

وفي محافظة الدقهلية، نظم المعارضون تظاهرة جابت شوارع قرية المنزلة، رفعوا خلالها شارات رابعة العدوية للتنديد بمذبحة فض اعتصام مؤيدي الرئيس مرسي.

كذلك رفع المشاركون في التظاهرة صور ضحايا المذبحة، مؤكدين "مواصلة حراكهم السلمي حتى إسقاط الانقلاب ومحاكمة قادته والقصاص من قتلة الشهداء".

واصطف المعارضون في مدينة السنبلاوين في المحافظة نفسها بسلسلة بشرية على جانبي طريق قرية التمد الحجر، في حين نظم بعض أهالي قرية ميت دمسيس التابعة لمركز أجا، سلسلة بشرية أخرى بطريق القاهرة المنصورة.

وفي محافظة الشرقية، انطلقت تظاهرة في مدينة أبو حماد، ردد المشاركون فيها هتافات منددة بقرارات الحكومة برفع أسعار الوقود واتجاهها لإلغاء الدعم عن السلع الأساسية والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي منها "قطعوا الميه قطعوا النور بكره نشم الهوا في طابور"، و"عطشان يا صبايا دلوني على السبيل... السيسي خرب بلدكم ومعايا ألف دليل... السيسي غلا الدنيا وقتله ألف قتيل"، في إشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وكان التنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حاضراً في تظاهرات اليوم، إذ انتقد المشاركون في تظاهرة نظمها معارضون في قرية قطور في محافظة الغربية، ما وصفوه بـتواطؤ السلطات المصرية مع قوات الاحتلال وإغلاقها معبر رفح في وجه الجرحى الفلسطينيين. ورددوا هتافات مؤيدة لفصائل المقاومة، منها "يا قسام يا هنية دك حصون الصهيونية".

وفي بني سويف، خرجت تظاهرة ضمت المئات هاجمتها قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، ما أسفر عن حالة من الكرّ والفرّ في شارعي الجيش وأبو بكر الصديق.

وفي محافظة الإسكندرية، نظمت تظاهرات معارضة على الرغم من التعزيزات الأمنية المكثفة حول المنشآت الحيوية ومراكز وأقسام الشرطة والسجون والبنوك وجميع المصالح الحكومية.

ورفع المشاركون في التظاهرات، التي انطلقت في مناطق العامرية والعوايد والورديان، صور  مرسي وإشارات رابعة العدوية، مطالبين برحيل الرئيس المصري الحالي وعودة المسار الديمقراطي للبلاد والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين.

وأعلن المحتجون الذين حملوا الأعلام الفلسطينية خلال التظاهرات، التي طافت الشوارع والميادين بمناطق المنتزه وبرج العرب والعطارين تضامنهم مع المقاومة الفلسطينية، ونددوا بالمجازر الإسرائيلية في غزة.

وألقت أجهزة الأمن في المحافظة القبض على 8 معارضين خلال حملة مداهمات لمنازل عناصر وقيادات "التحالف الوطني لدعم الشرعية" في مناطق عدة.

وذكرت مصادر أمنية أن المقبوض عليهم بينهم 6 من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الإسكندرية، وأن توقيفهم تم بعد توجيه اتهامات لهم بالانضمام لجماعة الإخوان المسلمين والتحريض ضد رجال الجيش والشرطة ومحاولة قلب نظام الحكم.

(شارك في التغطية: إبراهيم يحيى، حبيبة عبد العزيز، وفاء إدريس، محمد محسن)